خبراء الطب النفسي عن انتهاكات أمناء الشرطة: اعتادوا ممارسة البلطجة لإحساسهم بالنقص.. والمواطن أجبرهم

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

حماد: حالات فردية ويحتاجون إلى تدريب حتى تغيير رؤيتهم للحياة
فرويز: جهاز الداخلية اعتاد ممارسة البلطجة والإرهاب ضد البسطاء 
حجازي: أمناء الشرطة "طايحين في البلد".. والوزير يغض الطرف
خضر: لابد من وجود قوانين وردع للخارجين

حذر بعض المختصين من أساتذة علم النفس والاجتماع، من استمرار انتهاكات بعض من المنتمين إلى جهاز الشرطة، خاصة بعد تكرارها، وبعد وقوع قتيل اليوم على يد أحد أمناء الشرطة، بعد مشارجة بينهم، مشددين على ضرورة وجود تدريب فعلي لهم بالإضافة إلى تطبيق القوانين على أي شخص يتعدى على المواطنين. 
قتل مواطن بسبب "كوب شاي"
وشهدت مدينة الرحاب بالتجمع، اليوم الثلاثاء، جريمة جديدة من جرائم أمناء الشرطة المستمرة، والتي تسبب خلالها أحد الأمناء في مقتل عامل، وإصابة 2 آخرين، وأكد أحد شهود العيان، أن الواقعة بسبب كوب شاي وعلبة سجائر ومشروبات أخرى تناولها أمين شرطة والقوة المرافقة له، ورفض دفع مقابل مادي، حيث أخرج سلاحه عقب مشادة بينه والعامل، وأطلق الأعيرة النارية، ما تسبب في مقتل العامل وإصابة أخرين بطلقات نارية.
حالات فردية   
من جانبه أوضح جمال حماد، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة المنوفية، أن كل ما يحدث من أمناء الشرطة ما هو إلا "حالات فردية"، مضيفاً أن هؤلاء الأشخاص في حاجة إلى تدريب وتعليم وثقافة حتى يتم تغير رؤيتهم للحياة .
وتابع حماد، أنهم في حاجة أيضًا إلى تحسين أوضاعهم الاجتماعية ومرتباتهم، مضيفًا: "عندما اقتربنا من حياة أمناء الشرطة وجدنا أنهم أشخاص عاديين.. ومن المفترض أن من يستخدم السلاح يكون مهىء لذلك ويكون لديه القدرة على فهم أوضاع البلد والتعامل"، لافتًا إلى أنهم بحاجة إلى رؤية وتوعية، هذا بخلاف أن منظومة الداخلية بحاجة إلى إعادة هيكله .
وأشار إلى أنهم أقاموا برنامج لرفع الكفاءة الثقافية لرجال الأمن من أمناء الشرطة وغيرهم عبارة عن محاضرات تنمية بشرية وفي القانون، يعمل على تغيير الوعي العام، لافتًا إلى أن ذلك برعاية وزارة الداخلية بالتعاون مع جامعة المنوفية ومن المفترض إنه سيتم تطبيقه في باقي جامعات مصر .
الجهاز الأمني يحاول تعويض احساسه بالنقص     
وأوضح جمال فرويز، الخبير في الطب النفسي، أن الشرطة كانت في فترة من الفترات تمارس نوع من الإرهاب الفكر والبلطجة على المواطنين البسطاء كنوع من استغلال الوظيفة، لافتًا إلى أن ذلك تحول لعادة ويحاول الجهاز الأمني تعويض احساسه بالنقص المسيطر عليه.
ولفت فرويز ، إلى أن الأمور كانت على نطاق أوسع في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، ولكن الآن الوضع اختلف، خاصة وأن المواطنين أصبح لديهم قدرة على المطالبة بحقوقهم، مما أدى إلى تكرار مثل تلك الوقائع.
وأوضح أنه في أي جهة أمنية هناك ما يسمى عقيدة العمل الأمني، وهى متواجدة في القوات المسلحة، مشيرًا إلى أنه من خلالها حينما يترك الضابط وحدته  لا يتحدث ولا يتفاخر بالرتبة العسكرية، بحيث أنه يتعامل كمواطن عادى، وإذا فعل غير ذلك يتم محاسبته .
الدولة في حالة من الفوضى   
وعبر أحمد مجدى حجازي، أستاذ علم الاجتماع، عن استغرابه  كيف يمكن لأمين شرطة أن يستخدم سلاحه حتى يستطيع أخذ كوب من الشاي دون دفع مقابل مادي, لافتاً إلى أن المسألة تحتاج إلى إعادة هيكلة وليس لأمناء الشرطة فقط بل لجهاز الشرطة كاملًا، خاصة في ظل عدم تفعيل القانون. 
وأشار حجازي، إلى أن وزير الداخلية لم يأخذ الأمور بعين الجد في الحالات السابقة، وأن الدليل على ذلك استمرارها ,مضيفاً أن أمناء الشرطة "طايحين فى البلد ".
وتابع أن الدولة باتت في حالة كبيرة من الفوضى والارتباك الشديد، متسائلًا: "إذا كان رجال القانون يمارسون البلطجة فأين الرقابة والنظام ووزير الداخلية من كل ما يحدث؟" .
الحاجة إلى دورات تدريبية    
ونوهت سمية خضر، أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إلى أن الوضع أصبح خطير للغاية، وأن أمناء الشرطة باتو بحاجة إلى دورات تدريبية، خاصة في ظل وجود نسية منهم غير واعين بدورهم. 
وأشارت إلى أنه لابد من وجود قوانين وردع شديد لهؤلاء، لافتةً إلى إنه لابد من تذكيرهم دائما أنهم مثلهم مثل أقل مواطن في الدولة, بالإضافة إلى توضيح دورهم في المجتمع، مؤكدة أنه كلما كان القانون جريئاً وسريعاً كلما كانت الأمور تسير بشكل صحيح .