تفاصيل الكشف عن أخطر شبكة إتجار بالبشر ودعارة في «لبنان».. وإجبار 75 فتاة سورية على العمل بها تحت التهديد منذ 3 سنوات
75 فتاة من الجنسية السورية يجبرن على ممارسة الدعارة والضرب والتعذيب
10 رجال و8 عاملات يقودون شقق الدعارة وسوريان يصطادان الفتيات
إجراء 200 عملية إجهاض للفتيات.. وأخرى تكون بالضرب المبرح
إحدى الهاربات: تعرضنا للجلد.. ولم أرى الشمس لمدة عامين ونصف
هربن من بلدهن بحثًا عن الحرية فارين من أصوات المدافع والرصاصات ومصير قد يصل إلى حد الموت، لم يتخيلن أنهن هربن من هذا المصير ليلقوا مصيرًا آخر قد يكون أصعب، ويوضعن في موقف يجعلهن عرضة لبيع أجسادهن واستغلالهن من قبل العصابات وتعذيبهن، وسط غفلة تامة من دولتهم المنشغلة في الاقتتال والمجتمع.
75 فتاة سورية أجبرن على ممارسة الدعارة، لمدة تزيد عن الثلاثة سنوات، تم تحريرهم مؤخرًا على أيدي قوات الأمن اللبناني في (جونيه) بالعاصمة بيروت, ليتم بذلك الكشف عن أكبر شبكة للإتجار بالبشر والدعارة.
أكبر شبكة للإتجار بالبشر والدعارة
وكان قد صدر عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي (شعبة العلاقات العامة)، يوم الجمعة، بيانًا يفيد بكشف هوية مجموعة أفراد يؤلفون "أخطر شبكة للإتجار بالأشخاص في لبنان "وتم توقيفهم في منطقة جونيه.
وأوضح البيان أنه تم تحرير 75 فتاة معظمهم من الجنسية السورية، تعرضن «للضرب والتعذيب النفسي والجسدي» وأجبرن على ممارسة أعمال مخالفة للآداب ,تحت تأثير التهديد بنشر صورهن عاريات، بعد أن احتجزوا في أحد بيوت الدعارة في منطقة جونية (شمال بيروت) لسنوات.
ولفت البيان إلى أن بعض الفتيات تعرضن للتشويه الجسدي نتيجة تعذيبهن.
وداهمت قوى الأمن اللبناني الملاهي الليلة والشقق التي تستخدم لإيواء الفتيات, وألقت القبض على عشرة رجال وثماني عاملات «بصفة حارسات» تعملن على حراسة وإدارة هذه الشقق .
عملية الإيقاع بالشبكة وضبطها
وجاءت عملية الإيقاع بتلك الشبكة على دفعتين، حيث تمت المداهمة الأولى عند الساعة السابعة من مساء الأحد 27/3/2016 وقد أدت إلى تحرير قسم من الفتيات اللواتي جرى سجنهن داخل سراديب تحت الأرض بعدما تعرضن لأبشع أنواع التعذيب والاتجار، حيث لم ترى بعضهن الشمس منذ سنوات.
وفيما تابعت القوى الأمنية مداهمتها مساء الثلاثاء 29/3/2016 لشقق وشاليهات في جونية، كان أحد المشتبه بهم قد استأجرها لإخفاء نحو 29 فتاة أخريات فيها وجرى توقيف بعض عناصر هذه العصابة.
«خدعة» لإصطياد الفتيات من سوريا
وتولّى رجلان سوريان مهمّة إحضار الفتيات من سورية، وكانا يذهبان إلى سوريا بسيارة رباعية الدفع غالية الثمن، ويوهمان الفتيات أنهما يمتلكان مطاعم كبيرة في بيروت، ويريدان منهن العمل فيها، وفور وصول الضحية إلى بيروت تجري مصادرة هاتفها المحمول وجواز السفر أو بطاقة الهويّة واحتجازها.
وضمن الوقائع، أن المشغلين يلجؤون إلى «بيع» من لا تلتزم من الفتيات بشروط العمل إلى شبكات أخرى، أو «تأجيرها» في أحيان أخرى.
ويبلغ سعر الفتاة نحو ألفي دولار أميركي، ويصل المشغلون إلى هذه النتيجة بعد نحو أربعة أشهر من الضغط النفسي والتعذيب الجسدي للفتاة.
200 عملية إجهاض لفتيات قاصرات
تضم الشبكة نحو 18 فردا بالحدّ الأدنى، بالإضافة إلى عددٍ من الأطباء، بحسب ما أشار العقيد جوزف مسلم، رئيس شعبة العلاقات العامة في قوى الأمن الداخلي اللبنانية، حيث تمّ توقيف أحد الأطباء، وكان يتولّى إجراء عمليات إجهاض النساء، واعترف الطبيب بإجراء 200 عمليّة إجهاض خلال سنوات عمل الشبكة، ما يُشير إلى إلزام النساء بممارسة الجنس من دون وسائل الحماية، وهو ما يعرضهن للإصابة بالأمراض الجنسية، إضافةً إلى عمليات إجهاض إجرامية تعرّض لها العديد منهن عبر الضرب المبرح على البطن بهدف قتل الجنين، بهدف توفير الأموال.
روايات الفتيات
وقالت احدى الفتيات الهاربات، إنها كانت تلتقي الزبون وحينما تنهار في البكاء يتم تغييرها بأخرى أو بالذهاب لآخر، مشيرة إلى أنها فكرت في الانتحار أو الهرب لكن لا يوجد طريقة للهرب لوجود حراس على المنزل الذي كانت تقيم فيه.
فيما روت أخرى تبلغ 18 عامًا أن شخصًا باعها لآخر، وحينما طلبت منه أن ترحل قام بضربها وتعذيبها، مشيرة إلى أنه تم وضعها في مكان تحت الأرض عامين ونصف، لم تخرج خلالهم لترى النور سوى مرتين أحدهما حينما ذهبت للطبيب لتجري عملية إجهاض وأخرى حينما أصيبت بمرض جلدي لعدم تعرضها للشمس.
صباح الطبولي فتاة في العشرينات من عمرها، من مدينة حلب، هربت وعائلتها من الحرب الدائرة في سوريا، إلى لبنان، حيث أوضحت أنها أقيمت في شقة وصفتها بـ«بيت دعارة»، لتبيع جسدها ومعها أخواتها ووالدتها التي بلغت العقد الرابع من عمرها .
عقوبة الجلد
ويبلغ معدل الزبائن التي تُجبر الفتاة على معاشرتهم يومياً نحو 10 زبائن، ويصل في عطلة نهاية الأسبوع إلى عشرين زبوناً.
ويتقاضى مشغلوهن، 50 ألف ليرة (33 دولارا أميركيا) مقابل كل ربع ساعة عمل، ومائة ألف ليرة (حوالي 66 دولارا أميركيا) مقابل الساعة، وفي حال اختار الزبون أن يمضي ربع ساعة، ولم يُمدد المدة، فإن الفتاة تُعاقب لأن المشغلين يعتبرون الأمر دليلاً على عدم الاهتمام بالزبون، وفيما حال اشتكى الزبون من خدمة إحدى الفتيات تُعاقب بالجلد.