كلينتون: توافق الآراء في مصر يضمنن التحول الديمقراطي

أخبار مصر



أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن التحولات في المنطقة العربية دخلت مرحلة يجب أن تتميز بشكل أكبر بالتوافق بدلا من المواجهة وبتبني السياسات أكثر من الاحتجاجات، مشيرة إلى أن هذه السياسات يجب أن تحقق الإصلاحات الاقتصادية وفرص العمل حتى يمكن للناس الحصول على سبل كسب العيش وإعالة أسرهم، كما يجب أن تكون سياسات قادرة على المنافسة ومتغلغلة في قواعد الديمقراطية.



وأضافت إن مصر أكبر دولة في الأمة العربية وحجر الزاوية في المنطقة، وإن القيادة الجديدة المنتخبة فيها أكدت أن نجاح التحول الديمقراطي في مصر يعتمد على بناء توافق في الآراء وتلبية احتياجات واهتمامات جميع المصريين من الرجال والنساء ومن جميع الأديان والطوائف، حسب ما ذكرته وكالة أنباء الشرق الأوسط.



وأكدت أن الولايات المتحدة تقف مع الشعب المصري في سعيه للحصول على الحريات العالمية والحمايات اللازمة، منوهة بأن مكانة مصر الدولية تعتمد على إقامة علاقات سلمية مع جيرانها والخيارات التي تتبناها في الداخل المصري ومدى تلبيتها للوعود التي قدمتها لشعبها.



جاء ذلك في كلمة لكلينتون خلال مؤتمر شمال أفريقيا الذي عقد اليوم في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في العاصمة الأمريكية واشنطن والذي تناولت فيه الأوضاع في دول المغرب العربي على ضوء التحولات والتغييرات التي حققها الربيع العربي.



وأشارت إلي أنه يتعين على الجميع في المنطقة العربية رفض العنف والإرهاب والتطرف والالتزام بسيادة القانون ودعم استقلال الهيئات القضائية والتمسك بالحريات الأساسية، مشيرة إلى أن تحقيق ديمقراطية حقيقية ونمو على مستوى القاعدة سيكون عملية طويلة وصعبة.. ومن ثم يتعين توقع انتكاسات على الطريق، منوهة بأن العودة إلى ما كانت عليه الأمور في ديسمبر 2010 ليس فقط غير مرغوب فيه ولكنه مستحيل.



وفيما يتعلق بالاستثمار في القادة المسئولين والمؤسسات الديمقراطية التي تخضع للمساءلة التي يجب أن تعقبها استثمارات حقيقية، قالت كلينتون إن الولايات المتحدة حشدت أكثر من مليار دولار لأغراض المساعدة المستهدفة منذ بداية الثورات العربية، مشيرة إلى أن إدارة أوباما طلبت من الكونجرس صندوق جديد بمبلغ 770 مليون دولار سيكون مرتبطا بتحقيق إصلاحات سياسية واقتصادية محددة، وحثت الكونجرس مرة أخرى على المضي قدما في إعطاء الأولوية لهذا الطلب.



ولفتت كلينتون إلى أنها ما زلت مقتنعة بأن شعوب العالم العربي لا تريد استبدال طغيان دكتاتور بطغيان الغوغاء لأن ذلك لا يحقق الكرامة.



واستعرضت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون مظاهر العنف التي رافقت الاحتجاجات في منطقة المغرب العربي وخاصة في ليبيا وتونس.



وفي تعليقها على الهجوم على القنصلية الأمريكية في ليبيا ومقتل رجل أمن يمني يعمل بالسفارة الأمريكية في اليمن والهجوم على مدرسة أمريكة في تونس، قالت كلينتون إن بلادها لا يمكنها أن تمنع وقوع كل أعمال العنف والإرهاب لتحقيق الأمن بشكل كامل ولا يمكن للناس أن يعيشوا في حصون للقيام بأعمالهم، إلا أنها أكدت مسئولية بلادها عن السعي باستمرار لتحسين الأمن وتقليل المخاطر التي قد يتعرض لها الأمريكيين مع توفير الموارد التي يحتاجون إليها للقيام بأعمالهم في الخارج على أكمل وجه.



وفيما يتعلق بسوريا، قالت كلينتون إن بلادها تقدم المساعدات الإنسانية اللازمة للشعب السوري الذي شن عليه الأسد حربا شرسة، مؤكدة التزام أمريكا بمواصلة العمل مع شركائها لزيادة الضغط على نظام الأسد.



وفيما يتعلق باليمن، أشارت الوزيرة إلى أن بلادها تدعم المفاوضات التي تحقق في نهاية المطاف انتقال سلمي، كما تعمل على منع القاعدة وغيرها من المتطرفين من تهديد المؤسسات الديمقراطية الناشئة في اليمن ومنعها من إيجاد ملاذ أمن لشن هجمات جديدة هناك.



وبالنسبة للأردن، قالت الوزيرة إنها اجتمعت الشهر الماضي مع العاهل الأردني وأكدت له أهمية مواصلة الإصلاحات لنقل بلاده نحو مزيد من الديمقراطية والرخاء.



وفيما يتعلق بالمغرب والجزائر، قالت كلينتون إنهما لم تمرا بتجربة الثورات العربية الأخيرة، إلا أن أحداث هذه الثورات اختبرت قيمهما وخياراتهما، فعندما دعا المواطنون للتغيير في المغرب، استجاب العاهل المغربي محمد السادس لمجتمعه بالشروع في إصلاحات دستورية كبرى.



وفي ختام كلمتها، قالت كلينتون إن الولايات المتحدة تساعد شعوب المنطقة على تخطيط مصيرهم بأنفسهم وتحقيق كرامتهم الإنسانية بشكل كامل، مشيرة إلى أن الكرامة كلمة تعني أشياء كثيرة لمختلف الشعوب والثقافات، وأن أحد المصريين قال في أعقاب الثورة إن الحرية والكرامة أكثر أهمية من الغذاء والماء لأن الإنسان لا يشعر بطعم طعامه وشرابه عندما يتناولهما في ذلة ومهانة.