مى سمير تكتب: المخابرات الأمريكية تجند شركات التجميل للحصول على DNA نساء العالم
الـ «CIA» تضخ 37 مليون دولار سنوياً
كشف موقع «ذا انترسبيت» المتخصص فى التحليلات السياسية والإخبارية العلاقة السرية التى تجمع بين المخابرات المركزية الأمريكية وبين إحدى شركات التجميل، بعنوان «أسرار تجميل الجواسيس»، فشركة التجميل التى تنتج مستحضرات تجميل لتجديد شباب البشرة تتلقى تمويلا مباشرا من شركة إن-كيو-تل والتى تعد ذراعا استثماريا معروفا للمخابرات المركزية الأمريكية.
1- تجميل استخباراتى
وكشف الموقع الأمريكى أن شركة «سكينسناشال ساينس» تقدم خطا مبتكرا من منتجات التجميل لمحو عيوب البشرة وتجميلها يحمل اسم كليريستا، ويعتمد المنتج الجديد على تكنولوجيا جديدة لإزالة الطبقة الخارجية للبشرة، يعتمد على مؤشرات حيوية فريدة يمكن استخدامها لإجراء مجموعة متنوعة من الاختبارات التشخيصية، بما فى ذلك جمع الحمض النووى للأشخاص.
المنتج الجديد ألقى الضوء على العلاقة التى تجمع بين شركة تجميل وبين شركة إن-كيو-تل الذراع الاستثمارية المعروفة للمخابرات الأمريكية، غير أن الشركة لم تنكر علاقاتها بالمخابرات المركزية الأمريكية واعترف روى ليبوفيتز المدير التنفيذى بالعلاقة التى تجمع شركته بالمخابرات المركزية الأمريكية ووصفها بأنها علاقة غير معتادة، غير أنه لا يوجد شيء مريب فى هذه العلاقة، وشرح أن سر اهتمام المخابرات بالاستثمار فى شركته يرجع إلى الاهتمام بالجانب العلمى والتكنولوجى لعالم التجميل.
وشدد الرئيس التنفيذى لشركة التجميل الأمريكية على أن المخابرات مهتمة فقط بالأمور العلمية فقط، وأنها أبدت اهتمامها بالتكنولوجيا الجديدة التى ابتكرتها الشركة لاستخدامها فى مجال جمع الحمض النووى. ولا يعلم ليبوفيتز نوايا المخابرات الأمريكية فى استخدام هذه التكنولوجيا، ولكن التمويل الاستخباراتى الأمريكى كان مخصصا لإجراء اختبارات تشخيص وتتبع الحمض النووى فى البشرة.
ويرى ليبوفيتز أن المخابرات قد تستخدم هذه التكنولوجيا الجديدة فى مسارح الجريمة.
2- استثمارات الجواسيس
علاقة المخابرات المركزية الأمريكة وشركة تجميل لم تطرح تساؤلات فقط حول سر هذه العلاقة وكيف يمكن للمخابرات الأمريكية أن تستخدم مستحضرات التجميل فى جمع الحمض النووى للأشخاص، ولكنها ألقت الضوء أيضا على شركة إن-كيو-تل، وهى شركة أمريكية لا تستهدف تحقيق الأرباح مقرها فرجينيا، تستثمر فى شركات التكنولوجيا بهدف إبقاء المخابرات المركزية وغيرها من الوكالات الأمنية الأمريكية على اطلاع بأحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا المعلومات لدعم قدرات الوكالات الأمنية.
وتعد هذه الشركة رائدة فى مجال دعم وتمويل شركات التكنولوجيا، غير أن حصول شركة ما على دعم المخابرات يعنى أنها ستكون قادرة على جذب المزيد من الاستثمارات، وبحسب موقع الشركة فإنه فى مقابل كل دولار تستثمره المخابرات فى أى شركة تكنولوجيا تحصل الأخيرة على 11 دولارا استثمارات من شركات أخرى.
المخابرات المركزية الأمريكية أسست هذه الشركة فى عام 1999، وتولى تأسيسها نورم أوجستين رئيس مجلس إدارو لوكهيد مارتن، إحدى أكبر شركات الأسلحة فى الولايات المتحدة الأمريكية والشريك رقم واحد فى مقاولات الدفاع مع الجيش الأمريكى، وشاركه فى عملية التأسيس جيلمن لوى مصمم لعبات فيديو وأصبح فيما بعد مستثمرا فى مجال التكنولوجيا، وقد تولى جيلمن لوى رئاسة مجلس إدارة إن-كيو-تل.
تستهدف هذه الشركة الاستثمار فى الشركات الناشئة فى مجال التكنولوجيا التى من الممكن أن تخدم مصالح الأمن القومى الأمريكى، وتعود فكرة تأسيسها إلى الدكتور روث ايه ديفيد رئيس إدارة التكنولوجيا والعلوم فى المخابرات المركزية الأمريكية ، وفى أغسطس 2006، كانت المخابرات الأمريكية مشاركة باستثمارات فى أكثر من 90 شركة وقدمت ما يقرب من 130 حلا تكنولوجيا لمجتمع الاستخبارات الأمريكى.
وتضخ المخابرات الأمريكية ما يقرب من 37 مليون دولار سنويا فى الشركة إلى جانب أرباح الاستثمارات التى تحققها الشركة.
3- عالم سرى
ورفضت إن-كيو-تل، التواصل مع الموقع الإخبارى الأمريكى للرد على الأسئلة المتعلقة بأسرار علاقتها بشركة التجميل، وأكد نائب رئيس الشركة كارى سيسين أن الشركة لا تشارك فى وسائل الإعلام، ما أثار حفيظة الموقع الإخبارى الذى أكد أن هذا الأمر غير صحيح وأن عددا من مدراء الشركة قد أجروا حوارات صحفية من قبل.
وعلى الرغم من أن شركة إن-كيو-تل تعلن أنها كيانا قانونيا منفصلا عن المخابرات المركزية الأمريكية إلا أنها تحرص على العمل بشكل سرى، وقد شهد شهر فبراير الماضى أحد المؤتمرات التى ضمت جميع الشركات التى تستثمر فيها إن-كيو-تل بما فى ذلك شركة التجميل منعا للصحفيين، وضمت قائمة المشاركين فى هذا المؤتمر ممثلين للمباحث الفيدرالية ووزارة الدفاع الأمريكية إلى جانب عدد من أصحاب الشركات التكنولوجية.
ويوجد القليل من المعلومات المتاحة عن طبيعة الأنشطة التى تستثمر فيها الشركة والأهداف الاستخباراتية والأمنية التى يمكن تحقيقها من هذه الاستثمارات كما هو الحال مع شركة التجميل.
وكان ديفيد بتروس الرئيس السابق للمخابرات المركزية قد أشار فى عام 2012 إلى أن شراكة المخابرات الأمريكية مع هذه الشركة دورية لاستخدام كل ما يتم التوصل إليه فى عالم التكنولوجيا من أجل تنفيذ المهام الخطيرة للجهاز.
ويبدو أن-كيو-تل لا تهتم بعالم التكنولوجيا فقط ولكنها تبدى اهتماما كبيرا بالعلوم الجينية، والتكنولوجيا الحيوية التى تخدم ما يعرف بالاستخبارات الفسيولوجية، ووصفتها الشركة فى تقرير نشر على موقعها فى 2010، بأنها معلومات حيوية حول هوية وخبرة الإنسان والتى كانت محل اهتمام دائما من قبل المجتمع الاستخباراتى.
وبحسب الموقع الإخبارى قامت شركة إن-كيو-تل بحذف هذا التقرير من على موقعها، ولكن الموقع الإخبارى نجح فى الحصول على نسخة منه وجاء فيه أن هذه الاستخبارات الفسيولوجية من الممكن أن تستفيد من الأبحاث الحيوية والكيميائية واستخدامها بشكل متنوع بدءا من أمن المطارات إلى ابتكار أدوات جديدة لتحديد المجرمين والإرهابيين. الاستثمار فى شركة التجميل ليس هو الاستثمار الوحيد لشركة إن-كيو-تل بعيدا عن عالم التكنولوجيا، فقد استثمرت فى عام 2013 فى شركة بيو- نيمز وهى شركة متخصصة فى إعداد العينيات البيولوجية لاختبار الحمض النووى.
والجدير بالذكر أن شركة سكينسناشال ساينس لم تبدأ كشركة تجميل، بينما بدأت كشركة للعلوم البيولوجية عند تأسيسها فى عام 2010، واعتمدت على مجموعة من العلماء من ضمنهم الدكتور سمير ميتراجوترى الأستاذ بجامعة كاليفورنيا وهو هندى الأصل ونشر بحثا أشار فيه إلى إمكانية الواصمات الحيوية كنافذة على صحة الجسد.
وتضم قائمة الشركات التى تستثمر فيها المخابرات المركزية الأمريكية من خلال شركة إن- كيو-تل شركة جوجول، مايكروسوفت، فيس بوك، نوكيا، إى بى إم.