غضب بسبب إجازات "النواب".. 39 يوم توقف من 60.. وسياسيون يعلقون: "فاكرين نفسهم موظفين"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

سميح: فرصة يستغلها النواب للقاء أبناء دوائرهم
هلالي: تعطي انطباع سلبي للخارج عن أداء المجلس
السيد: "النواب" غير مُلتزمين.. ويعاملوا أنفسهم كـ"موظفين"
سعيد: النواب لا يدركون حجم المسؤولية التي وكلها لهم الشعب


أثارت طول فترة الإجازات التي حصل نواب البرلمان عليها منذ انعقاد أولى جلساته وحتى الآن، غضب الكثيرين في الوسط السياسي، حيث اعتبر البعض أن البرلمان لم ينجز شيئاَ، وخيب آمال الكثير من المصريين، وأنه كان من الممكن أن يستغل هذه المدة في أداء دوره البرلماني. 
وقرر المجلس رفع جلساته حتى جلسة 27 مارس الجاري، والتي من المقرر أن يلقي خلالها رئيس مجلس الوزراء بيان الحكومة، ليتعطل بهذا القرار عمل المجلس 18 يومًا.
ويعد اليوم هو اليوم الـ 60 لانعقاد جلسات مجلس النواب، والتي انعقد خلالهم البرلمان في 39 جلسة عامة، وعمل بهم المجلس 21 يومًا. 
وعلى الرغم من التبريرات العديدة لنواب البرلمان، وتحججهم بأن لقائهم بأبناء دوائرهم أهم من حضور جلسات البرلمان، إلا أن بعض السياسيين أكدوا في تصريحاتهم ل"الفجر" أن لا يمكن قبول تلك المبررات، وأنهم في أمس الحاجة لدورهم الرقابي والتشريعي.

فرصة للنواب للقاء أبناء دوائرهم
من جانبه قال أحمد سميح، عضو مجلس النواب، أن توقف الجلسات العامة يكون بمثابة فرصة جيدة للأعضاء لكى يلتقوا بأبناء دوائرهم، ويتابعون بعض الملفات والقضايا المطروحة عليهم من قبل المواطنين مع المسئولين لأنه حينما يتم إقرار اللائحة بشكلها النهائي وتشكيل اللجان وانتخاب أعضائها ورؤسائها لن تتكرر مثل هذه الواقعة مرة أخرى ولذلك لابد أن يستغلها النواب في المتابعة الدقيقة والشاملة لأهم المشاكل والقضايا في الدائرة.
وتابع سميح، أنه يستغل تلك الإجازات في عقد لقاءات بعدد من الوزراء بشأن عدد من القضايا والمشاكل في الدائرة وخاصة أنه لا يستطيع أن يتابع الأوضاع في وقت عقد الجلسات العامة، نافياَ أن تكون هذه المدة إجازة كما يعتقد البعض قائلا: "لقاء المواطنين وعمل جولات ميدانية في الدائرة أصعب من حضور الجلسات".

التوقف يعطي انطباع بأن المجلس لا يعمل
وقال خالد هلالي، عضو مجلس النواب بكفر الشيخ، إن توقف جلسات البرلمان لفترات طويلة يعطى انطباع للعالم الخارجي بأن المجلس لا يعمل ولكن هناك ظروف خاصة هي التي جعلت الدكتور على عبد العال، رئيس البرلمان، يقرر ذلك منها سفره إلى خارج البلاد ثم عرض مشروع اللائحة الداخلية على مجلس الدولة لمراجعة الصياغة النهائية ولهذا كان لابد من وقف الجلسات طوال هذه الفترة.
وأشار هلالي، إلى أن كثرة توقف جلسات المجلس يعد من أهم الأسباب التي تؤدي إلى عدم انسجام الأعضاء بعضهم ببعض، لافتًا إلى أن الاحتكاك المباشر في الجلسات بينهم يؤدي إلى ذوبان الفوارق السياسية ولهذا نجد أن البرلمان قارب على الثلاثة أشهر وما زال هناك بعض الاختلافات والمشادات في بعض الجلسات.
وأضاف عضو مجلس النواب أنه سيستغل هذه الفترة الطويلة في توقف الجلسات بالتواصل المباشر بأبناء دائرته ومع بعض القيادات لمعرفة مصير الشكاوى التي تقدم بها إليهم.

تعطيل متعمد
ورفض ناجى الشهابي رئيس حزب الجيل، تبريرات مجلس النواب للإجازات الطويلة التي يحصل عليها حتى أطلق عليه الشعب "مجلس الإجازات"، قائلاَ إن البرلمان لا يمكنه مباشرة صلاحياته الدستورية التشريعية والرقابية لإلغائه اللائحة القديمة وعدم إنجازه اللائحة الجديدة وتشكيل اللجان النوعية للمجلس.
وأكد الشهابي، أن اللائحة القديمة ما تزال سارية وإنها لن تلغى إلا بعد إصدار المجلس اللائحة الجديدة، كما أكد أن تعطيل البرلمان عن القيام بواجباته الدستورية متعمد من الحكومة ومن ائتلاف دعم مصر.
وعبر رئيس حزب الجيل، عن استيائه الشديد أن مجلس النواب لم يتخذ الأمور بالجدية المطلوبة التي كان يرجوها الشعب المصري من برلمان مصر الجديدة، ووقع في مخالفات دستورية ولائحية ستكون عقبة أمام استمرار المجلس مستقبلاَ.

الإجازات للموظفين وليست لنواب الشعب
وأكد الدكتور مصطفي كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن نواب البرلمان ليسوا موظفين ليطالبوا بإجازات دائمة لهم، وأن دورة الانعقاد لها مدة معينة يجب الالتزام بها لحين الانتهاء من الفصل التشريعي.
وأضاف السيد، في تصريح خاص لـ"الفجر" أن هناك عدداً من النواب لم يأتوا إلى المجلس بهدف خدمة الوطن والمواطنين، ولكن هدفهم الوحيد جاء لتحقيق مكاسب مادية والشو الإعلامي فقط.
وأوضح كامل، أن النواب لا يهتمون بمصلحة الشعب، لافتاَ إلى أن هذا بات واضحاَ عقب مطالبهم المادية الأخيرة، واهتمامهم بوضع مادة تنص على الإجازات.

إجازات ليس لها أساس دستوري
وأكد الدكتور صبري سعيد، المحلل السياسي، أنه لا يوجد أي أساس دستوري لما يحصل عليه النواب من إجازات منذ انعقاد أولى جلسات البرلمان وحتى الآن.
وأضاف سعيد، في تصريح خاص لـ" الفجر"، أنه كان من الممكن أن يتم استغلال تلك الإجازات في انجاز العديد من المهام البرلمانية، لافتاَ إلى أن هذا المجلس يقع على عاتقه الكثير من المهام والمسئوليات التي كان من المفترض أن ينجزها خلال الفترة الماضية.
وأشار سعيد، إلى ضرورة أن يدرك النواب حجم المسؤولية والمهمة التي وكلها لهم الشعب المصري، موضحاَ أن استمرار المجلس على هذا النهج سيعطي إحساس لدى المواطنين بخيبة الأمل فيه.