علماء «الأوقاف»: تحقيق الأمن الغذائي لأمتنا ولوطننا من أهم فروض الكفاية

أخبار مصر

بوابة الفجر

أقامت وزارة الأوقاف، أمسية دينية من مسجد «قاهر التتار»، تحت عنوان: «فرض الكفاية وأثره في بناء الأمم»، بحضور كوكبة من علماء الأوقاف على رأسهم الشيخ صفوت نظير - مدير مديرية أوقاف القاهرة، والدكتور مصطفى بهجت - مدير إدارة النزهة.

وقدم الأمسية الدكتور سامي محمد الصباغ - إمام المسجد، مشيدًا بجهود وزير الأوقاف في الرقي بالدعوة والدعاة، واختياره لهذا الموضوع المهم، نظرًا لحاجة المجتمع إليه في وقتنا الحاضر، وافتتحت بتلاوة مباركة لآيات من القرآن الكريم للقارئ الشيخ طه النعماني.

وفي بداية اللقاء أكد الدكتور محمد عبدالحميد خطاب - الباحث بالإدارة العامة للإرشاد الديني، أن هناك أنواعًا عديدة من التكاليف الشرعية تعبدنا الله تعالى بها، تارة على سبيل الفرض، وتارة على سبيل الاستحباب، كما تعبدنا بترك بعض الأمور، تارة على سبيل الإكراه، وتارة على سبيل الحرمة، مشيرًا إلى أن الفرض على نوعين، فرض عين على كل مسلم لا يسقط عنه كالصلاة، وفرض كفاية إذا قام به البعض سقط الإثم عن الباقين، موضحًا إلى أن النبي (صلى الله عليه وسلم) أمر أحد أصحابه أن يتعلم لغة اليهود فتعلمها في خمسة عشر يومًا ، وفي ذلك يقول زيد بن ثابت: أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فَتَعَلَّمْتُ لَهُ كِتَابَ يَهُودِ ، وَقَالَ: «إِنِّي وَاللَّهِ مَا آمَنُ يَهُودَ عَلَى كِتَابِي » فَتَعَلَّمْتُهُ، فَلَمْ يَمُرَّ بِي إِلاَّ نِصْفُ شَهْرٍ حَتَّى حَذَقْتُهُ، فكُنْتُ أَكْتُبُ لَهُ إِذَا كَتَبَ، وَأَقْرَأُ لَهُ إِذَا كُتِبَ إِلَيْهِ”، وهذا من فروض الكفاية في عصر النبوة، أما فرض الكفاية في عصرنا كتطهير سيناء من الإرهابيين والخونة فتقوم به قواتنا المسلحة الباسلة. ومن ثمَّ فإن تعلم الأمور التي تفيد الأمة في حاضرها ومستقبلها ضرورة ملحة لمواكبة العصر.

وفي سياق متصل أوضح الشيخ محمد عيد دخيل -- إمام مسجد السيدة جويرية بنت الحارث بأوقاف النزهة، أن القرآن الكريم أشار إلى فرض الكفاية من خلال قوله تعالى: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} [التوبة: 122]، مشيرًا إلى أنه يقاس على النفرة لطلب العلم، النفرة لطلب الحِرَفِ والمهن، ويأتي على رأس هذه الفروض تحقيق الأمن الغذائي لأمتنا ولوطننا، فذلك من أهم فروض الكفاية، وكذا التكافل الاجتماعي الذي يعمل على تماسك المجتمع المسلم وترابطه وصعوبة اختراقه.

وفي الإطار ذاته، نبه الشيخ زكريا رمضان العقيلي - إمام مسجد الإمام علي بأوقاف النزهة، إلى أنه ينبغي أن نربي أبناءنا والأجيال القادمة على الفهم الصحيح لفروض الكفاية، ففي هذا العصر الذي تمر به أمتنا العربية والإسلامية لا بد من التحرك مجتمعين حتى نرتقي بمجتمعنا وأمتنا، مشيرًا إلى أن إحياء الفروض الكفائية أصبح وجوبيًّا لتحقيق التقدم والازدهار.