بعد ارتفاع حدة حوادث الطرق.. مختصون: العنصر البشري وافتقار الصيانة الدورية أبرز الأسباب
بالرغم من التطور التكنولوجي، واستحداث التقنيات، إلا أنها فشلت في اختراع تقنية حديثة لتجنب حوادث الطرق؛ فشبكة النقل بمصر تعتبر هي الأسوأ عالميًّا، سواء بالقطارات أو بالسيارات؛ بسبب الطرق غير المجهزة أو لمخالفة السائقين قواعد المرور، حيث تدخل مصر ضمن أكثر 10 دول في العالم تقع فيها حوادث طرق، وتشير الإحصائيات لوقع حالة وفاة كل نصف ساعة، ويبلغ عدد الوفيات الناجمة عنها 12 ألفًا، فيما بلغ عدد المصابين 50 ألفًا في نهاية عام2015.
لعل أبرزها حوادث قطارات مدينة العياط جنوب الجيزة، التي سبق وقوع عدة حوادث بها، ناهيك عن مصرع ٢١ شخصاً، وإصابة ٤٨ آخرون في عدة حوادث بسبب الشبورة المائية الكثيفة على الطرق، في بني سويف والبحيرة وكفر الشيخ ، بينهم ١٧ لقوا مصرعهم و٢٠ أُصيبوا في تصادم بين نحو ٣٠ سيارة على الطريق الصحراوي الشرقي، في بني سويف، ما تسبب في تعطل الحركة على الطريق نحو ثلاث ساعات.
العنصر البشري أحد أسباب حوادث الطرق
ويؤكد أحمد حشيش، أمين شعبة مدني بالنقابة العامة لمهندسي مصر الظاهرة المرورية، أن 30% من الحوادث في مصر تحدث بسبب المركبة و30% بسبب الطريق والبيئة المحيطة و40% بسبب العنصر البشري.
وأوضح حشيش، أن وسائل السلامة في الطريق تتمثل في «التصميم والتخطيط الهندسي للطريق وإضاءة الطريق، وصلاحية الطريق والسلامة المرورية عليه أتربة، رمال، أدوات تنظيم المرور كالإشارات الضوئية واللوحات التحذيرية والإعلامية، ومراقبة الحمولات الزائدة للشاحنات»، مؤكداً على أن العنصر البشري أي السائق هو العنصر الفعال.
وأشار حشيش، إلى أن المعدل العالمي لعدد قتلي حوادث الطرق لكل 100 كم يتراوح بين 4 و20 قتيلًا بينما المعدل المصري لعدد قتلي حوادث الطرق لكل 100 كم يصل إلى 131 قتيلًا، مضيفًا أن المعدل المصري يزيد على 30 ضعف المعدل العالمي.
تشديد العقوبات
وأضاف شريف محمود، أستاذ الطرق والمرور بكلية الهندسة جامعة المنصورة، أن أهم الأهداف التي ينبغي الوصول إليها هي استخدام وسائل وأجهزة الرقابة الآلية خاصة على مخالفات السرعة وتجاوز الإشارة الضوئية، وإيجاز التشريع المناسب لها مع تشديد العقوبات على المخالفات التي تؤدي إلى وقوع الحوادث المرورية والتسبب في الوفيات.
وكشفت الإحصاءات أن طريق «أسيوط– المنيا» هو الأعلى في مستوى الحوادث، يليه طريق المنصورة، والشرقية، ثم القليوبية، بينما جاء طريق الإسكندرية الأقل من حيث عدد الحوادث.
إصدار نشرة ربع سنوية
وأشارت الدكتورة سعاد الضوي، ممثلة الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، إلى تعاون الجهاز مع مشروع تقليل حوادث الطرق، بإصدار نشرة ربع سنوية عن عدد الحوادث وأسبابها.
وأضافت الضوي، أنه في إطار هذا التعاون تم وضع كاميرات مراقبة بمحافظة الإسكندرية شملت 3 طرق هي الطريق الدائري، وطريق الكورنيش، وطريق جمال عبد الناصر، تبين منها أن 16% من مرتادي الطريق الدائري لا يضعون حزام الأمان، مقابل 18.5% لطريق الكورنيش، و13.7% لطريق جمال عبد الناصر.
مشاكل الطرق ترجع إلى التنفيذ.
وأوضح مصطفى صبري، أستاذ تصميم النقل وهندسة المرور بجامعة عين شمس، أنه فيما يتعلق بمشكلات الطرق فغالباً ما ترجع إلى التنفيذ وليس التخطيط.
وتابع: «الأسفلت مثلاً أحياناً ما يكون به نسبة شمع وبالتالي مع تعرضه للشمس نجد السيارات تسير فوق طرق قد تدفعها للانزلاق والتصادم، خاصة مع غياب المسافات البينية بين السيارات، وأيضا المطبات الكثيرة التي عادة ما لا يتم الالتزام بالمعايير القياسية في تنفيذها، فالمطب المفترض عمله بالمناطق الهادئة يكون ارتفاعه لا يزيد عن 15 سم وعرضه 4 أمتار للتهدئة أما ما نشاهده على الطرق يكون صغير جدا وبتالي يعكس ضوء السيارات على الطريق ليسد الحاجة إلى الاضاءة الجانبية بهذا الشكل تتلف إطارات السيارات».
مصر تفتقر زاوية الانحناء
وألمح إسلام حلمي، مهندس طرق وكباري، إلى أن المطبات تسهم في زيادة حوادث الطرق؛ حيث يعاني قائد السيارات منها خاصةً على الطرق السريعة، لذا يجب مراعاة إقامة المطبات وفق قواعد معينة وإنارتها بألوان مختلفة للتنبيه، مضيفًا أن مصر تفتقر زاوية انحناء الطرق، والمطب ليس مدروسًا وله دليل، ناهيك عن المطبات الهوائية، مشيرًا إلى أهمية الصيانة الدورية.