مى سمير تكتب: تفاصيل لقاء الإخوان المسلمين و200 عضو بالكونجرس فى إبريل المقبل

مقالات الرأي



المجلس الأمريكى للمنظمات الإسلامية يعزز علاقاته بصناع القرار فى أمريكا والعالم

■ يضم فى عضويته 8 منظمات تمثل واجهة الجماعة الإرهابية فى أمريكا.. أبرزها «أمريكا من أجل فلسطين» و«عطاء المسجد»

يعقد الكيان الجديد للتنظيم الدولى للإخوان المسلمين والذى يحمل اسم المجلس الأمريكى للمنظمات الإسلامية، لقاء مرتقبا - كما هو معلن على الموقع الرسمى للمجلس- للتواصل مع أعضاء الكونجرس الأمريكى.

فعالية شهر إبريل تأتى بعد مؤتمر مثير للجدل نظمه المجلس فى فبراير الماضى بعنوان المؤتمر الوطنى الأول للمجالس الإسلامية فى الغرب، ويبدو أن هناك حالة نشاط سياسى للتنظيم الدولى للإخوان مع اشتعال الانتخابات التمهيدية للرئاسة الأمريكية، غير أن المجلس الأمريكى للمنظمات الإسلامية هو كيان جديد تأسس فى مارس 2014، ويوصف من قبل وسائل الإعلام والمواقع التحليلة المختصة بشئون مكافحة الإرهاب بأنه المظلة الجديدة للتنظيم الدولى للإخوان.

وبحسب موقع جلوبال واتش فإن الكيان الجديد هو أكبر دليل على أن الحديث عن التنظيم الدولى للإخوان فى الغرب ليس مجرد كلام خيالى، فالمجلس الجديد للإخوان أصبح يلعب دورا فعالا ومركزيا فى تنسيق جهود المنظمات التابعة للإخوان سواء فى أوروبا أو الولايات المتحدة الأمريكية.


1- فعالية إبريل

وبحسب الموقع الرسمى للمجلس الأمريكى للمنظمات الإسلامية، فإن هذا المؤتمر يستضيف اليوم الوطنى الثانى للدعوة الإسلامية فى الولايات المتحدة، ويوجه الدعوة لجميع المنظمات الإسلامية فى أمريكا للمشاركة فى المؤتمر الذى سيعقد فى 18 إبريل، للتواصل مع أعضاء الكونجرس الأمريكى. المؤتمر يهدف إلى الربط بين التنظيمات الإسلامية وبين أعضاء الكونجرس الممثلين لمختلف المجتمعات الإسلامية فى الولايات المتحدة الأمريكية، ويعكس النفوذ الذى يتمتع به المجلس فى أروقة السياسة الأمريكية، كونه أصبح حركة الوصل بين صناع السياسة الأمريكية وبين مختلف التنظيمات الإسلامية فى أمريكا، غير أن العديد من تلك التنظيمات ما هى إلا واجهة للتنظيم الدولى للإخوان وبعضها مرتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بالتنظيمات الإرهابية، ورغم ذلك مازالت تعمل فى أمريكا بكل حرية.

والأخطر أنها تربطها بعلاقات وطيدة مع صناع القرار الأمريكان باعتبارها تمثل المسلمين فى الولايات المتحدة بشكل خاص والإسلام المعتدل بشكل عام.

لغة الأرقام تؤكد أن مثل هذه المنظمات لا تمثل المسلمين فى أمريكا إلا أن الكونجرس والبيت الأبيض يتعاملان معها على هذا الأساس، فعلى سبيل المثال مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية أحد أكبر المشاركين فى هذه المؤتمرات، وتعد المنظمة الإسلامية الأكبر فى أمريكا، لا تضم فى عضويتها سوى 5 آلاف مسلم فقط.

وأضاف الموقع الرسمى للمجلس الأمريكى للمنظمات الإسلامية أن «اليوم» الذى أسس فكرته المجلس الإخوانى الجديد وعقد لأول مرة العام الماضى بمشاركة 280 مندوبا من 20 ولاية أمريكية التقوا مع 200 عضو بالكونجرس، سوف يخصص للدعوة لأجندات تشريعية.

وأكد أسامة جمال السكرتير العام للمجلس أنه يتوقع مشاركة أكبر هذا العام، ويعد أسامة جمال واحدا من أشهر القيادات الإخوانية فى الولايات المتحدة الأمريكية حيث يرأس مؤسسة المسجد التى جمعت نحو مليون دولار من أعضاء المؤسسة لدعم وتمويل حركة حماس، بحسب صحيفة «شيكاجو تربيون» فى تحقيق لها عام 2004 وأكدت خلاله العلاقات الوثيقة التى تربط بين مؤسسة المسجد وبين التنظيم الدولى للإخوان، ورغم هذه الحقائق، فالولايات المتحدة تصنف حماس باعتبارها حركة إرهابية إلا أن هذا لم يمنع الكونجرس الأمريكى من فتح أبوابه للمجلس الجديد الذى يرأسه أسامة جمال.


2- مؤتمر فبراير

بجانب الاستعداد للقاء مع أعضاء الكونجرس فى إبريل القادم، أقام المجلس الأمريكى للمنظمات الإسلامية مؤتمرا بعنوان «المؤتمر الوطنى الأول للمجالس الإسلامية فى الغرب»، استمر لمدة ثلاثة أيام فى شهر فبراير الماضى، المؤتمر وبحسب وصف الموقع الرسمى للمجلس بمثابة مبادرة ضخمة للمسلمين فى الدول الغربية.

وأضاف الموقع الرسمى: إن هذا المؤتمر هو الأول من نوعه حيث يشارك فيه قيادات من مختلف أنحاء العالم لتبادل الخبرات ومناقشة القضايا المشتركة، وشارك فيه 200 شخصية تمثل المجالس والمنظمات الإسلامية فى أمريكا الشمالية والجنوبية، أستراليا وأوروبا وكذلك فى منطقة الكاريبى، والجدير بالذكر أن أغلب شركات الأوف شور التى يتم استخدامها لتهريب وغسيل الأموال الإخوانية التى تذهب لدعم التنظيمات الإرهابية تتواجد فى منطقة الكاريبى.

أما عن أهم القضايا التى ناقشها هذا المؤتمر، تحديد وتطوير أولويات استراتيجية للمسلمين فى الغرب، علاوة على خروج المؤتمر بمجموعة من المبادرات أهمها الاعتراف بأهمية الحاجة للاتفاق على تشكيل كيان للتنسيق بين المجالس الإسلامية فى الغرب، وعلى ذلك شكل المؤتمر لجنة من أجل العمل على تنفيذ هذه المبادرة والتى تؤكد ببساطة على العلاقات الوطيدة التى تجمع بين المنظمات التى تتحدث باسم الإسلام فى الغرب.

كما أقام المؤتمر مأدبة التقى فيها المشاركون فى المؤتمر مع ممثلين من الأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبى ومنظمة التعاون الإسلامى بالإضافة إلى عدد من السفراء، وبحسب موقع جلوبال واتش فإن الصور المنشورة لهذا المؤتمر تؤكد حقيقة أن هذا الكيان ما هو إلا المظلة الجديدة للتنظيم الدولى، فإلى جانب أسامة جمال السكرتير العام للمجلس كان هناك نهاد عوض أحد مؤسسى مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية أشهر منظمة تمثل الإخوان فى الولايات المتحدة الأمريكية، والذى وصف الكيان الجديد بأنه خطوة عظيمة للأمام، ويشارك عوض فى عضوية مجلس إدارة هذا المجلس الجديد.

كما ظهر فى الصورة واحد من أهم القيادات الإخوانية فى بريطانيا، على حد وصف جلوبال واتش، وهو «أنس التكريتي»، رئيس مؤسسة قرطبة الإعلامية فى لندن، وهى المؤسسة التى تتلقى تمويلا مباشرة من قطر وتعد بمثابة الكيان الدعائى رقم واحد للإخوان فى بريطانيا، وأنس التكريتى هو ابن أسامة التكريتى أحد قادة الحزب الإسلامى العراقى الذى يمثل جماعة الإخوان فى العراق، وإلى جانب إدارته لمؤسسة قرطبة، يساهم فى إدارة مبادرة المسلمين البريطانيين والتى تعد أحد أهم الكيانات التابعة لجماعة الإخوان فى بريطانيا.

ومن الشخصيات الأخرى التى تظهر فى الصور الرسمية للمؤتمر وتؤكد حقيقة أن المجلس الأمريكى للمنظمات الإسلامية هو المظلة الجديدة للتنظيم الدولى للإخوان، محمد كزبر رئيس مسجد فينسبرى بارك فى لندن والمعروف بسيطرة الإخوان عليه، وكان القيادى الإخوانى أبوحمزة المصرى هو من يتولى إمامة مسجد فينسبرى قبل القبض عليه فى عام 2004 وتوجيه تهمة بث الكراهية ضد غير المسلمين إلى جانب مجموعة من التهم الأخرى حيث حكم عليه بالسجن لمدة سبع سنين.


3- صداقة أوباما

يكشف الموقع الخاص بالمجلس الأمريكى للمنظمات الإعلامية عن العلاقة الوثيقة التى تجمعه بالبيت الأبيض رغم كونه كيانا حديثا للغاية، لكن فيما يبدو فإن التنظيم الذى تأسس فى عام 2014، والذى تصفه بعض المواقع الغربية بأنه أقرب لحزب سياسى يمثل الإخوان، نجح فى صنع علاقة وطيدة مع إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما.

من ناحية أخرى فإن المجلس الجديد يضم فى عضويته 8 منظمات، تمثل واجهة لجماعة الإخوان المسلمين فى أمريكا، وهى نفس المنظمات التى تربطها علاقة طويلة الأمد بالرئيس الأمريكى باراك أوباما، هذه المنظمات هى مسلمو أمريكا من أجل فلسطين، مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية، اتحاد المسلمين فى شمال أمريكا، جمعية المسلمين الأمريكان، الصندوق الإسلامى القانونى لأمريكا، أمة الإسلام فى أمريكا الشمالية، وأخيرا منظمة عطاء المسجد.