محمد مسعود يكتب: زلزال فى «البيت الأبيض»

مقالات الرأي



الحرب على الرئيس واستمارة سحب الثقة والحجز على أرصدة النادى فى البنوك


لا يعيش الزمالك أفضل أيامه، بعد مرحلة شهد له الجميع فيها بالاستقرار الإدارى والفنى.. وعودة زمالك اللعب والفن والهندسة، قبل الصعود إلى منصات التتويج من جديد، وكأنه كتب على القلعة البيضاء، كلما صعدت وتقدمت.. عادت وتقهقرت.

الزمالك يسير هذه الأيام بقوة الدفع الذاتى من العام الماضى، وهى الفترة التى تم تدعيم الفريق فيها بلاعبين هم الأفضل والأمهر فى الدورى المصرى، وهو شىء يحسب لرئيس النادى دون غيره، لكن مع نهاية الموسم الرائع، وبداية الموسم الجديد بخسارة مباراة كأس السوبر أمام الغريم التقليدى الأهلى، نجحت الهزيمة فى إفقاد الإدارة قدرة السيطرة على الأمور.

وخرج رئيس النادى ليصرح على الملأ، بأن المدير الفنى البرتغالى "جوزوالدو فيريرا" فاشل رغم فوزه ببطولتى الدورى والكأس وهو إنجاز لم يتحقق منذ ثمانينيات القرن الماضى، وأضاف رئيس النادى فى تصريحه الصادم "فيريرا فاشل.. واللى مش عاجبه يشرب من أى خرارة".

ويبدو أن "الخرارة" لبت نداء رئيس النادى، وفتحت أبوابها على مصراعيها، لتخرج التصريحات والمشاجرات والاتهامات المتبادلة، والأزمات والحجز على أرصدة النادى، ليضرب زلزال قوى أركان البيت البيضاء.. ويهزه هزا.

1- باكيتا ضحية «العالمى»

ترك رحيل البروفسير جوزوالدو فيريرا عن القيادة الفنية لحامل لقب الدورى والكأس، فراغا كبيرا لم ينجح سلفه البرازيلى ماركوس باكيتا أن يملأه رغم السيرة الذاتية الرائعة للمدرب البرازيلى الحاصل مع منتخب بلاده على ذهبية كأس العالم للشباب مرتين، وقام بتدريب مجموعة من أبرز اللاعبين فى العالم.

باكيتا اصطدم برغبات رئيس النادى الذى وصفه بالعناد، وهى سمة لابد ألا يتمتع بها أى مدير فنى يقود الزمالك فى عهد الرئيس الحالى، باكيتا كانت له رؤية كمدير فنى، فى بعض اللاعبين، أبعد البعض عن الملعب، واعتمد على آخرين، شأنه شأن أى مدير فنى جديد، ولأن الفاصل الزمنى بين توليه القيادة الفنية للفريق، وبين بدء الدورى بعد مرحلة التوقف، جعلت نتائجه غير مرضية على الإطلاق، وكان البديل جاهزا وعلى أهبة الاستعداد.

ميدو، ما إن ترك الدراويش بمشاجرة شهيرة مع قائد أولاد العم - كما يحب أن يطلق جمهور الزمالك على الإسماعيلى، عاد اسمه من جديد لقيادة القلعة البيضاء فنيا.. وتولى ميدو المنصب.. وعرض على حازم إمام منصب مدير الكرة والمدرب العام.. ووافق حازم على هذا المنصب "أبوروحين".

سفينة ميدو، أغرقتها أمواج إيفونا وعمرو جمال فى مباراة الديربى الشهيرة، وعلى الفور اتخذ رئيس النادى المعروف بالقرارات الانفعالية قراره بعزل ميدو وحازم من جهاز الكرة.. وإسناد المرحلة الانتقالية إلى رجل جميع المراحل الانتقالية للأبيض محمد صلاح.

عزل ميدو وصفه البعض بأنه تخليص لذنب ماركوس باكيتا، كون ميدو حاول انتقاده أكثر من مرة ووصف طريقة لعبه بغير الملائمة لكرة الزمالك، وأنه لو بقى فى منصبه سيفقد النادى البطولة.. ليرحل باكيتا فى سلام واحترام.. لم يتوفرا فى رحيل ميدو الذى تراشق مع رئيس النادى.. ودخلا فى وصلات اتهامات متبادلة، سحبت من رصيدهما معا فى قلوب الزملكاوية، بينما كان الفائز الوحيد من هذا الخلاف.. حازم إمام.

2- حازم إمام.. ومشروع التوريث

يتمنى الزملكاوية جميعا أن يكون رئيس النادى القادم هو حازم محمد يحيى الحرية إمام، فهو حفيد وابن كابتنى النادى، علاوة على كونه كابتن الزمالك والثعلب الصغير فى جيل ذهبى حصد نحو 19 بطولة، غير أن دماثة الخلق التى يتمتع بها حازم.. ومحبة جماهير الكرة بشكل عام وبمختلف الألوان والميول، ترجح كفته أمام أى مرشح يقف أمامه فى الانتخابات القادمة.

وهل سيخوض حازم إمام انتخابات النادى القادمة؟ مجرد سؤال إجابته لم تولد بعد من رحم رغبته فى إعلان التوقيت، فهو إن آجلا أو عاجلا سيكون رئيسا للزمالك.. وهو المشروع الذى أكد ميدو أنه يجهض مشروع رئيس النادى الحالى لتوريث كرسى القيادة فى عائلته.

بعض الخبثاء أكدوا أن حازم إمام سيخوض انتخابات النادى القادمة (بعد عامين) على مقعد الرئيس، وسيموله من أسفل الطاولة رجل الأعمال ممدوح عباس رئيس النادى السابق وأحد أسباب تأخره فى مرحلة توليه قيادته.

أزمة العالمى ورئيس النادى، خرجت بدورها من التصريحات فى الصحف والمواقع وامتدت إلى بلاتوهات البرامج، ففى الوقت الذى كان ميدو فى ضيافة عمرو أديب، دفع رئيس النادى بالمدرب الاسكتلندى الجديد " أليكس ماكليش" ومعه نجمى الفريق باسم مرسى وأحمد الشناوى، علاوة على إسماعيل يوسف مدير جهاز الكرة، وأحمد مرتضى عضو مجلس الإدارة.

ليظهروا جميعا فى نفس توقيت الحلقة مع الإعلامى وائل الإبراشى، بخلاف ظهور آخر لنجم الفريق محمود عبد المنعم " كهربا" فى برنامج إسلام الشاطر، ليقلل من نسبة مشاهدة حلقة ميدو وعمرو أديب التاريخية، غير أن محاولة رئيس الزمالك باءت بالفشل، وأصبحت " الفضيحة بجلاجل" بين أبناء النادى الواحد، ونقلت المواقع الإخبارية التصريحات لحظة بلحظة، وحققت الحلقة مشاهدة تاريخية على موقع "اليوتيوب".. وبعدها بأيام دفع فريق الكرة بالنادى ثمن الصراع المحموم بين الرئيس والمدير الفنى السابق بخسارة كبيرة أمام "الإنتاج الحربى 1 - 3"، لم تكن بسبب ظلم تحكيمى فقط، بينما بسبب إقحام اللاعبين فى معركة لم يكن لهم أن يخوضوها.

3- المذنبون

فى جميع المعارك تنال الخسارة من الطرفين، قبل أن ينتصر الحق لطرف على حساب آخر، لكن الحقيقة فى معركة المدير الفنى السابق ورئيس النادى، فإن كليهما مخطئ، فلا يصح ولا يقبل أو يجوز أن يسخر رئيس النادى من جسد ميدو، ويتفوه بألفاظ توحى بأنه كان يمارس الـ...... أثناء رحلة احترافه فى أوروبا.. كما أنه لا يصح ولا يجوز أن يكيل ميدو اتهامات بعينها لرئيس النادى، من عينة أنه كان يتدخل فى شئون الفريق، وأنه يستعين بدجال للفوز بالمباريات، وإذا كانت التهمة الأولى صحيحة وميدو له عذره، فإن عذرا أقبح من ذنب، لأنه لو كان مديرا فنيا محترما وجديرا بمنصبه ما كان قبل تدخله، وكشف عنه بعد عزله.. أما بخصوص استعانة النادى بدجال، فهو كلام ناتج عن حديث رئيس النادى المستمر عن السحر و" جاميكا" الذى لا يفوز بسببه الزمالك.

وفى النهاية خرج ميدو مؤكدا أن رئيس الزمالك مجرد ظاهرة وفى طريقها للموت إكلينيكيا.

4- عباس والحجز على أموال النادى

قد لا يعرف الكثيرون أن ممدوح عباس رئيس الزمالك الأسبق رفض شراء "محمد صلاح" من فريق المقاولون العرب، بداعى أن تيشيرت الزمالك ثقيل عليه، وأنه لاعب غير جدير باللعب فى النادى الملكى، وممدوح عباس نفسه هو الذى ورّط الزمالك فى صفقة الغانى "جونيور أجوجو"، واشترى إسلام عوض – الذى لم يمارس الكرة من بعدها – بسبعة ملايين جنيه، ونور السيد بـ6 ملايين، وذاق الزمالك فى عهده الأمرين، ولم يتوج سوى ببطولة كأس واحدة بهدف يتيم لعمرو زكى فى مرمى " إنبى".

ذكريات الزمالك مع ممدوح عباس مريرة، وها هو يعود من جديد، لا ليقلب الذكريات فقط، بينما ليطعن النادى من جديد ويحجز على أرصدته فى البنوك، كونه أقرض النادى نحو 42 مليون جنيه، أثناء توليه قيادته.

لست ضد أن يطالب عباس بحقوقه، لكننى اختلف معه فى اختيار التوقيت، فعباس اختار أن يوجه طعنة غائرة فى ظهر رئيس النادى الحالى، ليشل حركته والفريق مقبل على بطولة دورى أبطال إفريقيا، ليصل الحال بالاقتراض من وزارة الشباب ليصرف من قرضها على البعثة، وتعجز الإدارة الحالية عن سداد أى مستحقات للاعبين فى جميع اللعبات، وعدم صرف مرتبات الموظفين والعمال الغلابة الذين تاهوا بين سلطة الرئيس الحالى.. وثروة الرئيس الأسبق.

فى كل الأحوال.. ضرب الزلزال البيت الأبيض.. ويحاول الآن أبناء الزمالك.. هدم النادى العريق الذى أذنب الجميع فى حقه.. فكلهم للأسف الشديد مذنبون.