اللغز وراء استعانة السيسي ووزير خارجية السعودية بـ«مفيد شهاب» لكشف حقيقة تبعية «تيران وصنافير»

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

كان أحد رجال الحكم البارزين في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وهو من القلة التي لم تلحقهم المحاكمات القانونية، ميزته وحصنته من الدخول في دائرة الشبهات، اتسم بصراحته الشديدة، وامتلاكه للشجاعة، فتاريخه الطويل في كواليس السياسة والقانون، منحه لقب «فقيه سياسي وقانوني» عن استحقاق، وجعله «ورقة رابحة» في أي منصب يشغله، فهو من شارك في الدفاع عن قضية مصر لاسترداد طابا، وبعد ثورة 25 يناير تم التحقيق معه في 1 مايو 2011 وتم إخلاء سبيله، وكان أول شاهد قانوني، على ما دار حول الملف الشائك حاليًا بمصر ملكية جزيرتا «تيران وصنافير».
 
المسئول عن تقييم الموقف القانوني
كان أول من أثبت أن جزيرتي تيران وصنافير، تتبعان المملكة العربية السعودية، ومن استدل إليه السفير أحمد قطان، سفير المملكة العربية السعودية، على إثبات ذلك، وهو ما أثبته «شهاب» من حيث الموقف القانوني تجاه  الجزيرتين لما نشره في الوثائق منذ 25 عامًا خلال الوثيقة التي أرسلها الأمير سعود الفصيل إلى وزير الخارجية المصري آنذاك عصمت عبد المجيد بشأن الجزيرتين، وأضاف مفيد شهاب، أن الوثائق التي تم نشرها عبر وسائل الإعلام لتوضيح الموقف القانوني من الجزيرتين، أكد فيها أن مصر سيطرت على الجزيرتين بناء على اتفاق مع المملكة العربية السعودية عام 1950 لحمايتهما من محاولات الجانب الإسرائيلي تجاه الجزيرتين.

 مصر احتلت الجزيرتين
وأوضح مفيد شهاب، أن هذا الموقف القانوني الذي أدلى به منذ 25 عاما، وكان بناء على طلب من رئيس الوزراء ووزير الخارجية آنذاك، وأنه هذا الموقف هو ما ينبغي نستدل به في الوقت الحالي، موضحًا أن وسائل الإعلام كشفت كل شيء بشأن الوثائق، وأثبتت صحة الموقف القانوني الخاص بها حول تبعيتها للسعودية.

وقال شهاب، آنذاك أن مصر قامت في فبراير عام 1950 بالسيطرة على جزيرتي تيران وصنافير، وأبلغت الحكومتين الأمريكية والبريطانية بهذا الموقف، ولجأت إليه في ضوء المحاولات التي قررت من جانب السلطات الإسرائيلية تجاه الجزيرتين، وأن هذه الخطوة تمت بالاتفاق مع حكومة المملكة، لافتًا إلى أن الملك عبد العزيز آل سعود قام بإرسال برقية إلى الوزير المفوض السعودي في القاهرة فبراير 1950 تضمنت قوله أنه« يريد نزول القوة المصرية في الجزيرتين تيران وصنافير، لأن هاتين الجزيرتين كانتا مقلقتين لنا كما هو مقلق لمصر، وما دام أن الهم هو المحافظة عليمها، فوجود القوة المصرية فيها قد أزال ذلك القلق».

الدراسات أكدت ملكيتهم للسعودية ومصر أخفت في عد مبارك
وكان شهاب، قد كُلف من عصمت عبد المجيد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية مع مجموعة عمل في الخارجية لعقد لقاءات بسبب طلب السعودية عودة الجزيرتين «تيران وصنافير» كما طلب الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك من اللجنة بحث الوضع القانوني للجزيرتين والبحث في الوثائق، ولم تجد ما يثبت من وثائق أحقيه مصر في امتلاك الجزيرتين، وأبلغه أن ذاك أن اللجنة  المخصصة لدراسة هذا الشأن درست هذا الأمر دراسة مُستفيضة من كل الجوانب الخاصة بهم لمعرفة الوضع القانوني للجزيرتين «لكن أحقيتهم كانت للسعودية».

لم يشارك في ترسيم الحدود
وكشف مفيد شهاب، في الوقت الحالي، أن موقفه ذكره في المخاطبات الرسمية، بين الدكتور عاطف صدقي، رئيس الوزراء حينذاك، ووزارة الخارجية المصرية، بأن الجزيرتين تقعان ضمن المياه الإقليمية السعودية.
وأوضح شهاب، أنه لم يشارك في أي مباحثات بين الجانب المصري والسعودي، في ترسيم الحدود، حديثا، وكل ما سمعه عن القضية كان من الإعلام المصري.

حضور لقاء الرئيس مع فئات المجتمع لتوضيح ملكية الجزرتين
وهو ما استند إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي، بلقائه بممثلي فئات المجتمع، بتقديم «شهاب» عرضًا تاريخيًا وقانونيًا لوضع جزيرتي تيران وصنافير، وتعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية.