قاعدة عسكرية تركية في إفريقيا

عربي ودولي

أرشيفية
أرشيفية

أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو أن بلاده ستقوم بإنشاء قاعدة عسكرية لها في الصومال الخريف القادم، وأشار خلال كلمة ألقاها أمام الجلسة العمومية بالبرلمان لمناقشة الميزانية الجديدة، الاثنين، إلى أن تركيا ستفتح سفارة لها في مقديشو خلال الفترة القليلة القادمة، بحسب موقع صحيفة ميلليت.

وتقول صحيفة العرب اللندنية، إن أنقرة في حين تعمل على الانتهاء من إنشاء القاعدة العسكرية التركية متعددة الأهداف في قطر، توصل الأتراك إلى اتفاق مع الرئيس الصومالي حسين شيخ محمود، الذي زار تركيا مؤخرا، من أجل إنشاء قاعدة عسكرية تركية بالقرب من خليج عدن لأهداف لوجستية وتدريبية.

وذكر موقع “هابر 7” الموالي للحكومة التركية، أن قرابة 11 ألف جندي صومالي رشحتهم الأمم المتحدة سيتلقون تدريبات عسكرية في هذه القاعدة على دفعات، وسيعمل في القاعدة الجديدة نحو مئتي جندي تركي سيتكفلون بضمان الأمن والتدريبات.

وأفادت مصادر دبلوماسية تركية، بأن من أسباب المبادرة التركية في تأسيس القاعدة العسكرية في الصومال الانفتاح في مجال الصناعات الدفاعية على خارج البلاد.

وأشارت في الوقت نفسه إلى أن تركيا تبحث عن أسواق جديدة لبيع الأسلحة التي تقوم بإنتاجها في البلاد.

ويقول المحللون إن تركيا تبدأ أعمالها في هذا الإطار من خلال تعزيز تواجدها في الشرق الأوسط وأفريقيا، ويأتي اختيارها لقطر والصومال للأهمية الجيوسياسية لهاتين الدولتين، إلى جانب أسباب أخرى كثيرة.

وبذلك ستصبح تركيا البلد السادس من حيث الدول التي لها قواعد عسكرية في القارة السمراء وبالتحديد في القرن الأفريقي بعد الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا واليابان والصين.

ويبدو أن الإخفاقات المتتالية التي منيت بها السياسة التركية في الأزمة السورية، خاصة بعد التطورات الأخيرة وتزايد الضغوط التي تمارسها بعض القوى الدولية عليها من أجل فرض رقابة شديدة على الحدود مع سوريا التي يستغلها تنظيم داعش في تجارة النفط، دفعت أنقرة إلى إعادة النظر في سياستها الخارجية.

وبينما رحب المسؤولون القطريون والصوماليون بالخطوة التركية، لم تكن دول أخرى متحمسة بشأن السياسة العسكرية التركية الأكثر مغامرة في البلدين العربيين، في ظل أزمة عدم الثقة التي تعيشها الحكومة التركية من حلفائها بشأن مكافحة الإرهاب والحد من تدفق اللاجئين إلى أوروبا.

ويأتي ذلك مع إعادة تفعيل مساعي أنقرة لتطوير علاقاتها مع بعض الدول الغربية وإسرائيل، بالتوازي مع تبني سياسة حذرة في التعامل مع الأزمات المختلفة خاصة تلك التي لا تمس مصالح أنقرة بشكل مباشر ولا سيما في منطقة الشرق الأوسط.

وكان إيميل تيكن المسؤول في وزارة الخارجية التركية قد كشف، في وقت سابق، أن بلاده بدأت في تأسيس منشأة عسكرية جديدة في الصومال، وقال الجيش التركي “ينوي أن تكون المنشأة مركزا لتدريب القوات الصومالية”.

وبالإضافة إلى القاعدة الجديدة تخطط تركيا لافتتاح مدرسة للضباط العسكريين الصوماليين. وقد جاء هذا الإعلان بعد وقت قصير من إعلان مسؤولين أتراك، في ديسمبر الماضي، أنهم سيفتتحون قاعدة جديدة في قطر والتي من المقرر أن تكون مقرا لثلاثة آلاف جندي تركي.

ورغم أن هذه القاعدة أول قاعدة عسكرية تركية دائمة في الصومال، لكن علاقة الأتراك بالصومال ليست لأغراض عسكرية فحسب، بل لتوسيع نفوذها الاقتصادي في المنطقة أكثر.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد قام بجولة في عدة دول في غرب القارة بهدف فك العزلة الإقليمية التي تعاني منها بلاده منذ أن تفجرت فضيحة الفساد أواخر 2013، وتلتها تسريبات حول علاقته بداعش وتزويد المخابرات التركية الجماعة المتطرفة وفي مقدمتها جبهة النصرة بالسلاح لمحاربة نظام بشار الأسد.