رحلات السقوط.. ننشر أبرز 5 حوادث للطائرات في العالم
الطيران هو وسيلة التنقل الأكثر أماناً من بين جميع وسائل المواصلات والسفر، لأنها الوسيلة الأقل تعرضاً للحوادث وأخطاء السائقين، فلا هي تنتقل براً فتتعرض لأخطاء السائقين أو تهدم الطرق وتكسرها، ولا هي تنتقل بحراً فتكون عرضة لتقلبات البحر وعواصفه.
لكن حين تتعرض الطائرة لحادث لأي سببٍ كان، من سوء أحوال جوية، أو خطأ يرتكبه الطيّار، أو تعرض أحد أجزائها لأي عطل أثناء تحليقها في الجو، أو حتى حادث إرهابي أو حادث اختطاف، فإنه نادراً ما ينجو أي من ركابها حيث في الجو ليس هناك منقذ ولا معين.
وقع اليوم حادث أليم سقطت فيه طائرة تابعة لخطوط "فلاي دبي" الإماراتية، قبيل هبوطها بمطار مدينة روستوف أون دون الروسية، الذي كان من المقرر لها الهبوط فيه، نتج عن تحطم الطائرة مقتل جميع من كانوا على متنها من ركاب وكذلك طاقم الطائرة.
على الفور أعلن الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم عن تشكيل غرفة عمليات لإدارة الأزمة والوقوف على أسباب تحطم الطائرة، الذي تنوعت تصريحات المسئولين الإماراتيين وكذلك الروس عن أسبابه، فالبعض توقع أن تكون الطائرة قد تحطمت بسبب سوء الأحوال الجوية، أو خطأ من الطيار، أو عدم وضوح الرؤية قبل الهبوط.
كما أعلن الشيخ أن سفارة دولة الإمارات قامت بافتتاح مكتب لمتابعة التطورات، ومساعدة أهالي الضحايا بكل الصور الممكنة.
أما عن جنسيات الركاب فهم 44 روسي و8 أوكرانيين و هنديان وأوزباكستاني.
الطائرة المنكوبة كانت من طراز "بوينج 737 ماكس" وهي واحدة من أكثر طائرات الركاب استخداماً، وهي من إنتاج شركة "وينج أيركرافت كوروبوريشن" والتي مازالت تُصنّع حتى الآن.
تمتلك شركة فلاي دبي أسطولاً يضم 75 طائرة من نفس الطراز، وتلك تعد الحادثة الأولى في تاريخ الشركة منذ إنشائها عام 2008.
عُثِر على أحد الصندوقين الأسودين ومازال البحث عن الصندوق الثاني جارٍ، والجميع الآن في انتظار نتائج التحقيق التي من المفترض أن توضح أسباب وقوع تلك الكارثة.
ورصدت "الفجر" مجموعة من كوارث سقوط الطائرات على مدار السنوات الماضية، والتي جاء أبرزها:
الطائرة الروسية
في أكتوبر من عام 2015 سطقت طائرة ركاب روسية من نوع إيرباص 321، تابعة لشركة "كوجاليم أفيا"، في سيناء المصرية، ولقي كل ركاب الطائرة مصرعهم، وكان عددهم 224 شخص.
وتشكلت لجنة مصرية روسية للوقوف على أسباب سقوط الطائرة، التي نفت مصر احتمالية أن تكون الطائرة تحطمت بسبب حادث إرهابي، حيث أن مصر ـ في ذلك الوقت ـ دولة تعاني من الإرهاب وتحاربه.
وفي نوفمبر 2015 أكدت هيئة الأمن الفيدرالية الروسية أن الطائرة وقعت بفعل إرهابي، الأمر الذي نفته السلطات المصرية نفياً قاطعاً وأعلنت أن تصريحات الجانب الروسي سابقة لانتهاء التحقيقات.
في الوقت ذاته أعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن الحادث في بيان له، مشيراً إلى أن إسقاط الطائرة جاء في رد على التدخل الروسي في سوريا، الأمر الذي أكده الجانب الروسي حيث أشار إلى أنه تم تفجير الطائرة بواسطة قنبلة بدائية الصنع، تم وضعها داخل عبوة أحد المشروبات الغازية.
لم يعترف الجانب المصري اعترافا صريحاً أن الطائرة سقطت نتيجة لعمل إرهابي إلا في شهر مارس 2016، وجاء هذا الاعتراف بشكل ضمني في خطاب للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
هذا وقد أوقفت روسيا وبريطانيا رحلاتهما من وإلى مصر بعد الحادث، ومن المقرر أن يتم استئناف حركة الطيران المتوقفة منذ وقوع الحادث بعد حوالي أسبوعين.
الطائرة الماليزية
17 شهر هي مدة اختفاء الطائرة الماليزية "ام اتش 370".. الطائرة من نوع بوينغ 200ـ777 إي آر التابعة للخطوط الجوية الماليزية، وذلك في الرحلة رقم 370 بين كوالالمبور وبكين، وعلى متنها 227 راكب و12 من طاقم الطائرة.
تعد هذه الحادثة واحدة من أكثر حوادث الطيران غرابة في التاريخ، فقد اختفت الطائرة ولم يعثر لا على أثر لمدة 17 شهر، رغم تعدد وسائل البحث عنها من طائرات وسفن وأقمار صناعية.
تعددت الاحتمالات والفرضيات عن مصير الطائرة وأسباب اختفائها، بين احتمال انفجار الطائرة، وبين احتمالية خطفها، وبين أن يكون الطيار قد أسقطها عن طريق الخطأ أو متعمداً بسبب اعتراضه على أمور سياسية معينة.
استطاعت السلطات الماليزية العثور على قطعة من حطام الطائرة غرب المحيط الهندي قرب جزيرة "رينيون" الفرنسية، وأكدت السلطات الماليزية بعد تحليل ذلك الحطام أنه تابع للطائرة المفقودة، وكانت الطائرة قد اختفت في الثامن من مارس عام 2014، وعثر عليها في الخامس من أغسطس 2015.
الطائرة المصرية
في الثالث من يناير عام 2004 سقطت طائرة مصرية عقب إقلاعها من مطار شرم الشيخ، في الرحلة رقم 604.
كانت الطائرة المنكوبة من طراز "بوينغ737" تابعة لشركة الطيران المصرية فلاش إيرلاينز، وكانت تقل 139 من الركاب الفرنسيين وطاقم الطيران لقوا جميعاً حتفهم.
انتقل بعد الحادث مباشرة وزير الطيران السابق أحمد شفيق بمصاحبة فريق رفيع المستوى للوقوف على أسباب وقوع الحادث.
كان هناك اشتباه في ان يكون الحادث وقع جراء عمل إرهابي رداً على منع ارتداء الحجاب في باريس، الأمر الذي ثبت خطؤه بعد الانتهاء من التحقيقات التي أثبتت أن الحادث وقع نتيجة خطأ ارتكبه الطيار.
ويذكر أن هيئة الطيران السويسرية كانت قد منعت طائرات شركة فلاش إير لاينز من التحليق فوق أرضها منذ العام 2002، وبعد هذا الحادث أعلنت الشركة إفلاسها.
ويعد الحادث واحد من أكبر حوادث الطيران التي شهدتها الخطوط الجوية المصرية.
الطائرة العراقية
طائرة الخطوط الجوية العراقية أقلعت في الرحلة رقم 163 في رحلة من بغداد إلى عمان في الخامس والعشرين من ديسمبر عام 1986.
حاول أربعة أشخاص اختطاف الطائرة، لكن أمن الطائرة تصدى لمحاولة الخطف فألقى الخاطفون القنابل اليدوية التي ادت إلى سقوط الطائرة ووفاة 60 من الركاب وثلاثة من طاقم الطائرة.
حاولت السلطات العراقية التعتيم على الخبر آنذاك، وكل ما ذكرته هو مقاومة الأمن على متن الطائرة وتكريم الأمن العراقي، نجى من الحادث أكثر من ثلاثين راكب قاموا برواية الحادثة وأجمعوا على أن اثنين من الإرهابيين كانوا تابعين لحزب الله اللبناني، وكانت السلطات العراقية قد اتهمت إيران بتدبير الحادث حيث أن الحرب العراقية الإيرانية كانت في أوجها في ذلك الوقت.