تفسير قوله تعالى:«ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر»

إسلاميات

بوابة الفجر



السؤال :
كيف يكون تفسير الاية ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟

ابو العباس




الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

 جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من جواب سابق للشيخ:

ولو أن المخالفين البكريين رجعوا إلى أئمة الهدى من آل محمد المصطفى (صلوات الله عليهم) لعرفوا ما اشتبه عليهم من آيات الذكر الحكيم مما ظاهره نسبة الذنوب إلى النبي والأنبياء (عليهم السلام) والحال أن الواقع ليس كذلك.

وبخصوص الآية الشريفة فقد فسّرها إمامنا الرضا (صلوات الله عليه) في مجلس المأمون العباسي (لعنه الله) وبيّن أن المقصود فيها هو ما كان يعتقده الكفار في رسول الله (صلى الله عليه وآله) من أنه أذنب ذنوبا عظيمة في حق آلهتهم وفي حقهم، فلما تحقق فتح مكة المعظمة غُفرت تلك الذنوب عندهم إذ تبيّن بطلان عقيدتهم.

وإليك الحديث الشريف الذي رواه الصدوق عن علي بن محمد بن الجهم قال: ”حضرت مجلس المأمون و عنده الرضا (عليه السلام) فقال المأمون: يا ابن رسول الله أ ليس من قولك إن الأنبياء معصومون؟ قال: بلى، - إلى أن قال - فأخبرني عن قول الله عز و جل: ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر. قال الرضا (عليه السلام): لم يكن أحد عند مشركي مكة أعظم ذنبا من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأنهم كانوا يعبدون من دون الله ثلاثمئة و ستين صنما فلما جاءهم بالدعوة إلى كلمة الإخلاص كبر ذلك عليهم و عظم، و قالوا أ جعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب، وانطلق الملأ منهم أن امشوا و اصبروا على آلهتكم إن هذا لشيء يراد ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق، فلما فتح الله على نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) مكة قال: يا محمد إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك و ما تأخر عند مشركي مكة بدعائك إلى توحيد الله فيما تقدم و ما تأخر لأن مشركي مكة أسلم بعضهم، و خرج بعضهم عن مكة، و من بقي منهم لم يقدر على إنكار التوحيد إذا دعا الناس إليه فصار ذنبه عندهم في ذلك مغفورا بظهوره عليهم. فقال المأمون: لله درك يا أبا الحسن“.

(عيون أخبار الرضا عليه السلام ج2 ص180). الرابط هنا

وفقكم الله لمراضيه