أهالي تل العقارب:«لن نترك منازلنا إلا على جثتنا».. والحي يؤكد: «سنستمر في الهدم»
في الوقت الذي أخلت فيه محافظة القاهرة، منازل أهالي منطقة «تل العقارب» بحى السيدة زينب وهدمتها بـ«اللودر»، احتج الأهالي على هذا القرار وأنشأوا أسقف من الخشب فوق منازلهم التي تم هدمها من قبل المحافظة، وأصروا على «العيش» بداخلها.
رصدت «الفجر» حال الأهالي بعد هدم منازلهم أمام أعينهم تحت شعار «تطوير العشوائيات»، وقال سيد حنفي، من أهالي المنطقة، وصاحب ورشة خراطة، إنه يقيم في تلك المنطقة منذ خمسون عاماً وما يذاع عبر وسائل الإعلام حول أن تل العقارب (عشش) بدون (منازل) يعتبر كذب وافتراء لأن المنطقة بأكملها بها (منازل وعائلات).
وتابع «حنفي» أن منزلي به 8 أسر والمحافظة آرادت إعطائي 3 وحدات سكنية لهم ومساحة كل وحدة 42 متر، فهل يعقل أن كل أسرة بها 5 و6 أفراد يقال لهم ستقيموا أنتم الاثنين داخل «شقة» مساحتها 42 متر؟!.. لافتاً إلى أن الموضوع ليس ساري على السكن فقط لكن المحافظة أيضاً تريد هدم (ورش الخراطة) التابعة لنا ونحن لم نحتج على ذلك لكن فوجئنا أن المكان الذى تم اختياره لنا لن يصلح نهائياً.
واستكمل: أنهم توجهوا لرئيس الحي حسام رأفت، لنخبره بذلك قال لنا سأرسلكم لمنطقة (الكندية) بحي البساتين، واتصل برئيس الحي، ووافق على ذهابنا للبساتين، وقال لـ«رأفت» لدينا أماكن فارغة لأهالي المنطقة بعد ذلك قال لنا: هذه أماكن استثمار ولا يجوز اصطحابكم إلى هناك، مشيراً إلى أن رئيس حي السيدة زينب، زعم أمام رئيس مجلس الوزراء بأنه قام بتسليمنا الوحدات السكنية وتسليم أماكن جديدة لأصحاب الورش.
وأوضح صاحب ورشة خراطة، أن الأهالي راضين عن ذلك، مع العلم أن كل حديثه خطأ لأننا غير راضين وبيوتنا (اتخربت) على يد رئيس الحي والمحافظة، ولن نترك منازلنا إلا على (جثثنا)، مؤكدًا أن أصحاب كل الورش بحوزتهم أوراق تثبت أنهم درجة أولى فكيف يريد رئيس الحى "نفينا" داخل الجبال بحجة تطوير العشوائيات؟
وقال فتحي محمد، أحد الأهالي المقيمين داخل المنطقة، إنني أقيم في تلك المنطقة منذ 30 عاماً وهدمت المحافظة والحي المنزل والمحل الذي كنت أعمل به (ترزي)، موضحاً أن ما يحدث لنا «خراب بكل المقاييس» والمحافظة ورئيس الحي (خربوا بيوتنا)، بالإضافةً إلى ذلك أن رئيس الحي قال:«ليس هناك وحدات سكنية (للمطلقات والأرامل) وسنعرض أوراقهم على الجمعيات الخيرية إذا كان هناك مساعدة لهم أم لا والسؤال الآن: أين يذهبوا هؤلاء بأطفالهم فهل هذا عدل؟!.. مؤكداً أنه لن يترك أرضه إلا على جثته.
وأضافت الحاجة «أم وفاء- 70 عاماً»، أنها تمكث في المنطقة منذ طفولتها، وبالرغم من ذلك تريد المحافظة هدم منزلها وتشريدها هي وأسرتها، مناشدة الرئيس عبدالفتاح السيسي، بأن يرأف بحالهم وينظر لهم بعين الشفقة لأن ما يحدث لهم ما هو إلا تدمير لحياتهم فقط، قائلة:(لن نترك منازلنا إلا على فراش الموت لأن تلك المنطقة تعتبر الحياة بالنسبة لنا ولأولادنا وأحفادنا).
رئيس الحي:«معنديش رد» وهستمر في هدم المنازل
وقال رئيس حي السيدة زينب حسام رأفت، الذى رفض في البداية الحديث معنا حول هدم منازل أهالي (تل العقارب) ونقلهم إلى أماكن غير راضيين عنها وتصميمهم على أماكنهم بالرغم من هدم معظمها: «أنا معنديش رد للناس»، مضيفاً أنه سلمت 35 وحدة سكنية في 6 أكتوبر، وهدم 15 عقار حتى الآن، والأهالي راضيين عن ذلك والرافضين هم:(تجار الحشيش والمخدرات" لذلك لن أسمع لهم)».
وأوضح «رأفت»- في تصريحات خاصة لـ«الفجر»- أنه عرض عليهم 500 جنيه شهرياً لمدة عام كامل لأني لم استطيع أن أنقل ورشهم إلى أماكن قريبة لأن لا يصح أن أقوم بإصلاح شيء وإفساد الأخر، مؤكداً أن كل شخص يريد مكان على (مزاجه) لذلك لن التفت لهم لأن المحافظة لن تستطيع وقف مشروع مثل ذلك لإرضاء أشخاص يريدون هدم الدولة وضد المصلحة العامة لها.
وأكد رئيس حي السيدة زينب، أنه سيستمر في هدم منازل أهالي المنطقة، قائلاً؛«هذه الأرض ملك الحكومة والأهالي حصلوا عليها بوضع اليد لذلك يجب أن نقوم بتنظيف المنطقة من العشوائيات».