مى سمير تكتب: ولايات داعش فى أوروبا
5 آلاف مقاتل أوروبى ينضمون للتنظيم
■ 360 إرهابياً يعيشون فى برلين.. و115 إسبانياً أعضاء بداعش
■ أكثر من 450 بلجيكياً انضموا إلى داعش منهم 269 يقاتلون فى صفوف التنظيم
1- كيف أصبحت بلجيكا بؤرة للتنظيمات الإرهابية فى أوروبا؟
كيف تحولت بلجيكا إلى بؤرة للإرهاب فى أوروبا؟، ولماذا انطلق من أراضيها منفذو أكبر عملية إرهابية فى فرنسا بالسنوات الأخيرة؟ وكيف نجح الإرهابيون فى التحرك بحرية وتحدى الأمن فى هجمات بروكسل الأخيرة؟
أسئلة عديدة، حاول الباحث الأمريكى سورين كيرن، تقديم إجابة لها، فى تحليل نشره على موقع معهد جيستون فى نيويورك وهو معهد بحثى متخصص فى أبحاث ودراسات التنظيمات الإرهابية.
بدأ الباحث تقريره بالإشارة إلى تزايد أعداد المسلمين فى بلجيكا، غير أنهم يعيشون فى مجتمعات مغلقة عليهم وفى عزلة تامة عن المجتمع البلجيكى، حيث ينتشر الفقر والذى يصاحب تصاعداً لمعدلات البطالة والجريمة.
ويؤكد التقرير أن نسبة البطالة فى حى مولنبيك، تصل إلى 40%، ما جعل الحى بيئة خصبة لأئمة المساجد المتطرفين الذين يجندون الشباب للانضمام للتنظيمات الإرهابية، ومولنبيك هو أشهر الأحياء التى يتجمع فيها الإسلاميون وموطن لعدد كبير من مرتكبى العمليات الإرهابية.. ويتواجد فى هذا الحى ما يعادل 100 ألف مسلم، ويطلق عليه مركز الجهادية فى بلجيكا.
لكن.. ليست سيطرة أصحاب الفكر المتطرف على عقول الشباب المسلم هى المشكلة الأكبر، بينما الأزمة تكمن فى عدم إدراك المسئولين فى أوروبا لحجم الخطر الذى يشكله الإرهاب والتطرف، وقد يكون الإرهاب هو المشكلة الحقيقية التى تواجه أوروبا بشكل عام وبلجيكا بشكل خاص.. وفى هذا الإطار صرح أحد مسئولى الاستخبارات الأمريكية قائلا: «المسئولون الأوروبيون لا يأخذون بزمام المبادرة ولا يعرفون ما يدور حولهم ويعيشون فى حالة إنكار».
عاصمة جهادية
بلغة الأرقام، فإن بلجيكا تعد من أكبر الدول التى تشهد نسبة كبيرة من السكان المسلمين الذين تمركزوا فى بروكسل والتى تعد بمثابة العاصمة السياسية لأوروبا، حيث يتواجد بها المقر الرسمى للاتحاد الأوروبى، لذا بدت هجمات بروكسل الأخيرة وكأنها رسالة إنذار للقارة العجوز بأكملها.
ويشير الباحث الأمريكى إلى أنه من المتوقع أن يصل عدد المسلمين فى بلجيكا إلى ما يقرب من 700 ألف فى نهاية 2016 أى ما يعادل تقريبا 6.2% من السكان، ويتمركز نصف السكان المسلمين البلجيكيين فى العاصمة بروكسل ويمثلون ما يعادل 25% من سكان العاصمة، الأمر الذى يجعل العاصمة البلجيكية واحدة من أكبر المدن الإسلامية فى أوروبا.
فى ستينيات القرن الماضى عندما شجعت بلجيكا هجرة العمالة الرخيصة من الدول الإسلامية مثل المغرب، تركيا ومصر، الأجيال الثانية والثالثة من هذه الموجة لم تنجح فى الاندماج بشكل كامل فى المجتمع البلجيكى وعانى أغلب المسلمين من الفقر والبطالة واتجهوا للعيش فى مجتمعات منعزلة، وعلى ذلك أصبحت بلجيكا مصدرا كبيرا للإرهابيين الذين ينضمون لداعش فى سوريا والعراق.
ووفقا لبيانات وزارة الداخلية فقد انضم ما يقرب من 451 مواطنا بلجيكيا إلى داعش من ضمنهم 269 يقاتلون بالفعل فى صفوف هذا التنظيم الإرهابى، و117 عادوا إلى بلجيكا، ومن بين بلدان الاتحاد الأوروبى، تعد بلجيكا المصدر الرئيسى للجهاديين إلى تنظيم داعش، مقارنة بعدد سكانها، بمعدل يقترب من 40 جهاديا لكل مليون نسمة، مقارنة بالدنمارك «27»، والسويد «19»، وفرنسا «18»، والنمسا «17»، وفنلندا «13»، النرويج «12»، والمملكة المتحدة «9.5» وألمانيا «7.5» وإسبانيا «2».
على مدار العامين الماضيين، كانت هناك خمس عمليات ذات صلة بالإرهاب برز فيها اسم بلجيكا، ففى مايو 2014، هاجم جهاديون المتحف اليهودى فى بروكسل، وفى أغسطس من نفس العام، هاجم جهادى له صلات ببلدية مولنبيك قطارا متجها من أمستردام إلى باريس.
وفى يناير 2015، نفذت الشرطة البلجيكية حملة تفتيش على منازل الجهاديين فى فيرفييرز، بلجيكا. وفى نوفمبر من العام نفسه، اتضح أن اثنين من الجهاديين الثمانية الذين نفذوا هجمات باريس كانوا من سكان بروكسل، غير أن السلطات البلجيكية اعتقلت صلاح عبد السلام فى 18 مارس، وهو مواطن فرنسى من أصول مغربية وولد فى بلجيكا، لتورطه فى هجمات باريس، واعتقلته السلطات البلجيكية بعد نجاحه فى الاختباء لعدة أشهر، وبعد القبض عليه بيومين تم تنفيذ هجمات بروكسل.
الجماعات السلفية
مثل أغلب المسلمين فى أوروبا، سيطرت الجماعات السلفية على أفكار المسلمين هناك، وبحسب تقرير استخباراتى ألمانى فإن المسلمين فى أوروبا لا ينظرون للفكر السلفى باعتباره إيديولوجية سياسية فقط ولكن باعتباره إطارا قانونيا ينظم جميع مجالات الحياة بدءا من دور الدولة فى تنظيم العلاقات بين الناس ونهاية بالحياة الخاصة للمسلمين.
قبل تصاعد شعبية تنظيم داعش فى أوروبا، كانت جمعية «الشرعية من أجل بلجيكا» هى صاحبة الدور الأبرز فى نشر الفكر المتطرف بين المسلمين، وأصدرت السلطات قررا بحظر هذه الجماعة فى العام الماضى بعد الحكم على زعيمها فؤاد بلقاسم بالسجن لمدة 12 عامًا فى تهم متعلقة بالتحريض على الإرهاب.
وكما تركت الحكومة لأصحاب الفكر المتطرف الفرصة للتحكم فى عقول الشباب، فشلت أيضا فى إدارة المشهد المضطرب ولم تستطع إحكام سيطرتها على تصاعد المد الإرهابى، واتسم أداؤها بعدم الكفاءة.
أرجع أحد مسئولى مكافحة الإرهاب فى بلجيكا انخفاض الكفاءة فى التعامل مع الإرهاب إلى صِغر حجم الحكومة البلجيكية، والأعداد الكبيرة من القضايا المفتوحة والتحقيقات الجارية بشأنها، وأشار إلى أن جميع محققى الشرطة ورجال المخابرات العسكرية فى البلاد تقريبا يعملون على تحقيقات ذات صلة بالحركات الإرهابية الدولية، وأضاف أن بلاده ليس لديها ما يكفى من العاملين لمراقبة أى شىء آخر، وليس لديها البنية التحتية اللازمة للتحرى عن مئات الأشخاص المشتبه فى صلتهم بالإرهاب ورصدهم على نحو ملائم.
وفى نوفمبر 2015، نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرا حول انعدام كفاءة السلطات فى بلجيكا حيث تبين أن قبل شهر من وقوع هجمات باريس، تلقى عمدة مولنبيك، قائمة بأسماء وعناوين 80 إرهابيا يعيشون فى الحى وقد شملت القائمة أخوين شاركا فيما بعد فى الهجمات التى وقعت فى 13 نوفمبر فى باريس.
لكن عمدة مولنبيك تنصل من المسئولية مؤكدا أن مهمته ليست مراقبة المواطنين وأن رصد الأنشطة الإرهابية هى مهمة الأجهزة الأمنية، وفى المقابل لم يشرح عمدة مولنبيك كيف تحول الحى إلى مركز يصدر الفكر المتطرف والإرهاب لكل أنحاء أوروبا وأصبح الحى يعرف باسم مصنع إنتاج الإرهابيين، وبحسب التقارير فى حسابات السياسة والانتخابات تلعب دورا واسعا فى التساهل مع الجماعات المتطرفة فى هذا الحى.
2- برلين... تصاعد الإرهاب على نحو دراماتيكى
نشرت جريدة العالم الألمانية دى فليت حوارًا خاصًا مع فرانك هينكل مسئول الأمن فى برلين، وأكد من خلاله أن المد الإرهابى يتصاعد فى برلين على نحو غير مسبوق، مؤكدا أن هناك ما يقارب من 360 إرهابيًا يعيشون فى المدينة وعلى استعداد للقيام بعمليات إرهابية.
فى بداية الحوار أشار هينكل إلى أنه منذ أحداث شارلى إبدو فى فرنسا ببداية العام الماضى، رفعت السلطات الألمانية حالة الاستعداد القصوى لمواجهة أى عمل إرهابى محتمل، مؤكدا أن الهدف الرئيسى هو منع وقوع مثل هذه العمليات الإرهابية.
واعترف هينكل بوجود ما يقرب من 710 سلفيين فى برلين من ضمنهم ما يقرب من 360 شخصا لديهم استعداد للتورط فى أعمال إرهابية، كما أضاف أن هناك ما يقرب من مائة إرهابى انضموا لداعش فى سوريا والعراق من برلين، وقد عاد أكثر من نصفهم بالفعل إلى الأراضى الألمانية، وتمثل هذه المجموعة أكبر هاجس يثير قلق وتوتر الجهات الأمنية فى برلين، وأضاف أن الجهات الأمنية والوكالات الاستخباراتية تخضع هذه العناصر تحت الرقابة المشددة.
من جانبه حذر رئيس المخابرات الألمانية الداخلية، هانز جيورج ماسن، من أن تنظيم الدولة الإسلامية يزرع الإرهابيين بشكل متعمد فى صفوف اللاجئين القادمين إلى أوروبا، وأكد أن عدد السلفيين فى ألمانيا قد وصل إلى مايقرب من 8 آلاف سلفى، وانضم ما يقرب من 800 مواطن ألمانى إلى تنظيم داعش وعاد ثلث هؤلاء إلى الأراضى الألمانية وأصبحوا يشكلون تهديدا محتملا. وكان مكتب الشرطة الأوروبية اليوروبول قد أصدر بيانا أشار فيه إلى أن 5 آلاف إرهابى أوروبى قد عادوا إلى أوروبا بعد اكتساب خبرات قتالية بعد الانضمام لداعش فى سوريا والعراق والمشاركة فى الحروب الدائرة هناك.
وتعد العودة إلى ألمانيا بعد الانضمام إلى داعش هى المحطة الأخيرة فى رحلة طويلة تبدأ فى حقيقة الأمر من ألمانيا نفسها وبالتحديد فى الجوامع الألمانية التى يسيطر عليها الأئمة المتطرفون، وألمانيا تعد المركز الرئيس لجماعة الإخوان المسلمين فى أوروبا ويتواجد بها جالية تركية كبيرة يصل قوامها إلى 5 ملايين تركى يمثلون الجزء الأكبر من المسلمين فى ألمانيا ويصل عددهم إلى 6 ملايين مسلم. مساجد ألمانيا تركت لأصحاب الفكر المتطرف الذين جندوا شباب المسلمين الألمان للانضمام لداعش، ومن الحوادث الأخيرة التى شهدتها، قيام فتاة مسلمة تدعى صفية بالاعتداء على ضابط شرطة وطعنه فى عنقه بسكين مطبخ، الفتاة المسلمة تبلغ من العمر 15 عاما فقط وكانت قد حاولت الانضمام إلى داعش وسافرت بالفعل إلى تركيا ولكن والدتها أقنعتها بالعودة إلى ألمانيا، لكن يبدو أن الفكر المتطرف كان قد سيطر بالفعل على عقل الفتاة المسلمة.
وبحسب جريدة دى فليت فقد انضمت صفية للجماعات السلفية فى ألمانيا منذ عام 2008 أى منذ أن كانت فى السابعة من عمرها، وقد باركت بعض الجمعيات السلفية فى ألمانيا ما قامت به صفية، فعلى سبيل المثال قام بير فوجل أحد أشهر الدعاة السلفيين فى ألمانيا وهو موطن المانى تحول للدين الإسلامى بنشر فيديو امتدح فيه صفية.
وكانت السلطات الأمنية فى ألمانيا قد ألقت القبض فى شهر فبراير الماضى على 4 أعضاء فى خلية تابعة لتنظيم داعش كانت تخطط من أجل شن هجمات إرهابية فى برلين، كما قام ما يقرب من 500 رجل شرطة بعمليات تفتيشية لمنازل وشركات تجمعها علاقات بتلك الخلية، وتعد هذه الخلية دليلا، مع الأسف، على تسلل إرهابيون داعش إلى دول أوروبا ضمن صفوف اللاجئين، فزعيم الخلية جزائرى يقيم مع عائلة فى مخيم لاجئى أتيندورن وقد وصل إلى ألمانيا فى خريف 2015، وأشارت التقارير الأمنية إلى أنه تلقى تدريبات عسكرية فى صفوف داعش فى سوريا.
وفى معسكر آخر فى مدينة هانوفر، ألقى القبض على ثلاثة رجال جزائريين يعتقدون أنهم على صلة بمنفذى تفجيرات بروكسل الأخيرة، وتشير تقارير الشرطة إلى أن هؤلاء الثلاثة كانوا يستعدون لشن هجمات على ميدان ألكسندر بلاتز فى برلين والذى يعد مركز مواصلات رئيسى، وفى فبراير الماضى ألقت أيضا السلطات القبص على شخص زعم أنه قيادى فى تنظيم داعش وقد دخل ألمانيا ضمن اللاجئين فى نهاية 2015.
فى هذ الإطار كشف رئيس المخابرات الداخلية الألمانية هانو ماسن أن مكتبه على علم بما يقرب من 230 محاولة قامت بها الحركات السلفية من أجل تجنيد اللاجئين فى معسكرات اللاجئين بألمانيا، وأضاف أن هناك ما يقرب من 8 آلاف سلفى.
وكان جهاز المخابرات الداخلية الألمانى قد أصدر تقريرا وصف فيه الحركات السلفية بأنها أكثر الحركات ديناميكية فى ألمانيا، وفى حوار صحفى أكد هانو ماسن أن الحركات السلفية تريد تأسيس دولة خاصة بهم فى ألمانيا، غير أن السلطات الألمانية داهمت منازل 44 من دعاة السلفية فى مدينة بريمن فى ألمانيا، كما أمرت الداخلية بإغلاق جمعية «الرابطة الإسلامية فى بريمن» بتهمة تجنيد الشباب المسلمين فى ألمانيا من أجل الانضمام لتنظيم داعش.
الرابطة الإسلامية فى بريمن ليست هى الجمعية السلفية الوحيدة التى تربطها علاقة قوية بتنظيم داعش، ففى عام 2014 أغلقت السلطات مركز الثقافة والأسرة بعد انضمام عدد من أعضائه للتنظيم، وبحسبب التقديرات الأمنية، انضم 800 مواطن ألمانى إلى صفوف التنظيم، وقد عاد ثلث هؤلاء تقريبا إلى ألمانيا.
3- إسبانيا وإيطاليا... الحرب المقدسة
يتغير الإطار، وتظل الصورة بنفس ملامحها وتفاصيلها، هذا هو الحال بالنسبة لخلايا داعش فى مختلف دول أوروبا، وعلى ذلك نشر معهد «جيستون» مجموعة من التقارير عن انتشار الإرهابيين التابعين لنظام داعش فى أوروبا.
ورسمت التقارير صورة قريبة عن حجم توغل التنظيم فى عدد من دول أوروبا، وإلى جانب فرنسا والمملكة المتحدة تمتد جذور الإرهاب والتطرف بشكل موسع منذ عشرات السنوات مع سيطرة جماعة الإخوان على المساجد والمؤسسات الإسلامية وعملها على نشر الأفكار المتطرفة، عرف تنظيم داعش طريقه إلى عدد من دول أوروبا.
داعش إسبانيا
وحمل تقرير المعهد عن إسبانيا، عنوان «إسبانيا فى قلب عاصفة الجهاد»، وصرح وزير الداخلية الإسبانى خورجيه فرنانديز بأن السلطات ألقت القبض على ما يقرب من 586 إرهابيا فى 124 عملية أمنية، وحذر بأن الإرهابيين قد يقومون بعمل إرهابى ضخم فى إسبانيا فى المستقبل وأن احتمالية حدوث هذه العملية الإرهابية قد تصل إلى 70%.
وكانت إسبانيا قد شهدت العام الماضى انعقاد اثنين من المؤتمرات الأمنية حول الإرهاب، وصرح خلالهما وزير الداخلية بأن لديهم 115 إرهابياً بينهم 15 امرأة قد انضموا لداعش، وعاد 14 منهم إلى إسبانيا، وتم احتجاز تسعة عناصر منهم وإخضاع البقية للمراقبة.
لكن الأكثر خطورة من أعضاء داعش الإسبان الإرهابيون الذين يدخلون إسبانيا من الدول المجاورة لها، خاصة فرنسا بعد التدابير الأمنية المشددة التى بدأت فى تطبيقها فى أعقاب العمليات الإرهابية التى تعرضت لها، وبحسب مصدر استخباراتى إسبانى فإن الإرهابيين الفرنسيين ينتقلون إلى إسبانيا لاحساسهم بحرية أكبر بالتحرك داخلها.
وتعد إسبانيا محطة مهمة لرحلة الذهاب والعودة للإرهابيين الأوروبيين الذين ينضمون لداعش، وقد ألقت السلطات الأمنية القبض على عصابة لتهريب الإرهابيين من سوريا إلى إسبانيا، وبحسب تقديرات الشرطة فلهذه العصابة علاقات مع عصابات فى تركيا ولبنان تدير عمليات نقل الإرهابيين هناك، وتحقق هذه العصابة أرباحا شهرية تتراوح بين 55 و100 ألف يورو.
وفى اجتماع أمنى مغلق عقد فى شهر إبريل الماضى تحت رعاية وكالة مكافحة الإرهاب الإسبانية كشفت تفاصيله جريدة «البايه» الإسبانية فإن هناك 60 إرهابيا فى منطقة كاتالونيا فى انتظار إشارة من تنظيم داعش للقيام بعملية إرهابية.
كما تشير التقارير الأمنية إلى أن الإرهابيين مهتمون على وجه الخصوص بالمواطنين الإسبان الذين تحولوا إلى الدين الإسلامى، فهؤلاء قد يدخلون الإسلام دون تغيير أسمائهم فى جوازات السفر أو هويتهم الشخصية وبالتالى يكون من السهل عليهم التحرك دون لفت الانتباه.
وفى إسبانيا هناك على الأقل 50 ألف مواطن تحول للدين الإسلامى، وبحسب الشرطة فإن المتحولين أكثر عرضة لتبنى أفكار متطرفة خاصة أنهم يتعرضون لضغوط من أجل القيام بأعمال إرهابية لإثبات مدى ولائهم.
جهاد إيطاليا
وبعنوان «الحرب باسم الله» أشار معهد جيستون إلى أن هناك علاقات تربط بين الإرهابيين فى إيطاليا وبين جمعية «الشريعة من أجل بلجيكا» التى أصدرت السلطات البلجيكية قررا بحظرها العام الماضى.
وأشارت وكالة مكافحة الإرهاب الإيطالية إلى أن هناك العشرات من الإرهابيين الإيطاليين انضموا إلى داعش قبل العودة إلى إيطاليا من أجل شن ما وصفوه بالحرب المقدسة، وأضافت وكالة مكافحة الإرهاب أن هناك ما بين 45 إلى 50 مواطنا إيطاليا من ضمنهم عدد من النساء قد انضموا لداعش قبل عودتهم لإيطاليا من أجل نشر الأفكار المتطرفة والإرهابية.
وفى عام 2013 ألقت الشرطة القبض على خلية إرهابية كانت تسعد لشن هجمات ضد إيطاليا والولايات المتحدة، واتخذت هذه الخلية أحد مساجد مدينة اندريا فى جنوب إيطاليا لتجنيد شباب المسلمين، ومع توالى ضربات تنظيم داعش ضد الدول الأوروبية برزت إيطاليا كهدف محتمل بقوة لمثل هذه الضربات.
وفى أعقاب أحداث شارلى إبدو فى بداية عام 2015 انتشر فيديو على الانترنت لإرهابى مجهول أشار فيه أن مقاتلى داعش فى إيطاليا يعملون فى صمت لتوجيه ضربات قوية ومفاجئة.
الأسبوع القادم : خريطة تمويل داعش فى أوروبا