صحيفة امريكية : قيام دولة واحدة تضم إسرائيل وفلسطينيي الضفة يحطم حلم الدولة الفلسطينية

عربي ودولي


اعتبرت صحيفة “ذي كريستيان ساينس مونيتور” الأمريكية امس الأربعاء أن قيام دولة واحدة تضم إسرائيل وفلسطينيي الضفة الغربية هو تصور من شأنه أن ينسف حلم قيام دولة فلسطينية مستقلة.

وذكرت الصحيفة في مستهل تعليقها الذي أوردته في نسختها الإلكترونية أنه بعد عقود من الحديث عن إقامة دولتين جارتين -لإحلال السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين- أخذ التصور الجديد، والذي بموجبه تبتلع إسرائيل الضفة الغربية بما تؤويه من 5ر2 مليون فلسطيني، يكتسب زخما كبيرا في الآونة الأخيرة، فيما يبقي على قطاع غزة كيانا منفصلا أقرب انتماء إلى القوى الإسلامية الشرق أوسطية الصاعدة، مشيرة إلى أن هذا التصور يحظى بدعم قطاع كبير من الإسرائيليين وإن اختلفت درجات هذا الدعم.

ورأت الصحيفة أن من شأن هذا التصور أن يكرس لاستقرار منطقة تعاني صراعا منذ عقود، غير أنه في الوقت نفسه ينسف حلم الفلسطينيين بإقامة دولتهم، كما ينسف في الوقت ذاته تصورات الإسرائيليين ممن يرون ضرورة قيام دولة فلسطينية لضمان الأمن، مشيرة إلى أن مسلحي قطاع غزة أمطروا إسرائيل اليوم بما يزيد على 70 صاروخا وقذيفة، ومؤكدة على ما تمثله الجارة الشرسة (غزة) من خطر على إسرائيل التي لا هي ولا السلطة الفلسطينية في الضفة تستطيع السيطرة عليها.

وأشارت الصحيفة إلى أن غزة خلال خمس سنوات من حكم حماس أصبحت كيانا مختلفا اختلافا جذريا عن الضفة الغربية الخاضعة لحركة فتح والتي تهيمن على السلطة الفلسطينية، مما يجعل فكرة الاتحاد بين الضفة وقطاع غزة من جديد أمرا شبه مستحيل، مستشهدة بقول غسان الخطيب الذي عمل حتى وقت قريب متحدثا باسم السلطة الفلسطينية “هذا الانفصال بائنا في هذه المرحلة التاريخية، فما زالت أسباب الانفصال قائمة”.

وأوردت الصحيفة -في سياق التعليق على حالة الفرقة التي يعيشها الفصيلان الفلسطينيان- قول عالون ليل، الدبلوماسي الإسرائيلي المخضرم “إنه لعذر رائع التذرع بأننا لا نجد ممثلا واحدا نستطيع التحدث معه باسم الشعب الفلسطيني، ومن ثم فعلى الفصيلين المتنازعين التوصل أولا لتسوية مشكلاتهما حتى يمكن البدء في أية مفاوضات بشأن إقامة دولة فلسطينية”.

واختتمت الصحيفة تعليقها بالقول إن من شأن تحقيق هذا التصور بإقامة دولة واحدة تضم إسرائيل وفلسطينيي الضفة الغربية أن يغير المناخ السائد بين الفلسطينيين بل وربما يؤثر على العلاقات بين فتح وحماس، وسيغير بلا شك المناخ السائد في إسرائيل.