مى سمير تكتب: الرئيس المنتظر
ترامب «المتطرف» وكلينتون «صاحبة الفضائح».. وجها لوجه
لم يكن «الثلاثاء» الماضى يوما عاديا فى أمريكا، بينما وصفه البعض بأنه «الثلاثاء العظيم»، كونه يعد النقطة الفاصلة فى تحديد كل من مرشحى الحزبين الديمقراطى، والجمهورى، عن طريق إجراء الانتخابات التمهيدية.. فى 13 ولاية.
وتبدأ الانتخابات الرئاسية الأمريكية فى نوفمبر المقبل، ومع بداية 2017 سوف يحمل شخص جديد لقب الرئيس الأمريكى بدلا من باراك أوباما الذى تولى إدارة الولايات المتحدة الأمريكية فى عام 2009، ودخل من بابها الواسع كونه أول رئيس أمريكى من أصول إفريقية، ولكنه يخرج من البيت الأبيض من بابه الخلفى، بعد ميراث طويل من خيبات الأمل سواء على مستوى السياسة الخارجية أو الداخلية.
وفى هذا الإطار يبقى السؤال المهم، من رئيس أمريكا القادم؟
الحزب الجمهورى
وفقا لحسابات التاريخ، لم يبق الديمقراطيون لأكثر من ولايتين فى البيت الأبيض منذ أكثر من نصف قرن، ما يعنى أن مرشح الحزب الجمهورى، أيا كان اسمه، هو المرشح صاحب الحظوظ الأكبر للفوز بانتخابات الرئاسة الأمريكية، خاصة أن فوز الرئيس الأمريكى الحالى أوباما فى الانتخابات السابقة كان يرجع فى المقام الأول إلى اعتماد حملته الانتخابية على وسائل التواصل الاجتماعى وتكنولوجيا الاتصال فى كسب تأييد المهمشين والفئات التى لا تشارك فى المعتاد فى انتخابات الرئاسة الأمريكية.
ورفض أوباما قد يقدم استراتيجيته الانتخابية من أجل مساعدة مرشحى الحزب الديمقراطى، الأمر الذى يعنى أن الحزب الديمقراطى سوف يفقد جزءا مهما من الزخم الانتخابى الذى تمتع به مع أوباما.
وفى هذا الإطار، تحتل قائمة مرشحى الحزب الجمهورى أهمية خاصة، فأحدهم قد يكون بالفعل الرئيس الأمريكى القادم، ورغم السخرية من إعلان دونالد ترامب ترشحه لانتخابات الرئاسة الأمريكية، إلا أنه أصبح من أهم الأسماء المرشحة فى الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطى من أجل اختيار مرشح الحزب فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، خاصة بعد انسحاب جيب بوش الشقيق الأصغر للرئيس السابق بوش الابن، وابن الرئيس الأسبق بوش الأب، وعلى الرغم من كل الانتقادات التى تحيط به، فعلى سبيل المثال وصف الرئيس المكيسكى ترامب بأنه النسخة الأمريكية للزعيم النازى هتلر، إلا أن دونالد يبدو أنه يتقدم بخطوات ثابتة.
يعتمد الحزب الجمهورى عادة فى انتخابات الرئاسة الأمريكية على مرشح ينتمى لمنظومة الحزب التى تفضل اختيار مرشح يؤمن بأفكار اليمين الوسط، كون هؤلاء النخبة يتحكمون فى كل شئون الحزب وينفقون عليه ولهذا يفضلون مرشحا معتدلا لضمان عدم انحيازه لسياسات متطرفة قد تضر بالحزب على المدى البعيد.
ولكن كيف نجح ترامب على الرغم من كل آرائه المتطرفة وهجومه على الأقليات والمهاجرين؟، نجح ترامب فى مغازلة أصوات طبقة العمال من أصحاب البشرة البيضاء، وقدم نفسه باعتباره يمثل مصالح هؤلاء فى مواجهة العمال المهاجرين أو الذين ينتمون للأقليات المختلفة، فيما يعرف باتجاه (المنتجية اليمينية).
وعمل على الترويج لأفكار تتشابه مع أفكار هتلر بشأن العرق السامى المميز عن غيره من الأعراق، فهو يحرص فى خطابه على مخاطبة المجموعة العرقية الرئيسية ووعدها أنها سوف تحصل على حقوقها الكاملة، بينما بقية الفئات فى المجتمع لا تستحق الحقوق الديمقراطية الكاملة.
وبحسب مقال فى مجلة (صالون) فإن الشعبية التى يتمتع بها ترامب هى إعادة إحياء لمفهوم دولة الرفاهية الأمريكية الحديثة التى سادت فى فترة ما بعد الحرب الأهلية إلى الستينيات من القرن الماضى، إذ بدأت موجة المطالبة بإنهاء العنصرية ومواجهة الفقر فى أمريكا.
أما عن سياسته الخارجية فيكفى أن نشير إلى تصريحه بأن العالم كان سيكون أكثر سلاما إذا بقى قادة مثل صدام حسين ومعمر القذافى فى الحكم، وعلى الرغم من صعود شعبية ترامب إلا أنه يواجه منافسة لايستهان بها داخل الحزب الجمهورى سواء من قبل السيناتور تيد كروز أو السيناتور ماركو روبيو أو حاكم أوهايو جون كاسيتش.
الحزب الديمقراطى
الوضع قد يكون أكثر وضوحا فى الحزب الديمقراطى، فالمنافسة أكثر وضوحا وتنحصر بين اسمين، هيلارى كلينتون والسيناتور برنى ساندرز.
كانت هيلارى كلينتون، التى تحمل فى جعبتها أكثر من لقب سابق مثل وزيرة الخارجية، وسيناتور مدينة نيويورك، والسيدة الأولى، أول من أعلن عن ترشحه لانتخابات الرئاسة الأمريكية فى 12 إبريل 2015، وعلى الرغم من أن استطلاعات الرأى تؤكد جميعها تفوق وتقدم هيلارى كلينتون فى الانتخابات الرئاسية التمهيدية فى الحزب الديمقراطى إلا أن اسم برنى ساندرز بدأ يطفو على السطح كمنافس قوى لها .
فى بداية ترشحها، اعتبر الكثير من المحللين أن هيلارى كلينتون قد حسمت بالفعل الصراع لصالحها، بل بالغ البعض بالإشارة إلى أن الحزب الديمقراطى قد لا يجد من يرشحه إذا لم تترشح هيلارى كلينتون. لكن.. شهد العام الماضى مجموعة من الأزمات والفضائح التى لاحقتها وأثرت سلبا على حظوظها الانتخابية، ولعل أهم الأزمات التى واجهتها هيلارى، أزمة إيميلات وزارة الخارجية الأمريكية بعد الكشف أن هيلارى كانت تسمح لفريق عملها الخاص بالاطلاع على الإيميلات، وكانت تستخدم إيميلها الخاص من أجل ممارسة عملها كوزير للخارجية ما يتعارض مع قوانين العمل فى وزارة الخارجية، حيث استخدمت كلينتون بريدها الخاص من أجل تبادل الرسائل الرسمية بما فى ذلك رسائل تندرج تحت تصنيف الرسائل السرية.
الفضيحة بلا شك هزت مصداقية هيلارى كلينتون خاصة أن فريق عملها الخاص، بما فى ذلك « هوما عابدين» مساعدتها الخاصة والتى يوجه لها اتهام صريح بأنها تنتمى لجماعة الإخوان، قد اطلعت على هذه الرسائل البريدية السرية فى اختراق واضح وصريح لمقتضيات الأمن القومى الأمريكى.
ورغم ذلك، لاتزال هيلارى كلينتون هى المرشحة الأقوى للحزب الديمقراطى ولا ينافسها بقوة سوى برنى ساندرز الذى فاز بالانتخابات التمهيدية فى ولاية هامشير المهمة بنسبة 60%، وتفوقت عليه هيلارى فى نيفادا بنسبة 53%، وفى بداية هذا الأسبوع حققت هيلارى انتصارا كبيرا فى جنوب كارولينا بنسبة 73% الأمر الذى يمهد لها الطريق لكى تحقق انتصارا كبيرا فى يوم الثلاثاء العظيم.
وبمتابعة تصريحات المرشحين الرئيسيين فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، يبدو مرشحو الحزب الجمهورى منشغلون بمهاجمة بعضهم البعض أو بالتوحد فى الهجوم على دونالد ترامب، بينما يبدو الأخير واثقا من فوزه بترشيح الحزب الجمهورى ولهذا فهو منشغل بالهجوم على مرشحة الديمقراطيين الرئيسية هيلارى كلينتون التى تبدو من جانبها منشغلة بمحاولة احتواء الأزمات والفضائح التى تلاحقها.
بوتين يختار حارسه الشخصى لـ«خلافته»
يمهد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين الطريق لخليفته، هكذا أكدت مصادر روسية قريبة الصلة بالرئيس لمختلف الصحف الغربية. بوتين اختار بطلا عسكريا ليكون خليفته فى رئاسة روسيا، وعلى ذلك نشرت جريدة «الديلى ميل» البريطانية تقريرا مفصلا عن هذا الخليفة المنتظر للرئيس الذى تنتهى فترة ولايته فى عام 2018.
هذاالخليفة المنتظر هو نائب وزير الدفاع الشاب ألكسى دويمن البالغ من العمر 43 عاما وتولى مؤخرا مهام منصب حاكم منطقة تولا، ومعروف فى وسائل الإعلام الروسية بشجاعته الكبيرة. تولى ألكسى دويمن من قبل مهام الحارس الشخصى لبوتين وكان مساعده الذى يثق فيه إلى جانب أنه كان حارس المرمى فى فريق نادى الهوكى الذى يملكه بوتين، وتصفه وسائل الإعلام بالرجل الذى قاد العملية السرية لتهريب الرئيس الأوكرانى فيكتور يانوكوفيتش من بلده إلى روسيا فى الوقت الذى اجتاحت فيه أوكرانيا مظاهرة داعمة للغرب فى 2014.
وفى نفس العام قاد دويمن قوات من العمليات الخاصة فى الجيش الروسى ولعبت دورا محوريا لإحكام سيطرة روسيا على أقليم القرم فى أوكرانيا.
وكرم بوتين خليفته المنتظر دويمن ومنحه وسام الشجاعة وتمت ترقيته كنائب لقائد المشاة فى الجيش ومنحه رتبة جنرال، وتشير بعض التقارير إلى أنه شغل - لفترة قصيرة - منصب نائب رئيس الاستخبارات العسكرية، ومنذ شهرين فقط تمت ترقيته كنائب لوزير الدفاع سيرجى شيوجو الصديق المقرب والحليف القوى لبوتين.
واستمر صعود دويمن على نحو مثير للانتباه حيث عين بعد ذلك حاكما على منطقة تولا الاستراتيجية، وكانت الترقية الأخيرة هى أكبر دليل على رغبة بوتين فى إعداد دويمن كخليفة له، فتولى إدارة منطقة تولا سيوفر له الخبرة السياسية اللازمة من أجل إدارة شئون البلاد.
الكثير من المحللين يؤمنون أن هذه الخطوات تؤكد أن دويمن فى طريقه كى يتولى رئاسة روسيا تحت رعاية ودعم من بوتين، وأكد سيرجى دورينكو رئيس تحرير راديو جوفوريت موسكفا أنه يراهن على دويمن بدون أى شك، وأضاف: إن فرص دويمن تتفوق على غيره من المرشحين مثل ديمترى ميدفيديف الذى شغل من قبل منصب رئيس روسيا لأربع سنوات فى الفترة من 2008 إلى 2012،، وكذلك أندرى فوروبيوف حاكم منطقة موسكو.
وأشار المدون السياسى انتون أوركيه أن بوتين يضع ثقته الكاملة فى دويمن الذى كان دائما على مسافة قريبة للغاية من بوتين.
الجدير بالإشارة أن موسكو نادرا ما تشهد كلاما عن خليفة لبوتين، كونه يدير روسيا سواء كان فى منصب الرئيس أو خارجه، وأكبر مثال على ذلك فترة حكم ميدفيديف، إذ تولى بوتين فى ذلك الوقت منصب رئيس الوزراء ولكنه كان هو الحاكم الفعلى لروسيا قبل أن يعود لمنصب الرئيس فى 2012.
يذكر أن فترة ولاية بوتين تنتهى فى 2018 ومن غير المعلوم إذا كان بوتين سوف يرشح نفسه لفترة رئاسة ثانية، ولكن هناك تقارير تشير إلى أنه حتى إذا ترشح وفاز بولاية ثانية فإنه فى الغالب لن يستكمل مدة هذه الولاية.
المرشحون المحتملون لمنصب المرشد الأعلى فى إيران
من هو المرشد الأعلى القادم فى إيران؟ سؤال يلح على الأذهان بعد انعقاد الجولة الأخيرة للانتخابات البرلمانية الإيرانية يوم 26 فبراير الماضى.
وفى إطار هذه الانتخابات سوف يختار الإيرانيون أعضاء مجلس خبراء القيادة، ويتولى هذا المجلس مهمة شديدة الأهمية وهى تعيين المرشد الأعلى الإيرانى، وفى ظل تقدم عمر آية الله خامئنى المرشد الحالى 77 عاما.
ويعتقد أغلب المحللين أن مجلس خبراء القيادة الذى سوف يتم انتخابه هو من سيحدد المرشد الأعلى الجديد فى حالة وفاة المرشد الحالى أو إذا ما أصبح غير قادر على القيام بمهامه، ورغم عدم إعلان النتائج النهائية للانتخابات، فإن المؤشرات الأولية تشير إلى تقدم فريق الإصلاحيين من أنصار الرئيس الإيرانى حسن روحانى الذى حقق انتصارا آخر باختياره مع الرئيس الأسبق هاشم رفسخانى فى مجلس خبراء القيادة.
وكان رفسنجانى من أنصار توطيد العلاقات الإيرانية السعودية والتى شهدت فى عهده بالتسعينيات من القرن الماضى درجة من درجات التحالف، ونفس الأمر ينطبق على روحانى الذى أشار من قبل أن التعاون مع السعودية ضرورة يحتمها الدستور الإيرانى.
لكن هل من الممكن أن يؤثر فوز الإصلاحيين بالانتخابات البرلمانية على قرار اختيار المرشد الأعلى القادم، أم أن فريق المتشددين الذى ضمن لنفسه عددا من المقاعد فى مجلس خبراء القيادة سيكون له الكلمة العليا؟
ويتألف المجلس من 86 عضوا يتم انتخابهم عن طريق الاقتراع الشعبى لدورة واحدة مدتها ثمانى سنوات، وتنص المادة 107 من الدستور الإيرانى على أن المجلس هو الذى يعين الشخصية الدينية التى تتوافر فيها كل الشروط الدينية والفقهية لتولى منصب المرشد الأعلى، ويحتل المرشد الأعلى قمة الهرم فى الدولة الإيرانية ومن صلاحياته رسم السياسات العامة للنظام والإشراف على سلامة تنفيذ هذه السياسات سواء من الناحية الدينية أو الدستورية، وكذلك تعيين أو عزل رئيس السلطة القضائية، ورئيس مؤسسة الإذاعة والتليفزيون، ورئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة وإعلان الحرب وكذلك التوقيع على أمر تنصيب رئيس الجمهورية بعد انتخابه من قبل الشعب.
ويتبع المرشد الأعلى قوات الحرس الثورى والتى تعد أقوى وحدة فى الجيش الإيرانى ويصل قوامها إلى ما يقرب من 90 ألف جندى نظامى و300 ألف احتياطى وتدين هذه القوات بالولاء التام للمرشد الأعلى.
وبحسب معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى فمن المتوقع أن يلعب الحرس الثورى دورا محوريا فى تحديد اسم المرشد الأعلى القادم خاصة فى ظل اتساع نفوذ الحرس الثورى سواء عسكريا أو سياسيا أو حتى اقتصاديا.
فى هذا الإطار يبرز اسم مجتبى خامئنى ابن المرشد الحالى كأحد أبرز الأسماء المرشحة، وإن كان مجتبى يعانى من افتقار المؤهلات السياسية أو الدينية على الرغم من دراسته لعلوم الدين، كما أنه لم يظهر كثيرا فى وسائل الإعلام وارتبطت صورته الذهنية لدى الإيرانيين بعمله فى قوات الباسيج والمخابرات الإيرانية، وقوات باسيج هى قوات للتعبئة الشعبية أسسها المرشد الأعلى الراحل الخمينى وتتبع الحرس الثورى، وتتكون هذه القوات من المتطوعين المدنيين ويصل عدد أعضائها إلى 90 ألف عضو، وقد لعبت قوات الباسيج دورا محوريا فى إخماد المظاهرات التى اندلعت بإيران فى أعقاب انتخابات الرئاسة عام 2009.
وتزعم تقارير أن مجتبى البالغ من العمر 47 عاما يتمتع بنفوذ واسع على والده المرشد الحالى كما أنه يتمتع بدعم من الحرس الثورى الذى يحرص على أن يأتى المرشد من جعبته وذلك لضمان الحفاظ على مصالحه المختلفة.
وبحسب تقرير معهد واشنطن فإن الضمان الوحيد لعدم حدوث توترات أثناء عملية اختيار المرشد الأعلى القادم هو اتفاق قادة الحرس الثورى على المرشح، فوقوع خلافات بين قادة الثورى حول الاسم المرشح قد ينتج عنه توترات وصراعات كبيرة فى المرحلة المقبلة بإيران.