بعد واقعة "الحذاء".. هل تهدد تجاوزات "النواب" البرلمان بالحل؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


سعيد: تصرفات النواب "فوضوية" .. وحل المجلس اقترب
الصاوي: تجاوزات "النواب" ستؤدي إلى مطالب شعبية بحل المجلس

على الرغم من مرور شهرين فقط على انعقاد جلسات مجلس النواب، إلا أن التجاوزات المتتالية لبعض أعضاء المجلس بدأت تنذر بحل البرلمان، والتي بدأت بمخالفة النائب مرتضى منصور أثناء أدائه اليمين الدستوري، ثم وقائع التزوير وقيام بعض النواب بالتصويت بدلاً من زملائهم، وأخيراً قيام النائب توفيق عكاشة باستضافة السفير الإسرائيلي في منزله، وقيام زميله النائب كمال أحمد، بضربه بـ"الحذاء" فور وصوله لحضور الجلسة العامة التي عُقدت أمس الأحد.
 
ورصدت "الفجر" بعض التجاوزات التي قام بها أعضاء مجلس النواب تحت قبة البرلمان، وآراء بعض المحللين السياسيين حولها وحول مصير المجلس، ما إذا كانت تهدد هذه التجاوزات البرلمان الحالي بالحل أم لا.
 
ضرب عكاشة بـ "الحذاء"
حيث قام النائب كمال أحمد، بالتعدي بالضرب على النائب توفيق عكاشة، مستخدماً حذائه، عقب وصوله إلى القاعة الرئيسية بالبرلمان أمس الأحد، مرجعاً السبب إلى غله من تصرف الثاني باستضافة السفير الإسرئيلي في منزله، وأنه فعل ما يريده الشعب المصري.
وعلى إثر هذه الواقعة، قرر رئيس المجلس علي عبد العال، طرد كلاً من كمال أحمد، وتوفيق عكاشة، خارج القاعة الرئيسية، وإحالة النائب كمال أحمد إلى لجنة تحقيق بعد تعديه بالضرب بالحذاء على النائب توفيق عكاشة.
  
أزمة ملابس النائبات
كما طالب النائب إلهامي عجينة، عضو مجلس النواب عن دائرة المنصورة، النائبات السيدات، بالحشمة داخل المجلس، والالتزام بزي موحد، بالإضافة إلى النواب الرجال قائلا: "على النائبات السيدات الحشمة في المجلس.. والرجال بزي موحد"، مما أثار غضب نائبات المجلس، وتقدمت 89 نائبة بشكوى إلى رئيس المجلس بشأن تلك التصريحات.
 
دعاوى قضائية تلاحق النواب
وفي ظل التجاوزات المتتالية لنواب البرلمان، لاحقت بعض النواب دعاوى قضائية والتي كان آخرها اتهام النائب أكمل قرطام بالتزوير، وأنه تقدم بمستندات مزورة للحصول على قطعة أرض، كما اتهم "عكاشة" بالتخابر مع إسرئيل عقب استضافته للسفير الإسرئيلي، واتهم النائب هيثم الحريري باقتحام سجن الرمل والتلويح بالعنف في أحداث 12 يونيو 2013، كما تم رفع دعوى قضائية ضد النائب خالد يوسف لاتهامه بالتحرش بزوجة الدكتور عباس سليمان.
 
تصويت النواب بدلاً من زملائهم
ومن الوقائع التي تكررت كثيراً أثناء عملية التصويت الالكتروني داخل مجلس النواب، قيام بعض النواب بالتصويت بدلاً من زملائهم الغائبين، والتي كان أبرزها قيام وكيل المجلس السيد محمود الشريف بالتصويت بدلاً من زملائه أثناء التصويت على قانون 62 لسنة 2014، والذي أصدره الرئيس عبدالفتاح السيسي، في يوليو من العام قبل الماضي، ويختص بتعديل بعض أحكام القانون رقم 148 لسنة 1959، في شأن الدفاع المدني.
 
مشاجرات بين رئيس المجلس والنوب
وحدثت كثير من المشاجرات بين رئيس المجلس والنواب، والتي كانت دائماً ما تنتهى بطرد النائب الذي يتشاجر مع الدكتور على عبد العال رئيس المجلس، ومن بين تلك الوقائع طرد 4 نواب من جلسات مختلفة للمجلس وهم "سعيد حنفي – أحمد الشرقاوي- توفيق عكاشة – أحمد الطنطاوي"، وذلك بسبب اعتراضهم على عدم حصولهم على الكلمة عند طلبها، مما أدى إلى دخولهم في مشادات كلامية مع "عبدالعال"، والتي انتهت باتخاذ قرار طردهم من الجلسة.
 
تنذر بالحل حال استمرارها
ومن جانبه وصف الدكتور صبري سعيد، المحلل السياسي، تصرفات النواب بـ "الفوضوية"، مشيراً إلى أن  تجاوزات النواب الأخيرة أثارت غضب الشعب المصري، خاصةً بعد واقعة استضافة عكاشة للسفير الإسرائيلي.
وأضاف سعيد، في تصريح خاص لـ"الفجر"، أنه حال استمرار تلك الممارسات الغير مسؤولة لنواب البرلمان، فإنه يتوقع أن يتم حل البرلمان في أقرب وقت.
وأعرب سعيد، عن أسفه من حدوث كل هذه التجاوزات في تلك المدة القصيرة للمجلس، وأن يتم التحدث عن حل البرلمان وهو لم يتجاوز الشهرين على انعقاد أولى جلساته.
 
سيطالب الشعب بحله
وفي السياق ذاته، أكد الدكتور علي الصاوي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن التجاوزات التي يقوم بها بعض أعضاء المجلس سيؤدي إلى مطالبة الشعب بحله، لافتاً إلى أن هناك دعاوي قضائية تم رفعها بالفعل لحل المجلس.
وأضاف الصاوي، في تصريح خاص لـ"الفجر"، أن الجميع كان يتوقع منذ الوهلة الأولى لانعقاد أولى الجلسات المجلس بأنه سيتم حله قبل مرور عام عليه، إلا أنه لم يكن يتوقع أن الحديث عن حل المجلس في هذه المدة القصيرة.
وأوضح الصاوي، هذا المجلس خيب آمال الشعب المصري، وبالتالي من الممكن أن يتم صدور قراراً بحله من رئيس الجمهورية، خاصةً بعد التهديدات الأخيرة التي وجهها الرئيس للمجلس في خطابه بمؤتمر "رؤية مصر 2030".