بعد تطاول "خامنئي" على السعودية.. "حزب الله" يتسبب في أزمة جديدة بين إيران والمملكة

عربي ودولي

بوابة الفجر


تسبب حزب الله اللبناني في أزم جديدة بين إيران والمملكة العربية السعودية، خاصةً بعد الأزمة الأولى التي نشبت بين الدولتين عقب إعدام الشيخ "النمر"، حيث أثار قرار السعودية بوقف المساعدات عن الجيش اللبناني، غضب الحكومة الإيرانية مما جعل علي خامنئي المرشد الأعلى فى إيران، يتطاول على المملكة السعودية، واصفاً الاتهامات التى توجه للحزب بأنها دعايات مغرضة ولا أهمية لها.


وفي هذا السياق ترصد "الفجر" الأزمات المتكرة بين إيران والسعودية بسبب "حزب الله"، وتوقعات ردود الأفعال السعودية على هذا التطاول.


أزمة إعدام "النمر"
في مستهل عام 2016، عدم نظام آل سعود 47 شخصاً بينهم الشيخ نمر النمر المعتقل منذ عام 2012 بسبب معارضته لسياسة النظام السعودي، حيث أكدت وزارة داخلية آل سعود في بيان لها أن الذين تم تنفيذ حكم الإعدام بحقهم يعتنقون المنهج التكفيري وينتمون إلى تنظيمات إرهابية تنفذ مخططات إجرامية.


حزب الله يصفها بـ "الجريمة النكراء"
ومن جانبه، أدان حزب الله بشدة الجريمة النكراء التي ارتكبها النظام السعودي بإعدام الشيخ نمر باقر النمر، محملاً المسؤولية المباشرة والمعنوية عن هذه الجريمة للولايات المتحدة وحلفائها الذين يقدمون الحماية المباشرة للنظام السعودي، ويغطون جرائمه الكبيرة بحق شعبه وشعوب المنطقة.

وقال الحزب في بيان له، أن السبب الحقيقي الذي دفع السلطات السعودية إلى الحكم بإعدام الشيخ النمر هو أنه صدح بالحق وجهر بالصواب وطالب بالحقوق المهدورة لأبناء شعب مظلوم محكوم بالاستبداد والجهل ومسلوب الحقوق والثروات من قبل مجموعة فاسدة لا ترعى في خلق الله الا ولا ذمة.

وطالب البيان المجتمع الدولي وهيئاته ومنظماته الحقوقية والانسانية كل القوى الحية في أمتنا بإدانة هذه الجريمة النكراء، ووضع السلطات السعودية في المكان الذي تستحقه في سجل الإجرام العالمي، نظراً لافترائها على عالم دين مسالم لم تتلوث يداه بالدماء ولا ارتكب جريمة إلا قول لا للظلم والعدوان.


إيران: إجراء غير إنساني
كما استنكرت وزارة الخارجية الإيرانية بشدة إقدام سلطات آل سعود على إعدام الشيخ نمر باقر النمر، مشددةً على أن الحكومة السعودية والمسؤولين فيها سيدفعون ثمناً باهظاً نتيجة السياسة العقيمة واللامسؤولة التي ينتهجونها.

ونقلت وكالة الانباء الإيرانية ارنا، عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية حسين جابر أنصاري قوله إن السعودية تدعم الإرهابيين وتنفذ حكم الإعدام بحق المعارضة.

ومن جهته، انتقد مساعد وزير الخارجية الأيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان بشدة دعم نظام آل سعود العلني والخفي للإرهاب والتطرف في المنطقة.

وقال عبد اللهيان، إن نظام آل سعود هو المتهم الرئيسي في نمو الإرهاب والتطرف في المنطقة، ولا يستطيع من خلال إعدام الشيخ نمر النمر أن ينأى بنفسه عن السياسات الخاطئة التي يتخذها وينتهك بها حقوق الانسان، موضحاً أن سياسات نظام آل سعود أدت إلى مزيد من التدهور الأمني في المنطقة.

وأبلغ عبد اللهيان، خلال استدعائه القنصل السعودي في طهران إسحاق العريني، احتجاج إيران الشديد إزاء هذا الإجراء غير الإنساني، محذراً السلطات السعودية من عواقبه.


وقف دعم الجيش اللبناني
وعقب قرار مجلس التعاون الخليجي، بتصنيف حزب الله الإرهابي كـ "منظمة إرهابية"، أكد مصدر سعودي مسؤول لوكالة الأنباء السعودية "واس"، أن السعودية ستوقف مساعداتها لتسليح الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي اللبناني، نظراً للمواقف اللبنانية التي لا تنسجم مع العلاقات الأخوية بين البلدين.

وأضاف المصدر المسؤول، أنه في ظل هذه الحقائق فإن المملكة قامت بمراجعة شاملة لعلاقاتها مع الجمهورية اللبنانية، بما يتناسب مع هذه المواقف ويحمي مصالح المملكة، واتخذت قرارات منها؛ إيقاف المساعدات المقررة من المملكة لتسليح الجيش اللبناني عن طريق الجمهورية الفرنسية، وقدرها ثلاثة مليارات دولار أميركي، وإيقاف ما تبقى من مساعدة المملكة المقررة بمليار دولار أميركي المخصصة لقوى الأمن الداخلي اللبناني.

وأضاف المصدر، أن المملكة العربية السعودية، وقد عملت كل ما في وسعها للحيلولة دون وصول الأمور إلى ما وصلت إليه، لتؤكد في الوقت ذاته وقوفها إلى جانب الشعب اللبناني الشقيق بكافة طوائفه، وأنها لن تتخلى عنه وستستمر في مؤازرته، وهي على يقين بأن هذه المواقف لا تمثل الشعب اللبناني الشقيق.

واختتم المصدر تصريحه بأن السعودية تُقدر المواقف التي صدرت من بعض المسؤولين والشخصيات اللبنانية بما فيهم دولة رئيس الوزراء السيد تمام سلا،م والتي عبّروا من خلالها عن وقوفهم مع المملكة وتضامنهم معها، وتعرب عن اعتزازها بالعلاقة المميزة التي تربط المملكة العربية السعودية بالشعب اللبناني الشقيق، والتي تحرص المملكة دائما على تعزيزها وتطويرها.


"خامنئي" يرد بالتطاول
ورداً على قرار السعودية، تطاول المرشد الأعلى فى إيران على خامنئي، على المملكة العربية السعودية، فى معرض انتقاده قرار خليجى يُقر بأن حزب الله منظمة إرهابية، واصفاً الاتهامات التى توجه للحزب بأنها دعايات مغرضة ولا أهمية لها. 

وقال خامني، وفقا لوكالة فارس للأنباء: "لا أهمية للإعلام والدعايات المغرضة ضد حزب الله، ولنفرض أن حكومة ما فاسدة عميلة أصدرت بياناً بأموال البترودولار أدانت فيه حزب الله، لتذهب إلى الجحيم، فما أهمية ذلك؟". 

وأضاف خامنئي أن أحد أبرز ما دفع القوى الاستكبارية للاصطفاف ضدنا، هو أن يروا دولة تتمكن من التوصل إلى التقنية النووية الحساسة دون أن تعتمد على أي قوة كبرى. 

وتابع خامنئى: "لو فسحنا لهم المجال، فإنهم سيثيرون قضايا أخرى ضدنا كالبايوتكنولوجى وتقنية النانو وسائر القضايا العلمية، ويطلقون الشبهات بشأنها". 

وفى معرض دفاعه عن حزب الله، مضى قائلاً: "كم قاموا بالنشاطات الدعائية والعملية ضد حزب الله، وفى الوقت نفسه، فإن حزب الله جسد كيانه الرشيد فى العالم الإسلامي، إن حزب الله وشبابه يتألقون كالشمس وهم فخر للعالم الإسلامي" على حد تعبيره.


خلاف مستمر
ومن جانبه، أكد سعيد صادق، خبير العلاقات الدولية، أن الشيعة ألد أعداء أهل السنة، وهم أخطر من اليهود، وحزب الله بأي حال هوحزب شيعي ممول إيرانيا لأهداف المد الشيعي، لافتاً إلى أن تلك القضية الخلافية بين الدولتين لن تنتهي، وستظل أبد الأبدين، وكلٌ منهما يحاول الفتك بالآخر.

وأضاف صادق، في تصريح خاص لـ "الفجر"، أن السعودية لن يكون لها مواقف مُسلحة، وستراعي في ردها على تطاول "خمانئي" التزام التهدئة حرصاً علي أهل السنة في إيران، حيث تنعكس عليهم الصراعات المتبادلة.

وأوضح خبير العلاقات الدولية، أنه هناك استهدافات للمنطقة بأكملها من إيران عن طريق حزب الله، حيث يُعد آلتها في نشر ثقافة المد الشيعي بين الناس، لافتاً إلى أن هذه أخطر معركة بخلاف مد بعض الجهاديين بأسلحة وأموال لفتح ثغرات في أماكن محددة.