طائرة "ابابيل" الإستطلاعية التقطت صور تفصيلية لمفاعل ديمونا ... ايران اجرت تحديث على طائرة الاستطلاع الامريكية

عربي ودولي


كما كان متوقعا جاء كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي كشف فيه عن بعض الجوانب بما يتعلق بطائرة أيوب الإستطلاعية ليراكم مشكلة إضافية على رأس القيادة السياسية والأمنية الاسرائلية التي لا تزال تبحث عن مخرج لأزمة فشل منظومة القبة الحديدية التي تعجز حتى الآن في منع صواريخ المقاومة من دك المستوطنات الداخلية، وبالعودة الى مصيبة اسرائيل مع الطائرة فقد أظهرت نتائج التحقيقات الأولية التي اجراها سلاح الجو الأسرائيلي ، بأن الطائرة كانت تحلق على علو مرتفع جداً، يقدر بـ 12 ألف قدم، والتقدير الذي توصلت اليه التحقيقات، اظهرت ان الطائرة كانت تحمل معدات وادوات، لكن لم يتضح بعد، ما إذا ما كانت هذه المعدات مخصصة للملاحة الجوية وتسييرها في الجو من قبل مرسليها، او انها معدات مخصصة للتصوير واستطلاع الاهداف على الارض او في البحر.

وبالحديث عن البحر كان لافتا عبارة للسيد نصرالله جاء فيها الكل يعرف ماذا يوجد في البحر الآن وهو ما يشير الى المنصات التي استحدثتها اسرائيل للتنقيب واستخراج النفط من المياه، لا سيما بعد اعلان اسرائيل عن اكتشاف كميات من الغاز الطبيعي في حقل بحري جديد بالغ الاهمية على المتوسط. وقالت شركة اوبورتينتي ريسورسز الاسرائيلية – المتخصصة في اكتشاف مصادر الطاقة تحت البحر – ان عمليات حفر استكشافية تشير الى احتمال وجود 190 مليار متر مكعب من الغاز في حقل بيلاجيك الذي يقع قبالة سواحل يافا.

وصرح رئيس الشركة روني هيلمان ان كمية الغاز المكتشفة والاحتمالات الكبيرة تجعل منه ثالث اكبر حقل يكتشف قبالة سواحل اسرائيل. واشار الى ان هذه الكميات تضمن مستقبل اسرائيل لعقود عديدة .وفي 2010 تم اكتشاف حقلي تامار وليفياتان للغاز على عمق اكثر من 1600 متر على بعد 130 كلم قبالة حيفا. وقد يحتوي حقل ليفياتان على 450 مليار متر مكعب من الغاز وتامار على 238 مليار متر مكعب.

وتعد هذه اهم ثروة محروقات بحرية يعثر عليها في العالم منذ عقد وتقدر قيمتها بعشرات المليارات من الدولارات. وتحاول اسرائيل استغلال هذه الحقول للحد من اعتمادها على استيراد الطاقة خصوصا منذ توقف امدادات الغاز المصري.

وبحسب موقع إسرائيل ديفينس المتخصص بالشؤون العسكرية الإسرائيلية، فإن الطائرة من دون طيار الإيرانية التي أطلقها حزب الله حوّل مسألة حماية منشآت الغاز في البحر المتوسط إلى مسألة عاجلة جدا ، وأضاف: حتى الآن بدا التهديد الأساسي الذي يهدد منشآت التنقيب واستخراج الغاز من البحر هو القوارب المفخخة أو تلك التي تحمل مسلحين. لكن نجاح حزب الله في إطلاق طائرة وتحليقها على طول الساحل الإسرائيلي وبعد ذلك دخولها الى داخل المجال الجوي لـ إسرائيل غيّر بحسب كلام الخبراء الصورة كليا.

ويرى بعض الخبراء الاسرائيليين فإن هذه العملية هدفها الأساسي هو اختبار قدرة الكشف المسبق للطائرة من دون طيار. هذه القدرة تبين أنها تشوبها عيوب وخاصة أن هذه الطائرة دخلت المجال الجوي الإسرائيلي وحلقت به حوالي نصف ساعة.

وأضاف الخبراء سبق وأن أطلق السيد نصر الله تهديدات ضد منشآت الغاز الإسرائيلية في البحر المتوسط. وكما يبدو فإن الطائرة من دون طيار التي حصل عليها من إيران لم تكن لأهداف استخبارية، لأن ما يمكن أن يحصل عليه من هذه الطائرة يمكن أن يحصل عليه من خدمة Google earth.

كما يعتقد أحد الخبراء الاسرائيليين أن لا حاجة لحزب الله لاستخبارات تكتيكية، لأن سلاحه الأساسي هو الصواريخ والتي لا تحتاج الى معلومات فورية من النوع الذي تؤمنه طائرات من دون طيار.

ويعتبر إن الحاجة لهذا النوع من الطائرات بحسب الخبير هو لهدف الإزعاج ومهاجمة أهداف كبيرة مثل منشآت التنقيب عن الغاز. وعليه فإن الوضع الجديد يستوجب توجيه الكثير من الوسائل الأخرى من أجل حماية منشآت الغاز في المياه الاقتصادية لـ إسرائيل .

وبينما لا يزال قادة اسرائيل يحللون ويبحثون في الثغرات الجديدة التي تعاني منها دفاعاتهم الجوية مما أدى الى نجاح المقاومة في تحقيق انجاز جديد عبر ادخال طائرة استطلاعية اخترقت المجال الاسرائيلي بمئات الكيلومترات ولمدة تجاوزت الخمسة عشر دقيقة، لعل أكثر ما سيقض مضاجع قادة اسرائيل وعسكرييها تأكيد السيد نصرالله أن الطائرة «لن تكون الأخيرة، وليست المرة الأولى». طائرات الاستطلاع التابعة للمقاومة في لبنان حلّقت وستعاود التحليق فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة.