كبار الأدباء والمبدعين يحيون يوم "الثقافة الفلسطينية" بالمجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة
أحيت سفارة دولة فلسطين بالقاهرة، بالتعاون مع المجلس الأعلى للثقافة "يوم الثقافة الفلسطينية"، بعقد مائدة مستديرة تحت عنوان "دور الثقافة في دعم صمود الهوية الفلسطينية"، بحضور وزير الثقافة المصري، حلمي النمنم، واللواء جبريل الرجوب، رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، وسفير دولة فلسطين ومندوبها لدى الجامعة العربية، جمال الشوبكي، وأمين عام المجلس الأعلى للثقافة،.د أمل الصبان، وحشد من الروائيين والشعراء والكتاب، وذلك بالمجلس الأعلى للثقافة بدار الأوبرا المصرية.
افتتحت الندوة الدكتورة، أمل الصبان، أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، ثم تحدث وزير الثقافة حلمي النمنم، حيث أكد أن القضية الفلسطينية ستبقى هم من هموم الثقافة العربية بالرغم من أن القضايا الداخلية العربية هي الأعلى صوتا، وهي التي تشغل بال الشباب حاليا، لكن الرموز الفلسطينية مثل، محمود درويش، كانت وستبقى رمزا للشعر العربي والإنسانية والقضية الفلسطينية والصوت العربي، مؤكدا أن الأرض العربية ولادة وطالما بقي الشعر والثقافة العربية فستبقى القضية الفلسطينية حية.
ومن جهته قدم سفير فلسطين بالقاهرة، جمال الشوبكي، الشكر إلى المثقفين المصريين على وقوفهم إلى جانب المثقف الفلسطيني والثقافة الفلسطينية وحملهم رسالة فلسطين في المراحل المتعددة.
وأشار إلى أن اقتران يوم الثقافة الفلسطينية بميلاد أيقونة فلسطين، محمود درويش، الذي حمل فلسطين في قلبه أينما ذهب نشر صدى القضية أينما ارتحل، وأن ذلك يؤكد أن الثقافة تبقى هي السلاح طويل الأمد والأكثر رسوخا عبر العصور والعامل المركزي في حسم معركة التثبت بالهوية الوطنية، فصار المثقف يجوب بقضيته العالم سفيرا لهويته الفلسطينية، وصارت الحكاية الفلسطينية تنتقل للعالم أجمع بفضل هؤلاء المبدعين الفلسطينيين والعرب الأحرار لتزاحم الكذب الصهيوني في العواصم الغربية، مؤكدا أنه في يوم الثقافة الفلسطينية يثق الشعب الفلسطيني أن قضيته ستبقى حية وحاضرة من جيل إلى جيل طالما تحمل المثقف مسؤوليته الوطنية والقومية مؤكدا أن مثقفي فلسطين ومصر والعالم أجمع سيستمرون في توريث الحقائق وإنصاف نضالات الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.
ومن ثم بدأت فعاليات الجلسة الأولى، والتي أدارها الأديب والناقد الكبير، د. صلاح فضل، وتحدث خلالها، مراد السوداني، الأمين العام للجنة الفلسطينية للثقافة والعلوم، والأمير أباظة، رئيس الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما، ومحمد شعير، رئيس تحرير مجلة "عالم الكتاب"، وفائق جرادة، رئيس الملتقى السينمائي الفلسطيني.
وأكد فيها صلاح فضل، على أن فلسطين في قلب الشعب المصري، وأن اختيار ١٣ من مارس بما يتزامن مع مولد، محمود درويش، هو من أحسن ما اختارته فلسطين، وأن الثقافة الفلسطينية هي جوهر الثقافة العربية، متمنيا أن تسوى كافة المنازعات والانقسام الفلسطيني الذي لا يخدم إلا العدو ويضر الهوية والثقافة الفلسطينية.
من جهته شدد الشاعر مراد السوداني، على أن الثقافة الفلسطينية مزروعة فينا كامتداد الزيت في الزيتون، فهي التي تمنحنا القدرة علي التماسك بالرغم من نزف حبرها الأخضر.
وأكد أن احتلال فلسطين أحدث شرخا في الذاكرة والوعي وفي المكان والزمان والتاريخ الاحتلالى الذي يتعمد نفي الذات الفلسطينية وتبديدها وشرخها.
وقال الأمير أباظة: إن فلسطين عرفت السينما في العشرينات مما يدلل على نهضة المشهد السينمائي مبكرا، مما ساهم في التعبير عن مشاكل القضية الفلسطينية.
وأكد أنه تقرر تبني القضية الفلسطينية في مهرجان إسكندرية السينمائي لتكون القدس في السينما العربية هي محور الأساسي لهذا العام.
ومن جهته أثنى فايق جرادة، على احتضان مصر لمثل هذا الاحتفاء الثقافي، مؤكدا أن ذكرى ميلاد الشاعر، محمود درويش، لم تعن أبدا تميزا للشاعر عن أقرانه أو سابقيه ولاحقيه إلا أن رؤيته الشعرية الإنسانية والوطنية والقومية التنويرية،استطاعت أن تعطي الثقافة الوطنية بعدا جماليا ومعرفيا وإنسانيا يفتخر به.
وانتهت فعاليات اليوم بعرض فيلم (كما قال الشاعر) للمخرج نصري حجاج، والذي إستعرض فيه أعمال الشاعر الكبير محمود درويش.
حضر الندوة لفيف من كبار المبدعين والأدباء والسينمائيين الفلسطينيين والمصريين أبرزهم، إبراهيم عبد المجيد، محمد المنسي قنديل، ناهد صلاح، منى سلمان، هشام أصلان، سارة سهيل، طارق إمام، عبير صنصور، يوسف القدرة، لطيفة يوسف، ولفيف من النقاد والأدباء والسينمائيين والباحثين الفلسطينيين والمصريين والقنوات الفضائية.
جدير بالذكر أنه قد تم تخصيص يوم 13 مارس من كل عام للاحتفاء بالثقافة الوطنية الفلسطينية، وهذا التاريخ يتزامن مع ذكرى مولد الشاعر الكبير محمود درويش.