بعد تصنيفه كـ "منظمة إرهابية".. انتهاكات "حزب الله" اللبناني تدفعه إلى الهاوية.. وخبير: يصب في صالح إسرائيل

عربي ودولي

بوابة الفجر


اعتبر البرلمان العربي، اليوم الإثنين، حزب الله اللبناني منظمة إرهابية، وذلك لما وصفه بـ "التدخل الخارجي المباشر" من قبل إيران و"غير المباشر" من حزب الله في شؤون الدول العربية، معتبرا الحزب "جماعة إرهابية".

ولم يكن البرلمان العربي هو الجهة  الوحيدة التي اعتبرت حزب الله منظمة إرهابية، حيث أنه تم تصنيفه في مارس الماضي من قبل مجلس التعاون الخليجي، ووزراء الداخلية العرب كمنظمة إرهابية.

وفي هذا السياق ترصد "الفجر"، انتهاكات حزب الله في الدول العربية، والتي أدت إلى اعتباره منظمة إرهابية.


تنفيذ أجندة إيران
يشارك "حزب الله" في تدريب المخربين في اليمن والكويت والبحرين والعراق ويشارك ميدانياً في سوريا، حيث يحاول بقدر استطاعته تطبيق الأجندة الإيرانية والإضرار بأمن الخليج واستقرار دوله وشعوبه، والدول الأوروبية المعادية لها.


انتهاكات الحزب في الكويت
ارتكب "حزب الله" العديد من الانتهاكات في الكويت، والتي كان أبرزها محاولته اغتيال أمير الكويت في مايو 1985، الشيخ جابر الأحمد الصباح، بواسطة سيارة مفخخة، كما استهدف مقهيين شعبيين بمدينة الكويت خلفا عشرات القتلى والمصابين. 

وفي 1986، أحبطت الكويت محاولة 16 عضواً بالحزب اختطاف طائرة كويتيه تتجه إلى أسيا، ولكن وفي العام نفسه اختطف "عماد مغنية" أحد قيادات الحزب، طائرة كويتية كانت في طريقها إلى تايلاند وهبط بها في مدينة مشهد الإيرانية بغرض إجبار الكويت على إطلاق سراح متورطين من الحزب في تفجيرات 83.

ومن جانبها قامت السلطات الكويتية، في عام 2016،  بالحكم بالإعدام على اثنين من المدانين في القضية المعروفة بـ"خلية العبدلي" وأحدهما إيراني الجنسية، وذلك بتهم ارتكاب أفعال من شأنها المساس بوحدة وسلامة أراضي دولة الكويت، والسعي والتخابر مع إيران وحزب الله للقيام بأعمال عدائية. 


جرائمه في السعودية
بدأت جرائم حزب الله في المملكة العربية السعودية، بحدوث اشتباك بين عدد من حجاج إيران ورجال الأمن السعودي وحجاج آخرين، وذلك عام 1987م، مما أسفر عن مقتل نحو 400 شخص وحدوث حالة من التوتر السياسي بين الرياض وطهران.

 وعلى إثر تلك الحادثة، قامت إيران بتشكيل "حزب الله الحجاز"، وهي جماعة مسلحة للضغط على المملكة العربية السعودية من الداخل، وقامت بتنفيذ عدة عمليات إرهابية بالمنطقة الشرقية بالمملكة رداً على دعم الرياض للعراق في حربه مع إيران.

 وفي عام 1987م تم إحراق ورشة بالمجمع النفطي برأس تنورة شرق المملكة والهجوم على شركة "صدف" بمدينة الجبيل الصناعية من قبل عناصر الحزب، كما قام الحزب في عام 1996، بتفجير أبراج سكنية في الخبر مما أدى إلى مقتل 19 من الجنسية الأمريكية وإصابة أكثر من 400 شخص من جنسيات مختلفة، كما قام الحزب باستهداف سفارات المملكة في الخارج في تايلاند وتركيا وباكستان، والعمل على اغتيال ديبلوماسيين سعوديين.


دعم الحوثيين في اليمن
وتُعد جماعة الحوثي الشيعية المسلحة، ذراع حزب الله وإيران المسلح في اليمن، حيث أعلنت الحكومة اليمنية في 26 فبراير 2016، ضلوع حزب الله اللبناني وتورطه مباشرة في الحرب الدائرة بين الشرعية اليمنية والانقلابيين من مليشيات الحوثي والمخلوع صالح، بالوثائق والأدلة المادية الدامغة، وقالت إنها ستتقدم بشكوى لمجلس الأمن، مشيرةً إلى أن حزب الله يقوم بتدريب أفراد الميليشيات على القتال، ويتواجد في ساحات المواجهة على الحدود السعودية، كما أنه يخطط للمعارك ويرتب عمليات التسلل والتخريب داخل المملكة.


تفجير "حي الحسين" بالقاهرة
كما قام بعض أعضاء الحزب بتفجير "حي الحسين" بالقاهرة في فبراير 2009 و في سوق خان الخليلي، مما أسفر عن مقتل فتاة فرنسية تبلغ من العمر 17 عاما، وإصابة 25 سائحا أخرون بينهم أربعة عشر فرنسيا، وثلاثة سعوديين، وسائح ألماني إضافة إلى 4 مصريين بينهم أطفال، مما كشف عن قضية "خلية حزب الله" وما كانت تخطط له من أعمال إرهابية في الأراضي المصرية.


تورطه بأعمال إرهابية في باقي الدول العربية
وشارك "حزب الله" الإرهابي في سلسلة من الأفعال التي أدت الى نشر الجريمة بكل أشكالها وصورها ومسمياتها داخل لبنان وخارجه، كما تورط في الحرب الدائرة في سوريا لدعم النظام الأسد، وفي العراق بإشاعته الفتن وإطالة أمد الحرب وزرع بذور الطائفية.


تفجير السفارات الأوروبية
وفي عام 1982، تم اختطاف 96 مواطناً أجنبياً في لبنان بينهم 25 أميركياً فيما يعرف بـأزمة الرهائن التي استمرت 10 سنوات، وفي العام التالي، تم تفجير السفارة الأميركية في بيروت، وتسبب بمقتل 63 شخصاً في السفارة.

وفي عام 1983، تم تفجير مقر القوات الفرنسية في بيروت من قبل حزب الله، بالتزامن مع تفجير مقر القوات الأميركية الذي نجم عنه مقتل 64 فرنسياً مدنياً وعسكرياً، كما قامت عناصر الحزب في نفس العام، بمجموعة هجمات طالت السفارة الأميركية والسفارة الفرنسية في الكويت ومصفاة للنفط وحي سكني نجم عنها مقتل 5 وجرح 8.

كما قام حزب الله، في عام 1984، بهجوم على ملحق للسفارة الأميركية في بيروت الشرقية، نتج عنه مقتل 24 بينهم أميركيون.


تصنيفه كـ "منظمة إرهابية"
قررت دول مجلس التعاون الخليجي، في 2 مارس الماضي، اعتبار حزب الله اللبناني "منظمة إرهابية"، واتخاذ إجراءات بحقه جراء "استمرار الأعمال العدائية" التي يقوم بها الحزب الشيعي.

وقال المجلس في بيان منه، "قررت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اعتبار ميليشيات حزب الله، بكل قادتها وفصائلها والتنظيمات التابعة لها والمنبثقة عنها، منظمة إرهابية".

وأضاف البيان، أن دول المجلس ستتخذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ قرارها بهذا الشأن، استنادًا إلى ما تنص عليه القوانين الخاصة بمكافحة الإرهاب المطبقة في دول المجلس، والقوانين الدولية المماثلة.

وفي ذات اليوم، أعلن وزراء الداخلية العرب، "حزب الله" اللبناني "جماعة إرهابية" واتهموه بزعزعة الاستقرار في المنطقة العربية، بينما تحفظ لبنان والعراق على القرار.

وفي ختام اجتماعات مجلس وزراء الخارجية العرب في دورته الـ 145 بالقاهرة في 11 مارس 2016م، أصدرت جامعة الدول العربية قراراً باعتبار حزب الله اللبناني منظمة إرهابية، وذلك جراء الأعمال العدائية التي يقوم بها عناصر الميليشيات التابعة له لتجنيد شباب دول المجلس للقيام بأعمال إرهابية، وتهريب الأسلحة والمتفجرات، وإثارة الفتن، والتحريض على الفوضى والعنف في انتهاك صارخ لسيادتها وأمنها واستقرارها.

كما أكدت وزارة الداخلية السعودية، أن العقوبات المشددة تنتظر من يتبين إنتماؤه لحزب الله اللبناني أو يتعاطف معه بأي شكل من أشكال التعاطف أو يتبرع له أو يتواصل معه أو يتستر على أعماله الإجرامية الإرهابية أو ينتمي إليه.

وأخيراً أعلن البرلمان العربي، ما وصفه بـ "التدخل الخارجي المباشر" من قبل إيران و"غير المباشر" من حزب الله اللبناني في شؤون الدول العربية، معتبراً الحزب "جماعة إرهابية".

وقال رئيس البرلمان العربي أحمد بن محمد الجروان: "إن حزب الله هو حزب إرهابي"، مضيفاً أن الجامعة العربية أقرت ذلك ومنظمة التعاون الإسلامي كذلك "نظرا لتدخلاته السلبية في شؤون العديد من دول المنطقة".

وأضاف الجروان: "أننا نأمل أن يوجه حزب الله سلاحه ضد إسرائيل بالأساس وأن يكون هناك تنسيقا في حماية الأمن القومي العربي".


يصب في صالح إسرائيل
ومن جانبه، أكد أحمد بان، الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، أن تصنيف "حزب الله" اللبناني كمنظمة إرهابية من قبل مجلس التعاون والخليجي والبرلمان العربي، يصب في المقام الأول في صالح إسرائيل، والتي ستتعامل مع "حزب الله" الآن كمنظمة إرهابية.

وأضاف بان، في تصريح خاص لـ الفجر"، أن هذا القرار سيضعف جبهة "حزب الله"، ويقوي الجبهة الإسرائيلية، مما سيدفع الحزب إلى اللجوء إلى إيران باعتبارها الجهة الوحيدة المساندة لها، لافتاً إلى أن هذا لن يكون في صالح الدول العربية.


سيزيد من التوافق بين إيران والحزب
وفي السياق ذاته، أكد الشيخ نبيل نعيم، القيادي الجهادي السابق، أن تصنيف "حزب الله" كمنظمة إهابية سيثير الكثير من المشاكل في الدول العربية وخاصةً لبنان، موضحاً أنه سيؤدي إلى مزيد من الخلاف بين المملكة العربية السعودية ولبنان.

وأضاف نعيم، في تصريح خاص لـ"الفجر"، أن هذا القرار سيبث الكراهية والعداء في نفوس أعضاء التنظيم تجاه الدول العربية، وسيزيد من التوافق بين إيران و"حزب الله"، والتي بدورها ستستغل تلك الكراهية لصالحها.

وأشار نعيم، إلى أن إيران لن تصمت على تلك القرارات التي اتخذتها أكثر من جهة عربية بشأن "حزب الله"، لافتاً إلى أنها ستحاول بكل ما لديها من إمكانيات دعم "حزب الله" خلال الفترة المقبلة.