د. نصار عبدالله يكتب: عن الزند والجمل

مقالات الرأي



بعض الشخصيات البغيضة المرفوضة شعبيا عندما تتولى موقعا من مواقع السلطة فى أى نظام فإنها تسىء إلى النظام بأكمله وكثيرا ما تدفع بالنخب المثقفة الحالمة بمستقبل أفضل لهذا الوطن، تدفعها إلى إعادة النظر فى موقفها من صاحب القرار، والمستشار أحمد الزند خير مثال على ذلك ، فقد دفع تعيينه وزيرا للعدل بكاتب مثقف موهوب هو الأستاذ جمال الجمل «لم يقدر لى للأسف الشديد أن ألتقى به يوما لكننى هاتفته يوما شاكرا وممتنا، عندما كان واحدا من الأصوات القليلة التى وقفت إلى جانبى فى مواجهة موجة عارمة انطلقت ضدى تعقيبا على مقال نشرته عن التجربة البرازيلية الرهيبة فى التعامل مع أطفال الشوارع، وقد تبين لى فيما بعد أن الذين أطلقوا شرارتها الأولى كانوا من المنتمين إلى جماعة 6 إبريل التى كانت إذ ذاك ولا زالت تتمترس فى خندق واحد مع جماعة الإخوان» أعتذر عن هذا الاستطراد وأعود إلى الأستاذ جمال الجمل الذى نشر فى المصرى اليوم بتاريخ 5/ 8/ 2015 مقالا أخرجه فيه فيما يبدو تعيين الزند وزيرا عن لهجته الهادئة التى عرف بها!.. فيما يأتى نص المقال مع تصرف يسير: "هكذا يمضى حال العدل والقضاء فى بلد الثورتين.إذن، فلتسقط الحكمة، وليعلن الصابرون يأسهم من انتظار ما لن يجيء، فالعدل من العنوان يبان، ومن الوزير نعرف السلطان، والحكم مهما تخفى بوعود المستقبل فهو يتشكل دائما على شاكلة الأعوان.. أعرف أن للسلطة مقتضياتها وتوازناتها، وأعرف أن هناك ضرورات تضغط على صاحب القرار، وأعرف أن القديم مازال أقوى، وأن الجديد جنين ضعيف لا يقوى وحده على الصمود والانطلاق دون قابلة للولادة وبيئة صالحة للنمو، لذلك لا أطلب الاكتمال، ولا أنتظر تحقيق الأهداف قبل تحديد الوسائل وامتلاك الأدوات، ولا أحاسب أحدا على موقفه من السباق ونحن لانزال فى أول الطريق.أنا فقط أطلب الصدق، الجدية، أحاسب على ما يظهر من النية، وأنتظر ثمار ما نزرعه بأيدينا، فنحن لن نجنى من الشوك العنب.. والزند شوك يا سيادة الرئيس.. الظلم شوك.. الفساد شوك.. العنف شوك.. الجهل شوك.. الإهمال شوك.. الغطرسة شوك.. ذئاب الإعلام شوك.. نعاج الإعلام شوك.. بلادة البيروقراطية شوك.. تفكك النسيج الاجتماعى شوك.. ضعف الأحزاب شوك.. تجاهل مشاعر الشعب شوك.. إهانة مبادئ الثورة شوك.. لقد وعدنا الرئيس بالعنب، فصبرنا وتحملنا، حتى يستأصل شوك النظام القديم ويزرع مكانه فواكه الثورة، فإذا بالشوك ينتشر ويتوغل ويستمر، والرئيس يستهين بتعهداته، فيقبل باستقالة الناطق باسم جمعية المنتفعين بالتوريث فى مجال القضاء، ويعين مكانه عراب التوريث.. لا اعترض على الزند بشخصه، فالشخص لا يعنينى ولا ألتفت إليه، ما يعنينى هو تدنى المستوى، ما يعنينى أن تفسح الدولة مكانا لأمثال محمد فودة، ومرتضى منصور، وأحمد موسى، وسما المصرى، وريهام سعيد،.. ما يعنينى أن يقبل الرئيس السيسى حوله أمثال الزند، فى وقت نريد فيه أن نشعر بالتغيير نحو الأفضل، والاقتراب ولو ببطء من دولة الثورة. أيها الرئيس.. أنعم بزندك، هذا فراق بينى وبينك.