هجوم دولي على سوريا بسبب الانتخابات البرلمانية.. وخبراء: رسالة للنظام السعودي
انطلقت فعاليات الانتخابات البرلمانية في سوريا، حيث فتحت مراكز الاقتراع صباح اليوم الأربعاء، أبوابها في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في سوريا، إيذانا ببدء الانتخابات البرلمانية، وبدأ المواطنون بالتوجه إليها، حيث يتنافس فيها ما يقرب من نحو 3500 مرشح.
وتقول الحكومة السورية، إن الانتخابات دستورية ومنفصلة عن محادثات السلام في جنيف، التي تهدف لإنهاء الحرب، في حين ترى المعارضة أنها ستساهم في خلق مناخ غير موات للمفاوضات، وسط القتال الضاري الذي يهدد اتفاق وقف إطلاق النار الهش، الذي وضعته الولايات المتحدة وروسيا.
وترصد "الفجر" رد المعارضة السورية وردود الفعل الدولية حول إجراء الانتخابات البرلمانية في سوريا فيما يلي:
المعارضة: محاولة لتحسين شروط التفاوضية
دعت هيئة التنسيق لقوى التغيير الوطني الديمقراطي، وهي أبرز مكونات المعارضة المقبولة من النظام السوري، إلى مقاطعة الانتخابات البرلمانية، واعتبرت أن النظام يسعى عبر الانتخابات إلى تحسين شروطه التفاوضية رغم غياب الظروف المواتية.
وقالت هيئة التنسيق إنها قررت مقاطعة انتخابات مجلس الشعب عبر الامتناع عن المشاركة في الترشيح وفي الانتخاب، داعيةً قوى المعارضة والمجتمع المدني لمقاطعتها.
واعتبرت الهيئة أن إقامة الانتخابات تُعد مصادرة للجهود الدولية والإقليمية لتحقيق الحل السياسي التفاوضي في مؤتمر جنيف 3، وأن النظام يهدف من هذه الانتخابات إلى وضع قوى المعارضة والمجموعة الدولية أمام الأمر الواقع "لتحسين شروطه التفاوضية".
وأضاف، أن الانتخابات تتطلب ظروفاً مستقرة وعودة النازحين إلى مناطقهم، في وقت يعاني الملايين من السوريين من أزمة نزوح داخلي وموجات هجرة خارجية، كما تخضع مناطق عدة لسيطرة "مجموعات مسلحة إرهابية".
كما اعتبرت هيئة التنسيق التي تمارس نشاطها من داخل البلاد، أن المعايير الدولية في ممارسة حق الاقتراع والانتخابات من حياد ونزاهة وشفافية وتنافس حقيقي غير متوفرة في سوريا.
كما أعلنت المعارضة السورية رفضها أي محاولة من جانب الحكومة لتأخير الجولة المقبلة من مفاوضات السلام في جنيف بسبب الانتخابات البرلمانية، وطالبت روسيا بالضغط على حلفائها في دمشق للدخول في مفاوضات جادة حول الانتقال السياسي.
أمريكا: غير شرعية
وصف نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر، الانتخابات البرلمانية في سوريا بأنها غير شرعية، قائلاً: "إنها لا تمثل إرادة الشعب السوري".
وأضاف تونر، أن هناك مباحثات تجرى في جنيف في محاولة لصياغة المرحلة الانتقالية التي ترى الولايات المتحدة أنها الحل الأساسي للأزمة السورية.
وتابع قائلاً: "إن إجراء انتخابات برلمانية في ضوء الوضع الراهن في سوريا يعتبر سابقاً لأوانه وغير ممثل لإرادة الشعب السوري".
وأعرب تونر، في الوقت نفسه عن قلق الولايات المتحدة الشديد إزاء زيادة حدة أعمال العنف مؤخراً، والتي شملت أعمالاً تتناقض مع اتفاق وقف الاعتداءات في سوريا.
فرنسا تصفها بـ"العار"
ونقلت "سكاي نيوز" عربية عن السلطات الفرنسية، اليوم، إدانتها الانتخابات البرلمانية الحالية في سوريا ووصفها بـ"العار"، وذلك لأنها تُنظم من حكومة "ظالمة".
كان يجب إجراؤها بالاتفاق مع المعارضة
فيما أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أن الانتخابات كان من المفترض أن يتم إجراءها بناءاً على اتفاقات تتوصل إليها الحكومة السورية والمعارضة.
وقالت زاخاروفا، إنه في هذا الصدد أود أن أشدد على أن روسيا ملتزمة بشكل كامل بالاتفاقات بشأن محتوى ومراحل العملية السياسية لحل الأزمة السورية، تماشياً مع قرارات المجموعة الدولية لدعم سوريا والقرار رقم 2254 لمجلس الأمن.
محاولة لحصول "بشار" على تأييد دولي
ومن جانبه أكد سعيد صادق، خبير العلاقات الدولية، أن إجراء انتخابات برلمانية في سوريا سيكون جزءاً من الاتجاه إلى حل الأزمة السورية، إلا أنه لن يكون الحل النهائي لها.
وأضاف صادق، في تصريح خاص لـ "الفجر"، أن الرئيس السوري بشار الأسد أخطأ في اختيار التوقيت الحالي لإجراء انتخابات برلمانية، لافتاً إلى أن الهدف من هذه الانتخابات هو الحصول على تأييد دولي لبقاءه في السلطة.
وأشار خبير العلاقات الدولية، أن محادثات جينف والمعارضة السورية لن يكون لهم أي تأثير على الانتخابات البرلمانية، خاصةً أنه لم يتم الوصول إلى اتفاق محدد مع المعارضة السورية بشأن تلك الانتخابات.
رسالة للنظام السعودي
وفي السياق ذاته، أكدت الدكتور هبة البشبيشي، خبيرة العلاقات الدولية، أن الانتخابات البرلمانية التي يتم إجرائها الآن في سوريا لن يكون لها أي تأثير على الأزمة السورية، موضحةً أن النظام هو من اختار المرشحين، وأن جميعهم من الموالين له، ومن ثم لن يُمثل هذا البرلمان فارقاً في الأزمة السورية.
وأضافت البشبيشي، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن تلك الانتخابات أيضاً يتم إجرائها تحت إشراف النظام السوري، ومن ثم لن يكون هناك اعتراف بها من قبل المعارضة السورية، ولن تهدأ من غضبهم.
وأشارت خبيرة العلاقات الدولية، إلى أن الهدف من تلك الانتخابات هو توجيه ضربة قاسمة للسعودية، لافتةً إلى أن هذه الانتخابات ما هي إلى رسالة تم توجيها للنظام السعودي، وليس الهدف منها العمل على حل الأزمة في سوريا.