إيمان كمال تكتب: (القاهرة ونيلها)
هل أصابتك الصدمة وأنت تشاهد دويتو الساعة «القاهرة» الذى جمع بين الهضبة عمرو دياب والكينج محمد منير، هل خيب الفيديو كليب والأغنية توقعاتك؟!
إذن الأزمة ليست فى عمرو ولا حتى فى منير وان كان لكل منهما العديد من الأغنيات الوطنية الشهيرة التى سجلت فى تاريخهما الفنى لاعتبارات عديدة.
فلم تصدمنى على الإطلاق الصورة التى ظهر بها الفيديو كليب ولا عين المخرج شريف صبرى للقاهرة التى من المؤكد أنه لا يعرف عنها سوى الفنادق الفاخرة المطلة على النيل، فما الذى سيربط (بينهم) وبين «عم فكرى بتاع البليلة» الذى غنى له عمرو منذ سنوات طويلة أغنيته الشهيرة «رصيف نمرة خمسة» ماذا يعرفون عن «البنت أم المريلة الكحلى» التى غنى لها منير.
الكليب خرج بالصورة والمضمون المناسب لكل منفذى الأغنية بداية من عمرو دياب الذى اعتاد على تكرار تيماته للحفاظ على صورته وبريقه أمام جمهوره مع تركيزه الدائم على حيويته وشبابه بعدما تجاوز الخمسين وهو ما ركز عليه بالفعل المخرج طوال التصوير، فيما أحب منير أن يصل إلى جمهور عمرو بطريقة غير مباشرة فقرر الخروج من الموقف بأن يظهر فى شكل صديق حميم يكرر إحد كوبليهاته فى لقطة عادية جدا تتناسب مع قيمة الأغنية ومضمونها.
المشكلة الحقيقية ليست فى كليب «القاهرة» وانما الأزمة فى محاولات تجميل مدينة تعيش واقع مرير وتشوه بصرى يعانى منه كل من يسكنها وهو ما جعل عمرو ومنير يهربان منها إلى أماكن بالتأكيد أفضل حال على أرض الواقع فبينما يعيش عمرو بين دبى ولندن اختار منير الشيخ زايد وألمانيا التى يقضى فيها أغلب الوقت.
لماذا ندفن رءوسنا فى الرمال بدلا من محاولات الخروج من الأزمات الحقيقية التى نعيشها فى المدينة البائسة، من منا بات يستمتع بقعدة النيل؟ هل يمكن لفتاة بسيطة أن تنزل شوارعها دون أن تتعرض للتحرش؟ هل جربت أن تمنع احدهم من أن يرمى الزبالة فى شوارعها الجميلة من غير أن تتلقى توبيخا وكأنك الجانى؟
كل ما فى الأمر بأننا توقعنا أن يطل علينا منير وعمرو بالقاهرة «العروسة» التى تربت فى أرواحنا منذ الطفولة، فرأينا بخيالنا قبل طرح الغنوة الجدعنة فى الأحياء الشعبية مثلما الحال فى أغنية شيرين عبدالوهاب «مشربتش من نيلها» أو القاهرة الساحرة التى غنى لها عبدالحليم حافظ أو قاهرة على الحجار المدينة الصامدة.
فالخطأ ليس لعمرو أو منير ولا حتى مخرج الفيديو كليب بقدر ما هو الرهان على القاهرة التى لم تعد موجودة بالفعل .