كاتم أسرار بوتين: الغرب يحاول رسم خريطة جديدة للعالم وفقا لمصالحه

عربي ودولي


دافع فلاديمير يوكانين مدير شركة خطوط السكك الحديدية الروسية المملوكة للدولة، والصديق المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي يعد أيضا كاتم أسراره، عن نهج بلاده في تعاملها مع الأزمة السورية، متهما الغرب بمحاولة إثارة الفتن بين الدول، ومحاولة رسم خريطة جديدة للعالم وفقا لمصالحه الخاصة.

وشدد يوكانين - في مقابلة أجرتها معه مجلة (دير شبيجل) الألمانية - على أن روسيا ترفض بشدة استخدام أي نوع من أنواع التدخل الأجنبي في الشئون الداخلية لأية دولة، وهذا هو ما نحاول التمسك به في الأزمة السورية، معيدا إلى الأذهان رفض بلاده جنبا إلى جانب وكل من ألمانيا وفرنسا للغزو الأمريكي للعراق في عام 2003، مستنكرا ذريعة أسلحة الدمار الشامل الوهمية التي تقوم أمريكا باللجوء إليها للتدخل في شئون الدول الأخرى.

وردا على سؤال المجلة الألمانية حول أن دعم روسيا لسوريا سببه الحقيقي هو كون دمشق شريكا وحليفا استراتيجيا لموسكو وكونها أيضا من كبار مشتري الأسلحة الروسية، أكد كاتم أسرار بوتين أن روسيا على دراية جيدة بالشرق الأوسط، قائلا: إن دعم روسيا للنظام السوري نابع من اعتقاد موسكو أن الأسد يؤيده غالبية الشعب السوري، ونعلم أيضا أن عددا من الدول قامت بتسليح المعارضة السورية من الخارج.

وعن مد روسيا لنظام الرئيس السوري بشار الأسد بالأسلحة، شدد المسئول الروسي على أن الأسلحة التي ترسلها موسكو لدمشق تأتي في إطار عقود قائمة لحكومة شرعية معترف بها دوليا، على حد قوله، مشيرا إلى أن الدول الغربية تحاول إثارة هذه القضية كذريعة لتسليح المعارضة السورية، وذلك لتحقيق رغبتها بإسقاط الأسد والإطاحة بحكومته.

ووصف فلاديمير يوكانين مدير شركة خطوط السكك الحديدية الروسية المملوكة للدولة، والصديق المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين- في مقابلته مع مجلة (دير شبيجل) الألمانية الدعوات بالتدخل الأجنبي في سوريا بأنها غير المبررة ، مستنكرا أن الساسة الغربيين أضحوا يرون أن التدخلات العسكرية والضربات الجوية باتت أدوات السياسة الشرعية منذ هجمات حلف شمال الأطلنطي (ناتو) في يوغوسلافيا عام 1990، حيث إنها الطريقة المثلى التي ينتهجها الغرب على من لا يتفق مع وجهة نظرهم لإرساء مفهوم الديمقراطية الخاص بهم.

وأضاف قائلا الدول الغربية لديها ازدواجية في معايير تطبيق الديمقراطية وذلك وفقا لمصالحهم وأهوائهم الشخصية والاقتصادية الخاصة، حيث إن الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي على الرغم من أنه كان ديكتاتورا فإن فرنسا وإيطاليا - اللتان شاركتا في التدخل العسكري في ليبيا - كانت لهما علاقات وطيدة معه قبل الثورة الليبية، فضلا عن سياسة غض البصر التي تتبعها الدول الغربية تجاه عدد من الدول العربية التي تفتقر إلى الديمقراطية، بيد أن الغرب يقف صامتا عما يحدث من انتهاكات داخلها، لما لديه من مصالح وطيدة معها.

وردا على سؤال المجلة الألمانية حول أن شعوب عدد من الدول العربية ثارت ضد حكامها الديكتاتوريين، وإنها ليست محاولة من جانب الغرب لتشكيل الديمقراطيات، شدد المسئول الروسي على أن ثورة تلك الشعوب على حكامها ليس معناها أن تهيمن الدول الغربية على هذه الدول وأن تحاول التدخل في شئونها بحجة إرساء الديمقراطية.

واختتم يوكانين حديثه مع دير شبيجل قائلا: إن محاولات روسيا الدعوة لإجراء مفاوضات لتسوية الوضع في سوريا تقابل من الغرب بانتقادات واسعة، معتبرا أن الأزمة السورية وسعت الهوة بين روسيا والدول الغربية.