هيئة شؤون الأسرى: 17 أسيرا من القدس استشهدوا في سجون الاحتلال
قال عبد الناصر فروانة، رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى، وعضو اللجنة المكلفة بإدارة شؤون الهيئة في قطاع غزة، أن مدينة القدس قدمت لحركة النضال الفلسطيني العديد من الشهداء والقادة والرموز والكوادر الفاعلة، الذين أدوا دورًا مميزًا في إدارة المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، وشكّلوا أعمدة أساسية لكفاح الشعب الفلسطيني العظيم، وأن سلطات الاحتلال فشلت في تحقيق مآربها أمام إصرار المقدسيين على التمسك بهويتهم وحقوقهم، رغم إمعانها في إجراءاتها التعسفية وانتهاكاتها الفظة وجرائمها المتعددة بحقهم، كما ولم تتمكن من دفع أبناء المدينة المقدسة للتخلي عن عنقهم الوطني والإسلامي.
وأضاف: أن الإجراءات الإسرائيلية لم تنجح كذلك في عزلهم عن جسد الحركة الوطنية الأسيرة في سجونها، فكانوا ندا للسجان والتحموا مع إخوانهم في مواجهة إدارة السجون، وقدموا للحركة الأسيرة العديد من النماذج والقادة الذين شكّلوا أعمدة أساسية للحركة الأسيرة.
وتابع أن (17) أسيرا من القدس المحتلة استشهدوا في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1967، جراء التعذيب والإهمال الطبي المتعمد، والإعدام الميداني بعد اعتقالهم، منهم :"قاسم أبو عكر، الحاج رمضان عاشور البنا، اسحق مراغة، عمر القاسم، مصطفى العكاوي، حسين عبيدات، محمد أبو هدوان، جمعة موسى"، وغيرهم، فضلا عن آخرين استشهدوا بعد تحررهم نتيجة لأمراض ورثوها عن السجون، أو جراء القتل العمد بعد السيطرة عليهم.
وأوضح فروانة أن الأسير (قاسم عبد الله أبو عكر) الذي استشهد في سجن المسكوبية في 23 مارس عام 1969، يُعتبر أول الشهداء من الأسرى المقدسيين الذين استشهدوا داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي بعد احتلال الشطر الشرقي للقدس عام 1967.
وكان الشهيد (أبو عكر) وهو متزوج ولديه ولد اسمه (خالد) قد اعتقل من بيته في مدينة القدس المحتلة، أوائل آذار من عام 1969، على رأس مجموعة اتهمت بالانتماء لحركة " فتح" ومقاومة الاحتلال، وزُج به في معتقل المسكوبية، وتعرض لصنوف مختلفة من التعذيب الجسدي والنفسي، واعتقال زوجته بهدف الضغط عليه، فما كان منه سوى الصمود وعدم الاعتراف، ولم تنل فترة التعذيب القاسية من عزيمته، وفشل السجان بجبروته في انتزاع ولو حرف واحد منه، فلجأ إلى الانتقام منه وتعذيبه بدرجة أكثر قسوة مما أدى الى استشهاده في أقبية التحقيق وذلك بتاريخ 23-3-1969.
وفي السياق ذاته دعا فروانة إلى التحرّك بكافّة السّبل الممكنة لتحسين أوضاع المقدسيين وتثبيت حقوقهم وتعزيز صمودهم في وجه تعنّت الاحتلال، والعمل على تحرير أسرى القدس من سجون الاحتلال وتوفير مستوى لائق من الحياة الكريمة لهم بعد تحررهم، فلا معنى للحديث عن التمسك بالقدس وحرية الأرض والمقدسات دون تحرير الإنسان وحماية واقعه ومستقبله من استهداف المحتل الإسرائيلي.