د. نصار عبدالله يكتب: صنع فى سوهاج

مقالات الرأي



مساء السبت 13/2 كنت أتهيأ للنوم عندما دق جرس الموبايل،.. جاءنى صوت الصديقة القديمة العزيزة عواطف عبدالرحمن الأستاذ المتفرغ بكلية الإعلام جامعة القاهرة.. قالت لى إنها الآن فى القطار الذى أوشك على الوصول إلى محطة سوهاج، لأنها مدعوة للمشاركة فى فعاليات مهرجان: «صنع فى سوهاج» الذى تقوم بتنظيمه تلميذتها النجيبة عزة عثمان المستشارة الإعلامية للمحافظة بالتعاون مع الغرفة التجارية، قالت لى إنها تريد أن ترانى فى الوقت الذى تسمح به ظروفى...لحسن الحظ كان قد تم ترحيل مواعيد محاضرات الأسبوع الأول بكلية الآداب بعد انهيار كوبرى الكوامل وبذلك أصبحت متفرغا تقريبا طيلة هذا الأسبوع..شكرتها ووعدتها بأن ألتقى بها فى حفل الافتتاح.. ثم بادرت بالاتصال بالدكتورة عزة التى روت لى قصة المهرجان.. البداية. كانت عندما توجه وفد طلابى يضم عددا من طلاب قسم الإعلام إلى مكتب الدكتور أيمن عبدالمنعم محافظ سوهاج للتعرف على شواغله ورؤاه الراهنة، وفى ثنايا الحديث فاجأهم المحافظ بأنه يعد حاليا لعقد معرض شعاره «صنع فى سوهاج» يتم فيه عرض منتجات الصناعات والحرف السوهاجية ، وطلب ممن يأنسون فى أنفسهم القدرة والرغبة أن يتعاونوا مع المحافظة فى إنجاح هذا المهرجان، خاصة أن مجلس إدارة الغرفة التجارية برئاسة المهندس أحمد الناظر قد تحمس حماسا كبيرا للفكرة ووضع كل إمكانات الغرفة تحت تصرف اللجنة المنظمة ، وعلى الفور تشكلت مجموعة عمل على رأسها الدكتورة عزة المستشارة الإعلامية للمحافظة والدكتور أحمد عزيز المستشار العلمى (وكيل كلية العلوم) ومعهما مجموعة من العناصر النشطة من الجامعة والمحافظة أذكر منها الدكتورة فاطمة الزهراء صالح (مدرس إذاعة وتليفزيون) وشيماء سمير مدير عام وحدة التنمية الاقتصادية (طالبة دكتوراة)، وشيماء نبيل مدرس لغة شرقية ، ونجاة موسى مدير عام الأمومة والطفولة، وقد نجح المهرجان نجاحا يفوق ما كان متوقعا، حيث شارك فيه 113 عارضا يعرضون المنتج السوهاجى بالإضافة إلى عدد من العارضين الذين سمح لهم على سبيل الاستثناء بعرض منتجات غير سوهاجية تقديرا لدورهم كرعاة للمهرجان مع التنويه بذلك فى اللافتات التى تحمل معروضاتهم...من أجمل مشاهد المهرجان قطع الأثاث البديعة رائعة الجمال التى قام بصناعتها المكفوفون!..كذلك المنتجات الأخرى التى قام بصناعتها متحدّو الإعاقة بكل صورها والتى يشرف عليها ويمولها الصندوق الاجتماعى للتنمية.. وفى صدارة ما عرض فى المعرض منتجات الأنوال اليدوية التى اشتهرت بها أخميم..أقمشة التلى ذات الخيوط الفضية اللامعة والتى تصنع منها فساتين السهرة، يبقى أن أقول إن هذا المعرض قد تم افتتاحه فى فندق ونادى المحليات الذى اكتمل بناؤه منذ أكثر من ست سنوات لكنه لم يفتتح لأسباب بيروقراطية، وظل مالا معطلا مهدرا بلا استعمال طيلة تلك السنوات إلى أن جاء محافظ يمتلك شجاعة اتخاذ القرار، فقرر افتتاحه ليس كقاعات لعرض المنتجات فقط ، ولكن كمقر لعدد من الأنشطة الفنية والثقافية المصاحبة للمعرض فضلا عن ورش للعمل والتدريب للراغبين فى تعلم الحرف والمهن التى كادت تنقرض، وهو بهذا يؤكد ببساطة شديدة أن الكثير من مشكلاتنا لا يحتاج حلها إلا لمجرد رؤية وإرادة، وشجاعة فى اتخاذ القرار.