«عربية كبدة ورسالة دكتوراه».. الطريق إلى «الأم المثالية» (تقرير فيديو)

الفجر السياسي

بوابة الفجر


بمرورك بجوار محلها الذي لا تتعدى مساحته المترين مربع، تنظر على «الجريل» التي تطل على الرصيف المجاور ومن الناحية الأخرى تقبع عربة الكبدة التي تتعدد فوقها أصناف كثيرة من المأكولات السريعة وأكياس الخبز، تجد زحاماً يزداد ساعة تلو الأخرى من الزبائن.

تقف الحاجه «أمل» لتلبي طلبات زبائنها من الأصناف التي صنعتها بيدها ويساعدها في ذلك زوجها فهي كما يقولون إنها أنثى بمائة رجل.

«إسمي الحاجة أمل زكي أحمد، شغالة فى المهنة دي طول عمري»، هكذا بدأت حديثها معنا لتروي بعد ذلك تفاصيل عملها في مهنة الرجال، وتضيف: «كنت أعمل مع أمي وأنا أدرس شهادتي الأولى حتى حصلت على بكالوريوس التجارة، ولا تسألني لماذا لا أعمل بالشهادة لأني أحب هذه المهنة، وبعد زواجي ذهبت لأعمل مع زوجي في محل أبيه ومنذ ستة سنوات قررنا أن نعمل منفصلين عن والده فأخذنا هذا المحل الصغير وربنا كرمنا به لموقعه الحيوي فهو يقع بالقرب من ميدان رمسيس».


«كبده وسجق وبرجر وسوسيس» أصناف المأكولات التي تقدمها، والتى تعدها خصيصًا عند محال الجزارة، بجانب ساندوتشات «البيض بالبسطرمة والحلاوة بالقشطة الجبن الكيري».

وأضافت أمل: «الأكل اللي هنا أنا باكل منه بيتي ساعات وبعمل الأكل للزبون كأنه واحد من ولادي».

وعن بداية يومها تقول: «بقوم الصبح بدري أتسوق وأجيب احتياجاتي من السوق وبعد كده بفتح المحل الساعة 8 أو 9 الصبح، وأبدأ بالطهو واستقبال الزبائن، وربنا بيكرمنا لحد مانشطب الساعة 11 أو 12».

وتعتبر «أمل» أمًا مثالية، لديها من البنون ثلاثة بنات الأكبر تحضر دكتوراه في القانون الدولي، والتي تصغرها تدرس في ليسانس حقوق، والصغري في تجريبي لغات، ومن هنا كانت شهادة الحاجة أمل الثانية «ليسانس الحقوق» والتي قصت لماذا حصلت عليها بعدما كانت تذاكر لبنتيها وقت أن كانتا تدرسن الحقوق.