برقية من «بوتفليقة» إلى ملك المغرب

عربي ودولي

أرشيفية
أرشيفية

أعربت مصادر عربية ومغاربية عن ارتياحها للبرقية التي وجّهها الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة إلى العاهل المغربي الملك محمّد السادس بمناسبة مرور سبعة وعشرين عاما على تأسيس «الاتحاد المغاربي العربي».

وقالت هذه المصادر نقلا عن صحيفة العرب اللندنية، إن البرقية التي اتسمت بالحرارة والاستعداد للتعاون مع المغرب من أجل مواجهة تحدّيات المرحلة، تشير إلى تغيير في الموقف الجزائري، أقلّه من الناحية النظرية.

لكنّ المصادر نفسها قالت إن هذا التغيير تنقصه خطوات عملية، خصوصا أن الجزائر لم تقدم على أي مبادرة تعكس نيتها الانتقال إلى إيجاد انفراج حقيقي في العلاقة مع المغرب.

وأوضحت أن في استطاعة بوتفليقة إظهار أنّه صادق في مشاعره نحو المغرب في حال إقدامه على خطوتين. الأولى إعادة فتح الحدود البرّية بين البلدين المغلقة منذ العام 1994 والأخرى التوقف عن شن حرب بالوكالة على المغرب عن طريق ما يسمّى جبهة “بوليساريو”.

ورأت أن المفيد إظهار الرئيس الجزائري عواطف جيّاشة تجاه المغرب، خصوصا في هذه الفترة بالذات التي تمرّ بها بلاده في مرحلة انتقالية، لكنّ المفيد أكثر أن ترافق الأفعال ما ورد في البرقية الموجّهة إلى ملك المغرب.

وأشارت إلى أنه ليس سرّا أن قضية الصحراء المفتعلة من الجزائر، وهي نزاع مغربي ـ جزائري أصلا، عطلت إلى الآن أي تطور لتجربة “الاتحاد المغاربي” الذي يضم أيضا كلا من تونس وليبيا وموريتانيا.

ولاحظت أن ملك المغرب لم يفوت مناسبة في السنوات الأخيرة إلّا ودعا فيها إلى إعادة فتح الحدود البرّية بين البلدين وإلى تسوية قضية الصحراء انطلاقا من الحل الواقعي الذي يطرحه المغرب والقائم على الحكم الذاتي الموسّع في إطار السيادة المغربية.

وأعلن الرئيس الجزائري في برقية وجهها إلى العاهل المغربي بمناسبة الذكرى السابعة والعشرين لإعلان قيام الاتحاد المغاربي أن تحقيق وحدة المغرب العربي باتت “أكثر من ضرورة” في وقت تتعرض فيه المنطقة إلى “تحديات على جميع المستويات”.

وبدا بوتفليقة حريصا على تقوية التعاون المغاربي حين جدد “حرص الجزائر العميق وعزمها الراسخ على العمل مع سائر شقيقاتها في المنطقة، في سبيل الحفاظ على مكتسبات هذا الإنجاز التاريخي، والسعي الجاد من أجل تطوير مؤسساته وهياكله”.

وأضاف أن هذا المشروع “يمثل الإطار الأنسب لتمتين علاقات التعاون بين أقطارنا وبلوغ أعلى المستويات من الأمن والاستقرار في فضائنا الجهوي”.

ورغم إصرار السلطات الجزائرية على دعم البوليساريو وتوسيع دائرة الخلاف مع المغرب بسبب ذلك، فإن أصواتا داخلية مؤثرة بدأت ترتفع مطالبة بفتح الحدود مع المغرب وتوسيع دائرة التعاون معه، ما يعكس إحساس الجزائريين بالعبء الذي أصبحت البوليساريو تمثله على مصالحهم وأمنهم.

وتمارس الأحزاب الجزائرية ضغطا كبيرا لدفع السلطات إلى فتح الحدود البرية مع المغرب. ويتزامن ذلك مع إحساس في الحكومة بالضعف أمام الأزمة المالية الناجمة عن تدني أسعار النفط، وكذلك في لحظة تفقد فيها السلطة توازنها بسبب قصقصة بوتفليقة أجنحة كبار الجنرالات.