"الصحة".. وزير يعامل الإعلام بـ"عنجهية".. ومتحدث يعشق "الفضائيات"
تحولت وزارة الصحة في عهد الوزير الحالي أحمد عماد الدين راضي، إلى ما يشبه ديوان المجاملات، بعد أن اقتصرت فيها المهام على مجرد "الشو الإعلامي"، وقرارات الترقية والاستعانة فقط بزملاء العمل من جامعة عين شمس، التي جاء منها "راضي".
وعلى مدار 5 أشهر كاملة، تولى خلالها الوزير مهام منصبه ضمن حكومة المهندس شريف إسماعيل، وتحديدًا في 19 سبتمبر 2015، لا يزال القطاع الصحي في أسوأ حالاته، وتدهورت أحوال المستشفيات الحكومية بشكل تحول إلى ما يشبه المسلسل متعدد الحلقات، خاصًة فيما يتعلق بالإهمال الطبي والتجاوزات في حق المرضى، بل عدم توفير الوزير أية حماية للأطباء أنفسهم.
الغريب أن "راضي" يتعامل مع الإعلام بنوع من "العنجهية" والغرور، رغم أن هذا الإعلام دوره توضيح الحقائق للجمهور، وإبراز القضايا والمشكلات أمام المسئول، حتى يتحرك صوب حلها، وفي نفس الوقت إدراك أخطائه التي ربما تتسبب في كوارث.
واتخذ الوزير منهجًا معاديًا للإعلام، خاصة الصحف والمواقع الإلكترونية، وذلك منذ تقلده مهام المنصب، متجاهلًا أن وزارته خدمية بالأساس، وتعتمد مثل غيرها على التواصل مع المرضى من خلال وسائل الإعلام، لكنه منع مسئولي القطاعات من الإدلاء بأي أحاديث صحفية، أو مجرد استقبال أي صحفي أثناء العمل.
وعين "راضي" في 8 أكتوبر الماضي، متحدثًا رسميًا لا يدرك أبسط مهام منصبه، عن طريق تجاهل الرد على اتصالات الصحفيين – سوى مرات معدودة منذ شغله للمنصب - واقتصار التعامل مع القنوات الفضائية فقط، بأمر من الوزير نفسه، الذي بدأ عهده بالتعامل مع الفضائيات فقط.
وفي هذا السياق، تتطلب الأمانة الإشادة بأسلوب تعامل الوزير السابق عادل عدوي، مع مختلف وسائل الإعلام، والرقي الكامل للمتحدث الرسمي السابق أيضًا، الدكتور خالد عبدالغفار، وذلك رغم انتقادنا أكثر من مرة لإدارة الملفات الصحية المهمة، إلا أن التواصل مع الجماهير كان رائعًا.
فيما شن الإعلامي أسامة كمال، هجومًا على وزير الصحة، وذلك لعدم حضوره للقاء الذي كان متفقًا عليه على فضائية "القاهرة والناس" أمس السبت.
وقال "كمال" في برنامجه "القاهرة 360": إن "ما ذكره الوزير عنه أنه خارج البلاد ليس صحيحًا"، مضيفًا: "أنت مش مسافر يا سعادة الوزير، وموجود بمصر".
وأعرب عن عدم اهتمامه بحضور الوزير إلى برنامجه، قائلًا: "أنا غير غاضب لعدم حضورك معي".