اليونيسف: أطفال اليمن تعرضوا لـ1560 انتهاكًا خلال العام الماضي
حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من أن النزاع الدامي والوضع الإنساني المتدهور في اليمن يدمر حياة الأطفال ويدفع البلاد إلى حافة الانهيار.
وأكدت اليونيسف - وفقا لتقرير أصدرته تحت عنوان "أطفال على حافة الهاوية"، اليوم الثلاثاء - وقوع أكثر من ألف و560 حالة من الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال في اليمن، حيث أسفر النزاع عن مقتل ما يزيد على 900 طفل وإصابة ما لا يقل عن ألف و300 آخرين خلال العام الماضي (أي ما يعادل مقتل أو إصابة ستة أطفال يوميًا).
وتعتبر هذه الأرقام أعلى بحوالي سبعة أضعاف مقارنة مع الحالات التي وثقت خلال عام 2014، وهي مجرد غيض من فيض؛ إذ إنها لا تشمل سوى الحالات التي استطاعت اليونيسف التحقق منها.
وقال ممثل اليونيسف في اليمن جوليان هارنيس إن "الأطفال يدفعون الثمن الأكبر في نزاع ليس لهم يد فيه أصلًا؛ فيُقتلون ويُصابون، والناجون منهم يعيشون عرضة لخطر فقدان حياتهم، ولا يوجد مكان آمن للأطفال في كل أنحاء اليمن، حتى اللعب أو النوم بات أمرًا محفوفًا بالمخاطر".
ومع تصعيد الحرب، تفاقمت ظاهرة تجنيد واستخدام الأطفال في القتال، ويتخذون أدوارا أساسية فيه، مثل حراسة نقاط التفتيش وحمل السلاح، وقد تحققت اليونيسف من 848 حالة تجنيد أطفال خلال عام واحد.
على جانب آخر، تظهر أحدث البيانات تعرض 63 مرفقا صحيا في اليمن للهجوم أو الضرر، كما أفادت معظم المرافق الصحية عن وجود نقص حاد في المعدات الطبية والإمدادات والطواقم الصحية، علاوة على انقطاع التيار الكهربائي، كما أدت الاضطرابات إلى شلل الخدمات الأساسية الحيوية مثل الوقود والموارد الغذائية نتيجة النزاع والقيود المفروضة على الاستيراد.
وبعيدًا عن الأثر المباشر للنزاع، تشير تقديرات اليونيسف إلى أن قرابة 10 آلاف طفل دون سن الخامسة ربما لقوا حتفهم العام الماضي بسبب أمراض كان يمكن الوقاية منها، ولكن نتيجة لتدهور الخدمات الصحية الأساسية بما في ذلك التلقيح وعلاج الإسهال والالتهابات الرئوية، بالإضافة إلى ما يقرب من 40 ألف طفل يموتون سنويا في اليمن قبل بلوغهم سن الخامسة.
وأوضح التقرير أن الدمار دفع اليمن - وهي أفقر دولة في المنطقة وإحدى أفقر البلدان في العالم - إلى الهاوية خلال العام الماضي؛ فهناك الآن ما يقرب من 10 ملايين طفل (أي 80% من أطفال البلاد) بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، كما يواجه أكثر من مليوني طفل خطر الإصابة بأمراض الإسهال و320 ألف طفل عرضة لخطر سوء التغذية الحاد الوخيم.
وتابع التقرير: إن اليونيسف تمكنت مع مجموعة من الشركاء من توفير برامج التغذية والمياه النظيفة واللقاحات لملايين الأطفال والنساء المتضررين من العنف.
ويضيف ممثل اليونيسف في اليمن: "نحن بحاجة إلى الإسراع في تقديم المساعدات الإنسانية والاستمرار في إنقاذ الأرواح وأحلام الأطفال بأن يكبروا ويحصلوا على التعليم، إنه سباق مع الزمن".
وجددت منظمة الأمم المتحدة للطفولة مناشدتها جميع أطراف النزاع بوضع حد للقتال في اليمن، والتوصل إلى تسوية سياسية، مطالبة كافة الأطراف بالالتزام بقوانين الحرب والتوقف فورًا عن مهاجمة المدنيين والبنية التحتية المدنية بما فيها المدارس ومرافق الصحة والمياه.
وناشدت الأطراف بوضع حد لتجنيد واستخدام الأطفال في القتال والعمل فورا على إطلاق سراح جميع الأطفال الذين جندوا سواء بهدف المشاركة في أدوار قتالية أو غير قتالية.
كما حثت المنظمة كافة الأطراف على توفير الإمكانيات الكاملة وغير المشروطة لإيصال المساعدات الإنسانية للأطفال أينما كانوا في أنحاء البلاد بما في ذلك المناطق التي عزلها النزاع.. وقالت "تحتاج اليونيسف وشركاؤها تأمين التمويل المطلوب بشكل عاجل، حيث إنها تلقت حتى الآن 18% فقط من نداء الاستجابة لعام 2016 البالغ قيمته 180 مليون دولار".
ويقول المدير الإقليمي لليونيسف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الدكتور بيتر سلامة: "كان اليمن دولة هشة نتيجة عقود من التدهور التنموي والنزاعات المتعاقبة، ومن المحزن أن يكون الأطفال دائمًا أكثر المتأثرين، وإذا لم تتوقف الحرب، يتعرض البلد لخطر تحوله إلى دولة فاشلة؛ ما سيترك عواقب بالغة الأثر وطويلة المدى على الأطفال وعائلاتهم".