في اليوم العالمي لـ "الدرن".. "الصحة" تستعرض نجاحاتها في مكافحة المرض

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


شاركت وزارة الصحة والسكان، صباح الخميس، منظمة الصحة العالمية، في الاحتفال بـ"اليوم العالمي للدرن" وذلك بالمعهد القومي للتدريب، بحضور الدكتور محمد عوض تاج الدين وزير الصحة الأسبق، والدكتور هشام عطا مساعد الوزير لقطاع الطب العلاجي، والدكتورة رحاب عبدالحي ممثلا عن منظمة الصحة العالمية، والدكتور وجدي أمين مدير البرنامج القومي لمكافحة الدرن وعلاج مرضى الدرن. 
وقال الدكتور هشام عطا، مساعد وزير الصحة لقطاع الطب العلاجي، إن الوزارة تولى اهتماما كبيرا بالأمراض الصدرية ضمن استراتيجيتها لرفع المستوى الصحي للمواطن المصري، بشقيها الوقائي والعلاجي، والتي يتم تنفيذها من خلال وحدات الصدر المنتشرة بجميع أنحاء الجمهورية وعن طريق الفرق الطبية المدربة بتلك الوحدات.
فيما أكد الدكتور خالد مجاهد، المتحدث الرسمي للوزارة، أن مرض الدرن هو أحد التحديات الصحية التي تواجه القطاع الصحي في مصر، لما له من أبعاد اجتماعية واقتصادية مهمة، بجانب البعد الصحي، لذا فإنه يمثل مشكلة كبيرة.
وأوضح أن الوزارة تقوم بتوعية المجتمع لحجم مشكلة مرض الدرن محليًا وعالميًا، وأعراضه والتشخيص والعلاج، وأهمية تكاتف الجهود مع الهيئات والمنظمات المختلفة لمكافحة المرض بين كافة قطاعات المجتمع. 
وأشار إلى ضرورة حماية المجتمع من مرض الدرن، والحد من انتشاره عن طريق الاكتشاف المبكر ومعالجة حالات الدرن، لكى نحمى المخالطين من انتقال العدوى إليهم وإصابتهم بالمرض.
وقال: رسالة اليوم العالمي لمكافحة الدرن هذا العام، ترتبط بأهمية التعاون من أجل القضاء على مرض الدرن بحلول عام 2030 وتحمل أعباء مسؤولية مكافحة الدرن بين جميع الأطراف المعنية، وينصب الاهتمام الأول على الدعوة إلى ضرورة توحيد الجهود على جميع المستويات حتى نتمكن من أجل التغلب على التحديات التي تواجهنا وحتى نتمكن في النهاية من القضاء على المعاناة التي يسببها الدرن في بلدنا الحبيب.
ومن جانبه أكد د. وجدي أمين، مدير البرنامج القومي لمكافحة الدرن، أن منظمة الصحة العالمية أطلقت استراتيجية " DOTS " " العلاج قصير الأمد تحت الإشراف المباشر " للتغلب على عدم انتظام مرضى الدرن في تناول الجرعة اليومية للعلاج، وتبنت مصر هذه الاستراتيجية ابتداء من عام 1996 ويتم تطبيق من خلال وحدات الصدر ووحدات الرعاية الصحية الأساسية، حيث يقدم العلاج للمرضى بالمجان، تحت الإشراف المباشر يوميا وقد بلغ معدلات شفاء الحالات أكثر من 85 % بعد تطبيق هذا النظام.

وأضاف أن البرنامج القومي لمكافحة الدرن في مصر، يقدم خدمات الاكتشاف المبكر لمرضى الدرن من خلال 34 مستشفى صدر، 123 مستوصف للأمراض الصدرية منتشرة بجميع المحافظات.
وقال: يتم تحويل الاشتباه من خلال جميع وحدات الرعاية الصحية الأساسية، كما تم تزويد معامل المستشفيات والمستوصفات بوسائل التشخيص المعملية لمرض الدرن، حيث يتم عمل تحاليل البصاق للحالات المشتبهة في هذه المعامل للتأكد من الإصابة بالمرض بالإضافة إلى تقديم خدمة الفحص بالأشعه على الصدر بالمجان.
وتابع: هناك تعاون وتنسيق بين برنامج مكافحة الدرن والمستشفيات الجامعية ومستشفيات وزارتي الدفاع والداخلية والمتعاملين مع اللاجئين من خلال الترصد الوبائي لمرض الدرن، كما يتم التنسيق مع مصلحة السجون للاكتشاف المبكر وتقديم العلاج المجاني لمرضى الدرن بين نزلاء السجون، وكذلك يتم الفحص الدوري المجاني للمخالطين لمرضى الدرن للاكتشاف المبكر لحالات الإصابة وعلاجها، الفحص الجموعي من خلال 16 وحدة لفحص المواطنين في المناطق العشوائية والمعسكرات والمناطق السكانية ذات الكثافة العالية.
وأكد أنه يتم توفير أدوية الصف الثاني للمرضى، التي يستمرون عليها لمدة عامين عن طريق البرنامج القومي لمكافحة الدرن ويتم إعطائها للمرضى بالمجان وتصل تكلفة العلاج الى حوالى 4000 دولار أمريكي مقارنة بالعلاج العادي الذي يتكلف حوالى 1000 جنيها مصريا فقط
فيما ينتهج البرنامج سياسة الكشف المبكر عن هذا المرض، وتم استقدام أحدث الأجهزة التي تكتشف الميكروب خلال ساعتين وهو ما يعرف بجهاز (الجين اكسبرت) وتم البدء في تشغيل أول جهاز خلال مايو 2015 وتم توزيع 9 اجهزة تخدم مناطق القاهرة الكبرى والدلتا والصعيد كما يوجد خطة لزيادة عدد 10 أجهزة أخرى خلال العام 20152016
وأوضح مدير البرنامج القومي، أن التقرير السنوي لمنظمة الصحة العالمية لمرض الدرن لعام 2015، الذى يعتبر عام انتهاء الأهداف الإنمائية وبداية استراتيجية جديدة لمكافحة مرض الدرن وهى (إستراتيجية القضاء على الدرن End TB Strategy ).
وجاء بالتقرير بالنسبة لوضع الدرن عالميا كالتالي: "يقدر عدد المصابين بالدرن عالميا بعدد 9.6 مليون مريض جديدة منها 5.4 مليون بين الذكور البالغين و3.2 مليون بين الإناث البالغين ومليون بين الأطفال، تم اكتشاف حوالى 6 مليون مريض جديدة بنسبة اكتشاف 63% من الحالات المتوقع اكتشافها ووصلت نسبة نجاح علاج الحالات 86%،تم علاج حوالى 43 مليون مريض ما بين عامي 2000 إلى 2014، انخفضت حالات الوفاة بسبب الدرن بنسبة 47% الى ما كانت عليه عام 1990 وهذا التحسن الملحوظ ظهر بصورة أفضل منذ عام 2000، 1.2 مليون مريض إصابة درنية بلغت بين المصابين بمرض نقص المناعة المكتسب (الايدز).
ويقدر عدد المصابين بالدرن المقاوم للأدوية حوالي 480 ألف مريض تم اكتشاف 123 ألف منهم بنسبة تقدر بحوالي 25%، تلقى العلاج منهم 111 ألف مريض، يأتي الدرن فى المرتبة الخامسة من مسببات الوفيات فى الإناث فى الفئة العمرية 25-49 سنة حيث توفيت بسبب الدرن 480،000 أنثى خلال عام 2014 وبلغت حالات الوفاة بسبب الدرن حوالي 1.5 مليون مريض وفاة منها 0.4 مليون بين المصابين بالايدز.

أما بالنسبة لوضع مرض الدرن بمصر، فاستطاعت تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية في مجال مكافحة الدرن حيث " انخفض معدل انتشار الدرن من 85 مريض لكل 100 ألف من السكان لعام 1990 إلى 26 مريض لكل 100 ألف من عدد السكان عام 2014، انخفض معدل حدوث المرض من 34 مريض لكل 100 ألف من السكان لعام 1990 إلى 15 مريض لكل 100 ألف من عدد السكان عام 2014.

وانخفض معدل الوفيات من المرض 4 لكل 100 ألف من السكان لعام 1990 إلى 0.3 مريض لكل 100 ألف من عدد السكان عام 2014،بلغت عدد الحالات المكتشفة 7177 مريض بكل أنواع الدرن عام 2015 و8132 حالة خلال عام 2015 بنسبة 64% من الحالات، بالنسبة لحالات الدرن المقاوم للأدوية طبقا لأخر دراسة تمت عام 2012 نسبة 3.4% بين الحالات الجديدة و15% بين حالات إعادة العلاج وهو ما يعنى وجود حوالى 260 درن مقاوم لأدوية الصف الأول أو على الأقل أهم عقارين لعلاج الدرن وهما الريفامبسين والايزونيازيد

كما رصد التقرير سبق مصر في علاج الدرن المقاوم للأدوية في منطقة شرق المتوسط حيث تم البدء فى علاج مرضى الدرن المقاوم للأدوية من عام 2006 بالبدء بأول قسم بمستشفى صدر العباسية 65 سرير، ثم صدر المعمورة 40 سرير عام 2008 ثم صدر المنصورة 40 سرير عام 2012 وجارى حاليا التخطيط لقسم رابع يخدم مرضى الصعيد بمستشفى صدر أسيوط بسعة 28 سرير.
جدير بالذكر أن "بي سي جي" هو لقاح يتم استخدامه منذ أكثر من ثمانين عاما مضت، ومازال يستخدم في كل بلد على وجه التقريب، وبلغت نسبة التغطية به في مصر حوالى 98-99% وهو من ضمن مجموعة التطعيمات الإجبارية للأطفال ويعطى في الشهر الأول بعد الولادة مباشرة.ويقي اللقاح من الإصابة بأشد أشكال الدرن مثل التهاب السحايا الدرني والدرن الدخني.

كما أن الأدوية المضادة للدرن تتوافر منذ عام 1940 المعالجة الفعالة بالمضادات الحيوية، واليوم يمكن بسهولة شفاء المرضى من الدرن باستخدام المعالجة الكيميائية القصيرة الأمد تحت الإشراف المباشر (DOTS).
فيما أشادت منظمة الصحة العالمية بالجهود التي تبذلها وزارة الصحة والسكان فى مكافحة الدرن، واعتبرتها نموذجًا يحتذي به في تطبيق استراتيجية مكافحة الدرن بين دول إقليم شرق المتوسط.