في الذكرى الثانية لاختراع "جهاز الكفتة" .. سياسيون: ذكريات "نصب" فاشلة
عامان على مرور المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه اللواء إبراهيم عبد العاطي، عن اختراع جهاز سيعالج مرض الإيدز و التهاب الكبد الفيروسي، يعرف بـ "جهاز الكفتة"، والعجيب في الأمر أن الانتقادات وحالة الجدل التي ثارت منذ الإعلان عنه لازالت مستمرة.
هذا وقد أكد سياسيون أن الشعب المصري أصبح أكثر وعياً بما يحاك من حوله من مهاترات ومؤامرات، في حين طالب آخرون بانتظار نتائج الجهاز.
القوات المسلحة تتبني الجهاز
تبنت القوات المسلحة الجهاز في مؤتمر عالمي، حيث أعلنت الهيئة الهندسية في 30 يونيو 2014، عن تأجيل استخدامه لمدة 6 أشهر، وتم التجديد أيضا لمدة مماثلة انتهت في مايو 2015، دون الإعلان عن تفاصيل نتائج الحالات التي تم إجراء التجارب عليها أو التي تماثلت منها للشفاء، هذا وقد سجلت براءات الاختراع لها باسم رجال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية.
"السيسي" و "الجهاز"
كان الجهاز الذي تم اختراعه لعلاج مرض الإيدز، يعرف اختصاراً باسم "سي سي دي"، وهو ما جعل البعض يرى أنه يأتي في إطار الترويج للمشير السيسي قبيل الانتخابات الرئاسية.
المرجع لتسميته بـ" جهاز الكفتة"
وحظي اسم الجهاز بهجوم وجدل مثار حول الترويج "للسيسي"، إلا أن تم تسميته بـ" جهاز الكفتة "، ويرجع ذلك إلى قول عبد العاطي عبر وسائل الإعلام المختلفة، "باخد الإيدز من المريض وأغذي المريض بيه وأديله صباع كفتة يتغذى عليه باخد المرض وأديله غذا وده قمة الإعجاز العلمي".
وتابع: "بدأت العمل منذ 22 عامًا عليه، والعلاج بدأ من داخل المخابرات الحربية سرًا"، مضيفاً: "هزمنا الإيدز ولن ندفع مليمًا واحدًا للخارج لعلاج أي مريض، والفضل كله لرجالات القوات المسلحة، ساعدوني بقوة"، لافتاً إلى أنه عُرض عليه 2 مليار دولار مقابل بيع الجهاز في الخارج ولكنه رفض.
موجه الانتقادات
ورغم تبني القوات المسلحة للاختراع، إلا أنه ما لبث أن انتقده عدد من علماء الأطباء، وفي مقدمتهم عصام حجي، المستشار العلمي لرئيس الجمهورية المستشار عدلي منصور، أنذاك، الذي قال في تصريحات صحفية، إن "جهاز الإيدز فضيحة علمية لمصر"، معتبرًا أن "الاختراع غير مقنع وليس له أي أساس علمي واضح من واقع العرض التوضيحي للجهاز، إضافة إلى أن البحث الخاص بالابتكار لم ينشر في أي دوريات علمية مرموقة".
وتابع: "إن موضوعًا بهذه الحساسية في رأيي الشخصي يسيء لصورة الدولة، وستكون له نتائج عكسية في البحث العلمي، وتمنيت أن يكون هناك حذر أكبر حول ما قيل في نشر هذه المعلومات".
فيما قال الدكتور محمد عبدالوهاب، مدير مركز زراعة الكبد بمستشفى الجهاز الهضمي والكبد بالمنصورة، إن هذا الجهاز غير علمي، مضيفاً: "اتصلت بالقوات المسلحة وطلبت منهم اتخاذ الإجراءات العلمية لاختراعهم، وأن يثبتوا صدق هذا الاختراع عن طريق خوض سبل الطب العلمي العالمي، حتى لا نفقد احترام العالم الغربي ونفقده الثقة فينا".
وأكد أن الجهاز لم يجر عليه أي أبحاث، أو يتم نشر إحصائيات أو معلومات علمية له، سواء في المجلات العلمية أو إجراء التجارب في المراكز الطبية والأبحاث والمؤسسات الطبية داخلياً وخارجياً مع أخذ عينات من كبد المريض مما يفقده المصداقية العلمية.
"الأطباء" تحيل المروجين للجهاز للجنة آداب المهنة
واتخذت نقابة الأطباء قرارا في فبراير الماضي بإحالة المروجين لجهاز "الكفتة "، إلى لجنة آداب المهنة وملاحقة اثنين من غير الأطباء بتهمة انتحال صفة طبيب، أحدهما اللواء إبراهيم عبد العاطي، وذلك بناء على مذكرة أعدها مجموعة من الأطباء، بتكليف من هيئة مكتب النقابة.
"المحامين" ترفع دعاوى قضائية ضد مروجي "جهاز الكفتة"
هذا وقد رفع عدد من المحامين، في فبراير من العام المنصرم، دعاوى قضائية أمام النائب العام للتحقيق، مع مروجي اختراع "جهاز الكفتة"، من بينها ما تقدم به المحامي عبد الحميد سعد ضد عبد الفتاح السيسي بصفته، حملت رقم 31 لسنة 2014 مدنى شبرا الخيمة، وضد الفريق أول صدقي صبحي، وزير الدفاع، بصفته، والدكتور عادل عدوي، وزير الصحة، بصفته، مطالباً فيها بإلزام المحكمة للواء مكلف إبراهيم عبد العاطي، بالكشف عن مؤهلاته العلمية والتحقيق فيما وصفه بـ"المهزلة".
هاشتاج #الكفتة
ولم يسلم "جهاز الكفتة" من انتقاد رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حتي انتشر هاشتاج #الكفتة، بموقع تويتر، وجاء ذلك بعدما قال عبد العاطي إن أسلوب العلاج الجديد يتضمن سحب الأيدز من المريض ووضعه في قطعة من "الكفتة" ليتغذى عليه المريض.
كما ربط مستخدمون بمواقع التواصل الاجتماعي، "جهاز الكفتة" بمصطلح "الفنكوش"، وذلك في إشارة إلى فيلم كوميدي مصري، يحكي قصة اختراع منتج وهمي أطلق عليه اسم "الفنكوش". وبدا ربط المستخدمين للجهاز الجديد بهذا المصطلح كنوع من التهكم من الجهاز باعتباره عديم القيمة.
سامي: ذكريات فاشلة
وبعد مرور عامين على إعلان عن جهاز الكفتة الذي بدوره يعالج فيرس سي والإيدز كما روج مخترعيه، قال محمد سامي، رئيس حزب الكرامة، أنه لا داعي لاسترجاع الذكريات الفاشلة التي تدل على نصب عدداً من الشخصيات واستخدامها من أجل الشو الإعلامي.
وأضاف سامي، في تصريحاته الخاصة لـ"الفجر"، أن البعض أقحم اسم القوات المسلحة في هذا المشروع الوهمي الذي انتظره البعض من أجل علاج فيروس سي والإيدز، لافتاً إلى أن الشعب المصري أصبح واعياً بما يحاك حوله من مؤامرات ومهاترات.
الدندراوي يطالب بعدم السخرية من مخترعي الجهاز
وفي المقابل، أكد هلال الدندراوي، نائب رئيس حزب التجمع، أن البعض سخر من اللواء عبد العاطي، عند إطلاقه تصريحات بأنه اكتشف "جهاز الكفتة" لعلاج فيرس سي والإيدز، لافتاً إلى أن مخترع الجهاز من الممكن أن يكون أمامه الكثير من الدراسات والاستنتاجات لكي يصل إلى هدفه.
وطالب الدندراوي، في تصريحاته الخاصة لـ"الفجر"، الرأي العام بعدم السخرية من مخترعي "جهاز الكفتة"، والانتظار حتي الوصول إلى نتيجة ومن سمي يتم الحكم على الاختراع بمدي صحته.