«طارق عبد الجابر».. التائب من ذنب الإخوان

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

"كان معكم مراسلكم طارق عبد الجابر من القدس المحتلة"، تلك الجملة التي حفرت في أذهان المصريين خلال سنوات الانتفاضة الفلسطينية، حيث كان الإعلامي طارق عبد الجابر موفد التليفزيون المصري في الأراضي الفلسطينية.
 
خف نجم "عبد الجابر" بعدها بعدة سنوات، حتى فاجأ الجميع بظهوره على منصة اعتصام رابعة العدوية الخاص بالإخوان المسلمين، بعد ثورة 30 يونيو، كما انضم عبد الجابر لقناة الشرق الإخوانية، المملوكة للدكتور أيمن نور، والتي يتم بثها من تركيا، وظل يعمل فيها بفترة ليست بالطويلة.
 
ومنذ فترة قصيرة أعلن طارق عبد الجابر استقالته من القناة وتوبته ـ على حد تعبيره ـ ، ورغبته في العودة إلى مصر، لأنه مريض بسرطان المعدة، ويريد الموت في وطنه، لكنه خائف من السجن أو الملاحقة عند عودته بسبب الفترة التي انضم فيها لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة، والتي أوضح أنه لا ينتمي لها لكنه كان غاضب مثل كثيرين من أبناء الشعب المصري من الطريقة التي عُزل بها الرئيس السابق محمد مرسي.
 
عودة عبد الجابر تفتح ملف "العائدين من الخارج" أمام الدولة
 
عبر "عبد الجابر" عن رغبته في العودة إلى وطنه، وأنه يريد العودة بسلام بدون ملاحقات أمنية خاصًة أنه مريض بالسرطان ولن يتحمل مشقة السجن، وأن كل ما يريده هو الموت في مصر.
وفي اجتماع المثقفين الأخير مع الرئيس عبد الفتاح السيسي عُرضت عليه قضية طارق عبد الجابر ورغبته في العودة إلى مصر، حيث وافق الرئيس السيسي ووعد بعدم ملاحقته أمنياً بأي شكل، طالما ليس مطلوباً على ذمة قضايا أو صدرت أحكام قضائية ضده، أو لم يثبت تورطه في الإرهاب، وتلقى "عبد الجابر" الخبر بفرحة عارمة باكياً ومقرراً العودة إلى مصر في أقرب فرصة.
 
ومن بعدها تواردت الأنباء عن أن عودة طارق عبد الجابر لن تكون الأخيرة، وأنها فقط فتحت ملف "التائبين، أو العائدين من الخارج" أمام الدولة، حيث أن هناك الكثيرين من المقيمين بالخارج، الذين كانوا يعملون في قنوات إخوانية وغيرها، والذين يريدون العودة إلى البلاد، بعد اكتشافهم كذب الإخوان وفشلهم.
 
وقال المحللون السياسيون والحقوقيون أن عودة طارق عبد الجابر ستصب في صالح النظام بالتأكيد، حيث أنها تعزز موقف مصر بالخارج فيما يخص قضايا حقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير، وفتح الملف بالطبع ستستفيد منه الدولة بشكل أكبر، حيث يمكنها توظيف كل الطاقات العائدة من الخارج في صالح الوطن، بدلاً من العمل لصالح الجماعة المحظورة.

موقف الإخوان المسلمين من عودة طارق عبد الجابر
 
تخوين واتهامات بالعمالة والتجسس، يواجهها طارق عبد الجابر الآن من قبل أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، بعد إعلان توبته ورغبته في العودة إلى مصر، ورغبته في التصالح مع النظام وترك العمل بالسياسة.
 
حيث قال الدكتور أيمن نور صاحب قناة الشرق الإخوانية التي كانت يعمل بها "عبد الجابر" أنه لم يسمع يوماً بأن طارق عبد الجابر مريض، كما أن "عبد الجابر" قد توسل له وترجاه باكياً حتى يقبل عمله بالقناة، وأن أسباب الخلاف مع "عبد الجابر" هي أسباب مادية بسبب عدم حصوله على مستحقاته المادية، وحذر "نور" طارق عبد الجابر من الزج باسم القناة في أي من قضاياه مع النظام.
 
أما شباب الإخوان المسلمون فقد بدأوا حملتهم ضده، واتهموه بأنه كان يعمل مع المخابرات المصرية للتجسس عليهم، كما اتهموه باختراع تمثيلية مرضه ليتمكن من العودة إلى مصر، وأكدوا على أنه ليس مريض كما يدعي، وحذروه من عدم التلاعب بهم والزج باسم الجماعة في محاولاته للصلح مع النظام، مؤكدين أن لصبرهم عليه حدود.
  
الدولة والإخوان يتفقون على رأي واحد بخصوص عودة طارق عبد الجابر
 
استطاعت عودة طارق عبد الجابر أن توحد رأي الدولة والإخوان المسلمين على أمر واحد، وهو أن الدولة هي المستفيد الأكبر من عودته.
 
حيث أكد سياسيون أن الدولة سوف تستفيد من عودته لتجميل صورتها أمام العالم والرأي العام، وتؤكد على كونها دولة غير قمعية، تسمح للجميع بالمشاركة طالما لم يتورط في أعمال عنف أو إرهاب.
 
وقال أعضاء جماعة الإخوان المسلمين المحظورة أن الدولة ستكون المستفيدة من عودته، حيث أنها ستفتح له الأبواب على مصراعيها، ليظهر في البرامج الإعلامية، ويظهر على الشاشات، ليقوم بفضحهم وسبهم أمام الجميع، الأمر الذي تتمناه الدولة وتبحث عنه دوماً.
 ندم بعد العودة
ووصل عبد الجابر إلى مطار القاهرة منذ ساعات قليلة، قادمًا من اليونان، موجهًا الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي للسماح بدخوله للبلاد بعزة وكرامة طالما أنه لم يشارك في أي أعمال عنف أو إراقة دماء.
 وأشار عبد الجابر إلى أن عودته للبلاد رسالة لكل المعارضين السياسيين المتواجدين خارج البلاد للعودة لأرض الوطن مرة أخرى، معللا بأن الوطن يشهد الآن عصرا جديدا من الحرية والديمقراطية.
 واعترف عبد الجابر بندمه لمغادرته البلاد من 3 سنوات مؤكدًا أنه كان مخطئا في آرائه السياسية المعارضة لثورة 30 يونيو، مؤكدا أنها ثورة مكملة لثورة 25 يناير.