محللون: ملك السعودية يحاول بناء استراتيجية موحدة مع "مصر" لمواجهة إيران

أخبار مصر

أرشيفية
أرشيفية


قالت صحيفة العرب اللندنية، إن المصريين والسعوديين  يراهنون على أن تزيل زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى مصر، والتي تمتد لخمسة أيام، الغموض في العلاقة بين البلدين، وهو غموض زادت من حدته التسريبات والإشاعات التي قابلها البلدان بالصمت.

ووصل الملك سلمان إلى القاهرة أمس على رأس وفد كبير، في زيارة رسمية، وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في استقباله بمطار القاهرة.

ومن المتوقع أن تشهد المباحثات بين العاهل السعودي والرئيس المصري قضايا شكل بعضها مثار خلاف بين البلدين، وساهمت الدبلوماسية كثيرا في احتوائه.

وذكر علاء يوسف المتحدث باسم الرئاسة المصرية أن مباحثات العاهل السعودي والرئيس المصري ستتناول “التنسيق والتعاون على جميع الأصعدة بين البلدين، في مواجهة ما يتعرض له الأمن القومي العربي والخليجي من مخاطر إقليمية وخارجية”.

وفي مقدمة هذه القضايا الموقف المصري من الحرب ضد ميليشيات الحوثيين المدعومة من قبل إيران في اليمن.

ومصر عضو في التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن. وشاركت في ضربات جوية محدودة على مواقع الحوثيين المتحالفين مع الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، لكنها رفضت مرارا إرسال قوات برية إلى اليمن.

لكن ملف خلافات مصر مع تركيا التي تدعم الإخوان، سيكون من أهم القضايا المطروحة. وطالما هاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السيسي في خطب لاذعة.

وقالت وكالة أنباء الأناضول التركية شبه الرسمية إن العاهل السعودي سيزور تركيا ما بين 11 و13 من الشهر الجاري.

ولفت بيان صادر عن الرئاسة التركية إلى أن الملك سلمان بن عبدالعزيز سيشارك، عقب اجتماعاته بأنقرة، في أعمال القمة الإسلامية الثالثة عشرة، التي تنظمها منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول يومي 14 و15 أبريل.

ويعتقد دبلوماسيون أن المسؤولين المصريين سيطلبون بوضوح أن تتوقف تركيا عن دعم الإخوان المسلمين والتدخل في شؤون مصر الداخلية كشرط للقبول بأي مصالحة محتملة مع تركيا، وهو ما قد تكون الرياض جادة في تحقيقه ضمن استراتيجيتها لبناء تحالف سني أوسع لمواجهة التمدد الإيراني.

وتسعى السعودية إلى استكشاف الموقف المصري الملتبس إزاء إيران. ويقول محللون إن العاهل السعودي يرغب في الدخول في محادثات جادة تهدف إلى بناء استراتيجية موحدة لمواجهة إيران، والتعاطي مع سياسات الولايات المتحدة في المنطقة والتي قادت إلى إعادة تأهيل طهران دوليا مما انعكس سلبا على الوضع الإقليمي.

وفي المقابل بادرت مصر الأربعاء بوقف بث قناة المنار التابعة لحزب الله على قمر “نايل سات” في رسالة سياسية واضحة وبعد أسابيع من إعلان جامعة الدول العربية حزب الله تنظيما إرهابيا.

لكن يبقى الملف السوري الأكثر حساسية بين الجانبين. وترى السعودية أن الموقف المصري يصب في مصلحة بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة، بينما تصر القاهرة على عدم السماح للمؤسسات السورية، وفي مقدمتها الجيش، بالانهيار.

وقالت مصادر مصرية إن السيسي يريد أن تسهم الزيارة في تخفيف التوترات وجذب المزيد من الاستثمارات السعودية وطمأنة الرياض بشأن دعم القاهرة لموقفها في المنطقة.

ويقول دبلوماسيون إن الملك سلمان سيسعى إلى الاستماع إلى استراتيجية مصر الاقتصادية التي تبدو غير واضحة إلى الآن. ومن المنتظر أن توجه السعودية أسئلة مباشرة عن آفاق التنمية وخطط معالجة الإشكاليات الاقتصادية في مصر.

ويتزامن ذلك مع وعود سعودية بتغطية احتياجات مصر من الوقود لمدة 5 أعوام، كما أعلن المجلس السعودي المصري نية مستثمرين سعوديين ضخ استثمارات في مصر بقيمة 4 مليارات دولار.

وسعت وسائل الإعلام في البلدين، وخاصة في مصر التي عكست في أوقات سابقة حالة البرود في العلاقة بين الرياض والقاهرة، إلى إبراز الحفاوة بهذه الزيارة، والتركيز على عمق العلاقات الثنائية.

ومنذ أيام يبث التلفزيون الرسمي تقارير عن متانة العلاقات بين البلدين وأهمية الزيارة التي وصفت بالتاريخية. وبث التلفزيون الخميس لقطات أرشيفية وأفلاما وثائقية عن زيارات سابقة قام بها ملوك السعودية لمصر في فترات مختلفة.

كما بث لقطات حية لمسيرة الموكب الذي أقل الزعيمين إلى قصر الاتحادية الرئاسي حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي وأطلقت المدفعية 21 طلقة ترحيبا بالعاهل السعودي، كما زينت الأعلام المصرية والسعودية شوارع القاهرة.