برنامج الحكومة.. طموحات على ورق
"نعم نستطيع".. بهذا الشعار الذي حمله البرنامج الانتخابي للرئيس الأمريكي باراك أوباما في حملته الانتخابية لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، قدّم رئيس مجلس الوزراء شريف إسماعيل برنامج الحكومة للبرنامج المصري للبرلمان في جلسة عقدت أمس الأحد، تلاه في نحو مئة دقيقة بحضور كامل الوزراء؛ وذلك للحصول على ثقة المجلس واستكمال عمل الحكومة خلال الفترة المقبلة.
وينص الدستور في المادة 146، على أن يكلف رئيس الجمهورية رئيسًا لمجلس الوزراء، بتشكيل الحكومة وعرض برنامجه على مجلس النواب وإلزامه بالرد على الحكومة خلال 30 يومًا، وفي حالة رفضها يكلف رئيس الجمهورية رئيسًا جديدًا للحكومة بترشيح من الائتلاف الحائز على أكثرية مقاعد البرلمان وهو "ائتلاف دعم مصر"، لكن ينص الدستور أيضًا على حل البرلمان حالة عدم حصول الحكومة على ثقة المجلس هذه المرة، وهو أمر مستبعد في ظل وجود أغلبية برلمانية تؤيد النظام الحالي.
حمِل برنامج الحكومة آمال وطموحات غالبيتها غير قابل للتنفيذ في ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد وفقًا لرؤية مراقبون وسياسيون. وتتضمن البرنامج سبعة محاور وهي "الحفاظ على الأمن القومي، ترسيخ الديمقراطية، تحسين الأداء الاقتصادي، تحقيق العدالة الاجتماعية وخدمات المواطنين، تطوير البنية الأساسية، تنفيذ الإصلاح الإداري، واستعادة دور مصر الريادي".
رئيس البرلمان علي عبد العال شكّل لجنة مكونة من 30 عضوًا لبحث ودراسة برنامج الحكومة، برئاسة وكيل البرلمان، والذي تعهدت فيه الحكومة باتخاذ إجراءات صعبة لتحيق برنامجها الذي ينتهي في 30 يونيو 2030، موضحًا أن حجم التحديات والصعوبات التي تواجه مصر صعبة للغاية ولا ينبغي محاسبة حكومته على تلك الأمور التي ورثتها، كما أكدّ أن الحكومة تنتهج خطة للحفاظ على الأمن الوطني ومواصلة محاربة الإرهاب وتطوير القدرات الدفاعية للقوات المسلحة.
"تحصيل حاصل".. بتلك الجملة يلخص رئيس حزب الجيل الديمقراطي ناجى الشهابي، برنامج الحكومة، ويقول إن البرنامج إنشائي ونمطي وخالٍ من أي خطط مستقبلية لحل مشاكل الجماهير المتراكمة ومتكرر وغير قابل للتطبيق ولا توجد موارد مالية لتنفيذه ومخيبًا للآمال.
ويرى الشهابي أن الحكومة لم تقدم رؤية جديدة بسياسات جديدة تعالج العجز في الموازنة العامة للدولة، فضلًا عن أن خطتها في تطوير التعليم ومحو الأمية ومد مظلة التأمين الصحي غير قابلة للتطبيق وكلام معاد ومتكرر وسبق أن تحدث به كل رؤساء الحكومات السابقين.
ويقول يسرى العزباوي رئيس برنامج النظام السياسي المصري بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام، إن رئيس الحكومة ألقى "الكرة في ملعب البرلمان" إذ اعتمد على تصدير حجم التحديات والمشكلات التي توجه الحكومة، لكنّ برنامجها لم يشمل خطة تنفيذية بجدول زمني وميزانية لازمة لتنفيذ البرنامج.
ويضيف العزباوي أن رئيس الوزراء تحدث عن ضرورة اتخاذ قرارات صعبة من أجل مصلحة الوطن دون ذكر واضح لماهية هذه القرارات، وفى أي مجال من مجالات الحياة، خاصة أنه مازال يتحدث حول محدودي الدخل وتحقيق العدالة الاجتماعية، موضحًا أن محور ترسيخ الديمقراطية أغفل الكثير من النقاط لعملية الانتقال الديمقراطي، مثل سن مجموعة من التشريعات المتعلقة بالمجتمع المدني والنقابات، وأهمية إجراء حوار وطني حقيقي مع الشباب، وإنهاء حالة الاستقطاب، وتفعيل دور المرأة، وتحقيق المواطنة الفعالة.