71 عاماً على تأسيس "الجامعة العربية".. حلم الوحدة الذي يبحث عن التحقق

تقارير وحوارات

بوابة الفجر



ظل حلم "الوحدة العربية" يراود الأمة حتى 22 مارس عام 1945 الذي استطاع توحيد كلمة العرب ضد العدو الصهيوني، بفرض حصار اقتصادي وسياسي على إسرائيل مع بداية تأسيس الجامعة العربية التي تحل اليوم ذكراها الـ 71، وتعد أحد أهم الهيئات السياسية التي شاركت في عدد من القضايا المحورية في العالم العربية وخاصة القضية الفلسطينية التي شكلت على أساسها.
"أيدن" اللغز وراء فكرة الجامعة العربية
ظهرت فكرة تأسيس الجامعة العربية، حينما ألقى أنتوني أيدن وزير خارجية بريطانيا في 19 مايو 1941، خطاباً ذكر فيه: "أن العالم العربي قد خطا خطوات عظيمه منذ التسوية التي تمت عقب الحرب العالمية، ويرجو كثير من مفكري العرب للشعوب العربية درجة من درجات الوحدة أكبر مما تتمتع به الآن، وأن العرب يتطلعون لنيل تأييدنا في مساعيهم نحو هذا الهدف"، ثم عاد في 24 فبراير 1945، ليقول في مجلس العموم البريطاني، أن الحكومة البريطانية تنظر بعين العطف إلى كل حركة بين العرب ترمى إلى تحقيق وحدتهم الاقتصادية والثقافية والسياسية.
"النحاس" يتباحث حول إقامة الجامعة العربية
 وبعد عام من خطاب "أيدن" دعا مصطفي النحاس، رئيس الوزراء المصري، كلا من رئيس الوزراء السوري جميل مردم ورئيس الكتلة الوطنية اللبنانية بشارة الخورى للتباحث معهما في القاهرة حول فكرة إقامة جامعة عربية، وكانت أول مرة تثار فيها فكرة الجامعة العربية بمثل هذا الوضوح.
وعقد "النحاس" مؤتمر لمناقشته ، وعلى إثر ذلك بدأت سلسلة من المشاورات الثنائية بين مصر من جانب وممثلي كل من العراق وسوريا ولبنان والسعودية والأردن واليمن من جانب آخر ، واجتمعت لجنة تحضيرية من تلك الدول، وتم الاتفاق على تسمية الرابطة لهذه الوحدة "جامعة الدول العربية" واتفقا على ألا تمس استقلال الدول العربية وسيادتها.
توقيع ميثاق الجامعة العربية
 وفى يوم 22 مارس سنة 1945، تشكلت الجامعة العربية، وتم تدشين بروتوكولها الأساسي بمدينة الإسكندرية وتم التوقيع على ميثاقها من قبل مندوبي الدول العربية عدا السعودية واليمن اللتين وقعتا على الميثاق في وقت لاحق، وكانت الدول الأعضاء وقت التأسيس سبعة دول فقط هي: مصر ولبنان وسوريا والعراق والسعودية واليمن والأردن، بحضور مندوب ممثل للأحزاب الفلسطينية، ثم توالت الدول العربية بعد استقلالها وانضمت إلى الجامعة فيما بعد 15 دولة، وكانت آخر دولة انضمت للجامعة جزر القمر العام 1993.
"الجامعة العربية" والقضية الفلسطينية
القضية الفلسطينية هي الهدف وراء تأسيس الجامعة العربية، أي بعدما احتل الصهاينة الأرض العربية في فلسطين بالقوة المسلحة وطردت أهلها وقامت بعدد من المجازر المروعة، ما استدعى وقفة عربية موحدة في مواجهة هذا المد المتطرف للإسرائيليين، وكانت الجامعة العربية أول من اعترف بالسلطة الفلسطينية ممثلة في منظمة التحرير الفلسطينية عام 1952.
"كامب ديفيد" وراء تجميد عضوية مصر 10 سنوات
قررت الجامعة العربية في مايو 1951م، تنظيم المقاطعة الاقتصادية على إسرائيل، واستمر حتي ثلاث عقود، الأمر الذي وسع من مجال عزلة إسرائيل الاقتصادية والتي تطورت إلى عزلة سياسية، ولكن عندما وقعت الحكومة المصرية معاهدة الصلح مع إسرائيل عام 1979م، المعروفة باتفاقية كامب ديفيد والتي تم في 17 سبتمبر 1978 بين الرئيس محمد أنور السادات ورئيس وزراء إسرائيل مناحيم بيجن، المعروف بميوله للعمل الصهيوني، وهو ما أثار غضب باقي الدول العربية.
ونتج عن تلك الاتفاقية، تعليق عضوية مصر في جامعة الدول العربية من عام 1979 إلى عام 1989 م، وعقدت الدول العربية مؤتمر قمة رفضت فيه كل ما صدر عن اتفاقية السلام، كما اتخذت قراراً بنقل مقرها من القاهرة إلى تونس احتجاجا على ما قامت به مصر وأنهت حالة الحرب بينها وبين وإسرائيل.
أمناء الجامعة العربية
تولى منصب أمين عام جامعة الدول العربية 8 من أبرز الدبلوماسيين المعروفين على مستوى الوطن العربي، 7 منهم مصريين، وواحد فقط تونسي.
عبد الرحمن عزام.. جيفارا العرب
أول من تولى منصب أمين عام جامعة الدول العربية، في 22 مارس 1945، حتى عام 1952م، أطلق عليه جيفارا العرب، لمشاركته في أكثر من محفل عسكري وسياسي أبرزها المشاركة في الحرب ضد الإنجليز، كما أنشأ الجيش المرابط خلال الحرب العالمية الثانية.
محمد عبد الخالق حسونة
الأمين العام الثاني لجامعة الدول العربية، خلفا لعبد الرحمن عزام عام 1952م، حتى عام 1972م.
محمود رياض
 ثالث أمين عام لجامعة الدول العربية، وهو رجل عسكري مصري، خلفاً لحسونة، في يونيو عام 1972م، شارك في مؤتمرات القمة العادية السادس والسابع والثامن والتاسع، واستقال قبل انعقاد المؤتمر العاشر، في مارس 1979.
الشاذلي القليبي
رابع أمين عام لجامعة الدول العربية، وهو تونسي الأصل، تولى منصبه في الفترة من عام 1979م وحتى عام1990م، عندما كان مقرها تونس بعد اتفاقية كامب ديفيد.
أحمد عصمت عبد المجيد
خامس من تولوا منصب أمين عام جامعة الدول في عام 1991م وحتى عام 2001م، شارك في عمليات التفاوض بين مصر وأكثر من دولة كبرى عقب الحروب المختلفة التي خاضتها مصر.
عمرو موسى
سادس من تولوا منصب أمين عام جامعة الدول العربية عام 2001م بعد أن كان وزيرا للخارجية المصرية، وترك منصبه كأمين للجامعة عام 2011م.
نبيل العربي
يعد الأمين العام السابع الذي تولى منصب أمين الجامعة العربية، في 15 مايو 2011، وظل حتي مقتبل عام 2016، إلا أن أعلن عدم تجديد ترشحه على المنصب، شارك في حل أزمة المصريين العالقين بتونس والنازحين ليبيا هربا من مجازر الرئيس السابق معمر القذافي.
أحمد أبو الغيط
ولد 12 يونيو 1942، في 10 مارس 2016 اختير لمنصب أمين عام جامعة الدول العربية خلفا لنبيل العربي الذي تنتهي ولايته في نهاية يونيو 2016، وشغل سابقاً منصب وزير خارجية جمهورية مصر العربية منذ يوليو 2004 حتى مارس 2011.