«زها حديد».. ملكة الإبداع المعماري التي أذهلت العالم..(بروفايل)

تقارير وحوارات

بوابة الفجر



تميزت بقوة شخصيتها وخيالها الواسع.. لا تعترف بالحدود فككت المصاعب لتصبح اليوم من رواد مدرسة معمارية قائمة الذات.. تحدت الاحتلال وكانت من أنجح مهندسي العالم، فكان لها بصمة معمارية واضحة في جميع أعمالها وهو الاتجاه المعروف باسم التفكيكية أو التهديمية، وهو اتجاه ينطوي على تعقيد عال وهندسة غير منتظمة، كما أنها تستخدم الحديد في تصاميمها بحيث يتحمل درجات كبيرة من أحمال الشد والضغط تمكنها من تنفيذ تشكيلات حرة و جريئة.
«زها حديد».. قصة نجاح مهندسة معمارية عراقية وسعت العالم ككل، قصة مبدعة من الشرق انبهرت بإبداعها مختلف العواصم الأوروبية بعد أن تركت بصماتها في فن العمارة الحديثة، فحققت الكثير من الإنجازات واستطاعت فرض وجودها في عالم معروف صعوبة اختراقه حتى على الرجال، بل كانت أبرز المصممين المعمارين في القرن العشرين، وأول امرأة تتلقي الميدالية الذهبية للمعهد الملكي للمعماريين البريطانيين، اعترافًا بعملها الرائع.
بنت بغداد
«زها حديد» من مواليد العراق وتحديداً في العاصمة بغداد من عام 1950، ولدت في عائلة عريقة في السياسة والفن، عمل والدها وزيراً للاقتصاد خلال حقبة الخمسينات، أي في عهد عبد الكريم قاسم، غادرت مع عائلتها العراق بعد أحداث سنة 1963، استقرت في لبنان ثم توجهت إلى بريطانيا لدراسة الهندسة المعمارية، خلال عملها هناك بدأ اسم زها حديد يكبر وينتشر حول العالم، وبدأت تصاميم زها حديد تبرز في أروقة شركات الهندسة والمشاريع الإنشائية.
دخلت زها حديد تاريخ فن الهندسة المعمارية، ونالت جوائز عالمية لم تنلها امرأة قط، اقترن اسمها بإبداعات تشبه الحلم والخيال، وكثيراً ما سمعتهم يقولون لها أن تصميمك سيبقى مرسوماً بالحلم فقط، لكنها وزعت أحلامها أبراجًا وملاعبًا ونواديًا وأبنية ومراسي للسفن، حملت الأحلام وجعلتها واقعا مبدعا.
الشرارة الأولى لاهتمامها بفن العمارة
الشرارة الأولى التي جعلت «زها حديد» تهتم بالهندسة المعمارية تعود إلى طفولتها حين كان عمرها لا يتعدى السادسة، حيث اصطحابها والداها إلى معرض خاص ب «فرانك لويد رايت » في دار الأوبرا في بغداد، وتتذكر زها أنها انبهرت حينها بالأشكال والأشياء التي شاهدتها، حيث كان والديها شغوفين بالمعمار.
محطة فيترا
زها حديد خلال فترة ثلاثين عاماً والتي قضت أغلبها في لندن استطاعت أن تجعل تصاميمها في المركز الأول دائمًا، فإلى جانب أعمالها الفنية وتحفها الراقية التي أبرزتها بالمعارض العالمية في بداية مشوار حياتها العملية، كانت تصاميم زها حديد على أرض الواقع قد بدأت بالظهور، فبعد عشر سنوات من تأسيس شركتها صممت أول عمل هام وجريء لها خارج بريطانيا وكانت «محطة فيترا» للإطفاء في مدينة فايل في ألمانيا وهو العمل الأول الذي تم تنفيذه، الجدير بالذكر أن منتجع هونغ كونغ كان من تصميمها أيضا عام 1983، إلا أن محطة الإطفاء كانت التي ميزت تصاميم زها حديد التفكيكية.
جسر الشيخ زايد في أبو ظبي
في عام 1997م انتهت زها حديد من تصميم مركز روزنثال للفن المعاصر والموجود في الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى منصة التزحلق في أنسبروك و محطة القطار في ستراسبورج، كذلك محطة البواخر في ساليرنو، وكان لها دوراً هاماً في مشروع القبة الألفية في لندن، كل تلك المشاريع استطاعت زها حديد إنجازها في بداية الألفية الجديدة، وعلى الصعيد العربي فإن جسر الشيخ زايد في أبو ظبي كان من تصميمها،
دافعت «حديد» خلال حياتها عما تؤمن به وأثبتت بالدليل القاطع أن الحلم يمكن أن يصبح حقيقة، ليس بالعمل فحسب بل بالتميز به، إن تميز تصاميم زها حديد كان بسبب إحساس نابع من داخلها بضرورة التطور والحداثة، وإيمانا منها بالتقدم في سبيل تحقيق المستحيل.
مجمّع كرة القدم في طوكيو
 رغم أن المتوقع الانتهاء هذا المشروع عام 2018 إلّا أنه سوف يغيّر معالم مدينة طوكيو بهندسته المستقبلية التي تتميز بخطوطٍ هندسية متمايلة. سوف يحتوي هذا التصميم على أكثر من 80 ألف شخصاً كما من المفترض أن تجرى فيه بطولة العالم في الـRugby عام 2016.
منصة التزحلق
في ديسمبر عام 1999م فازت زها حديد بالمسابقة العالمية لمنصة التزحلق الجديدة في جبل بيرجسل في أنسبروك، وقد تم افتتاحه في نهاية عام 2001، ويعد هذا المشروع علامة مميزة في المدينة. وهو جزء من مشروع تجديد حلبة الألومبياد، التي لم تعد تتوافق مع المقاييس الدولية، ويحتوي المبنى خليطا من التجهيزات الرياضية العالمية ومقهى وشرفة للرؤية، وهذه العناصر المختلفة تتحد في تكوين واحد جديد، يمتد على ميول الأرض لأعلى قمة الجبل، وعلى طول حوالي 90مترا وارتفاع 50 مترا، إنشائيا ينقسم المبنى إلى برج خرساني رأسي وإنشاء فراغي من الحديد. يكامل المنحدر مقهى. ويوجد مصعدان لنقل الزائرين إلى المقهى الموجود على ارتفاع 40 مترا فوق ظهر جبل بيرجسيل، ومن هذا الارتفاع بإمكانهم التمتع بجبال الألب المحيطة وكذا مشاهدة المتزحلقين على الثلج وهم يطيرون فوق خط سماء المدينة.
معارض زها حديد للعمارة واللوحات الفنية
 أقامت زها حديد العديد من المعارض الدولية لأعمالها الفنية تشمل التصاميم المعمارية والرسومات واللوحات الفنية.
اعمال زها حديد تتميز باتجاهها المعماري المعروف باسم التفكيكية أو التهديمية وهو اتجاه ينطوي على تعقيد عال وهندسة غير منتظمة، كما أنها تستخدم الحديد في تصاميمها والذي يمكنها.
وفاتها
توفيت اليوم الموافق الواحد والثلاثين من مارس 2016، عن عمر يناهز 65 عامًا بمستشفي بميامي بالولايات المتحدة الأمريكية، إثر إصابتها بأزمة قلبية.