بعد تعرض إثيوبيا لأخطر موجة جفاف منذ 50 عاماً.. خبراء : سد النهضة لن يكون الحل

عربي ودولي

بوابة الفجر

تشهد إثيوبيا موجة من أسوأ موجات الجفاف التي اجتاحت البلاد منذ ما يقرب من خمسين عاما، حيث تفاقم الوضع أكثر بسبب ظاهرة النينو التي تؤثر على عشرات الدول في شرق أفريقيا وجنوبها، وتأثر ما يقرب من عشرة ملايين شخص في إثيوبيا من الجفاف، فيما حذرت وكالات الإغاثة من أن الوضع قد يزداد سوءاً. وترصد "الفجر" أسباب هذه الأزمة التي اجتاحت إثيوبيا، وتأثير بناء سد النهضة عليها.

- سبب الأزمة 

ويرجع السبب الرئيسي لأزمة الجفاف هو نقص الأمطار، إذ أن إثيوبيا مازالت تعتمد في زراعتها على الأمطار وفي هذا الموسم كانت المياه قليلة للغاية، حيث أنه وفقاً لبعض المقاييس، فإن 2015 هي الأقوى في حدوث ظاهرة "النينو"، ويعتمد الأمر على طريقة القياس، والتأثير مستمر في 2016.

وتُعد ظاهرة النينو المناخية والتي حذرت منها وكالات الإغاثة هي سبب انخفاض إنتاج إثيوبيا من الحبوب، وتتكرر تلك الظاهرة بشكل دوري، وعادةً ما تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة عالمياً، ويُعتبر عام 2015 هو الأدفأ في التاريخ.

ومن المفترض أن يتأثر بتلك الموجة ما يقرب من 30 مليون شخص في إفريقيا، ثلثهم في إثيوبيا.

- أخطر موجة جفاف

حذّر الامين العام للامم المتحدة "بان كي مون"، من أن إثيوبيا تواجه أخطر موجة جفاف من 20عاماً، وتحتاج إلى دعم فوري لإنقاذ ملايين الأشخاص المتضررين، مؤكداً أن حجم حالة الطوارىء كبير جداً بالنسبة إلى حكومة واحدة.

ويحتاج 10.2 ملايين شخص على الأقل إلى مساعدة إنسانية في اثيوبيا، لكن توقعات الأمم المتحدة تفيد أن هذا الرقم قد يتضاعف في غضون أشهر، ويغرق خمس السكان في المجاعة.

كما أدى الجفاف الناجم عن ظاهرة الـ "نينيو" المناخية إلى ازدياد كبير في عدد الأشخاص الذين طالتهم المجاعة في شرق إفريقيا، ولاسيما إثيوبيا، حيث تعرضا إثيوبيا العام الماضي لإحدى أقوى مراحل الـ "نينيو" المسجلة، وازداد حجم الحاجات الإنسانية وخطورتها بشكل هائل.

- هروب الإثيوبيين

وأدت تلك الموجة إلى هروب أكثر من 80 الف إثيوبي من أكثر المناطق تضرراً، للوصول إلى اليمن العام 2015، رغم الحرب الدائرة في هذا البلد.

ويعيد هذا الجفاف إلى أذهان الإثيوبيين ذكريات قاتمة عن المجاعات الرهيبة التي حصدت أرواح ملايين الاشخاص في عام 1980، خصوصاً بسبب عمليات الترحيل القسرية التي قام بها النظام آنذاك.

ويواجه نحو 14 مليون شخص المجاعة في إفريقيا الغربية، لأن فترات الجفاف الطويلة أدت إلى تلف المحاصيل.

- الحل لا يكمن في سد النهضة

أكد الدكتور "أحمد عبد الوهاب"، أستاذ علوم البيئة بجامعة بنها، أن السبب وراء تعرض إثيوبيا لتلك الموجة السيئة للجفاف ترجع إلى ظاهرة "النينو" المناخية التي تضرب دول إفريقيا بشكل مستمر، لافتاً إلى أن تلك الظاهرة تحدث كل 3 إلى 7 سنوات.

وأضاف عبد الوهاب، في تصريح خاص لـ "الفجر"، إلى أن ظاهرة "النينو" تتسب في قلة سقوط الأمطار، مما يؤدي إلى اشتداد الجفاف في بعض دول القارة الإفريقية، وخاصةً إثيوبيا والتي تعتمد بشكل كبير على مياه الأمطار في زراعة المحاصيل.

وأوضح أستاذ العلوم البيئية، إلى أن حل أزمة الجفاف لا يكمن في بناء سد النهضة، لافتاً إلى ضرورة أن الدولة الإثيوبية بحاجة إلى التخطيط لحلول جذرية وبديلة لتلك الأزمة، خاصةً وأن إثيوبيا من الدول التي تتعرض للجفاف بشكل مستمر.

- إنشاء السدود يوسع من دائرة الأزمة

ومن جانبه أكد الدكتور "أحمد عبد المنعم"، خبير الموارد المائية،أنه على الرغم من أن بناء سد النهضة سيساهم بشكل بسيط في حل أزمة الجفاف التي تتعرض لها إثيوبيا بشكل دوري، إلا أنه سيتسبب في تقليل حصص دول أخرى من مياة النيل مما قد يعرضها لنفس الأزمة، لافتاً إلى أنه لا يمكن الاعتماد على هذا السد كحل جزري للجفاف بدول شرق إفريقيا وخاصةً إثيوبيا.

وأضاف عبد المنعم، في تصريح خاص لـ "الفجر"، أن اتجاه إثيوبيا إلى إنشاء سدود جديدة على ضفاف نهر النيل، لن يكون حلاً لموجة الجفاف التي تتعرض لها، موضحاً أن ما ستفعله تلك السدود هو توسيع دائرة الأزمة لتشمل دول جديدة بجانب دول شرق إفريقيا.

وأوضح خبير الموارد المائية، أن هذا الجفاف يحدث نتيجة لانخفاض معدلات الأمطار بدول شرق أسيا، لذلك لا يمكن الاعتماد على السدود في حل الأزمة، لافتاً إلى أن الحل الأمثل لها هو التعاون المشترك بين الدول الإفريقية لحل تلك الأزمة، وأن يكون هناك استعداد إفرقي لمواجهتها.