تأهب عسكري «مصري – سعودي» لمواجهة «إيران»

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية

أعلنت مصر في أكثر من مناسبة، وقوفها مع المملكة العربية السعودية، في مواجهة التدخلات الإيرانية، سواء كان ذلك على لسان الرئيس عبدالفتاح السيسي، أو وزير الخارجية سامح شكري.

وأعلن المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة المصرية العميد محمد سمير، عن مشاركة وحدات من القوات المصرية في تمرين «رعد الشمال» الذي يستمر أيام عدة في المملكة، وذلك في إطار خطة التدريبات المشتركة بين البلدين، وباقي الدول العربية.

وأوضح أن «مراحل الإعداد للتدريب ورفع معدلات الكفاءة الفنية والقتالية للعناصر تضمنت المشاركة في المواضيع العامة والتخصصية، وتنفيذ مخطط التحميل والنقل الاستراتيجي للقوات من مناطق تمركزها إلى موانئ التحميل والوصول، بما يسهم في تحقيق النقاط والأهداف التدريبية المطلوبة، وصولاً إلى أعلى معدلات الكفاءة القتالية والاستعداد لتنفيذ مهمات مشتركة بين قوات الدول المشاركة في التمرين على مواجهة المخاطر والتحديات التي تستهدف أمن واستقرار المنطقة». 

وأوضح خبراء أن التدريبات العسكرية المصرية - السعودية، تهدف إلى التأهب والاستعداد لردع أي محاولات إيرانية للتدخل في الشأن الخليجي مجددا، والتأكيد على وقوف العرب صفا واحدا في مواجهة التصرفات الإيرانية الغير مسؤولة.


وشدد الملحق العسكري المصري بالمملكة العميد أركان حرب محمد أبوبكر على أن رعاية السعودية لتمرين «رعد الشمال»، الذي سينطلق خلال أيام بمشاركة مصر فيه إضافة إلى قوات من الأردن، تصب في سياق الحفاظ على الأمن العربي المشترك.

وقال في اتصال مع «الحياة اللندنية»: «إن المشاركة في التدريب يأتي في إطار العلاقات المتنامية بين المملكة ومصر»، مشيراً إلى أن «التمرين يدفع نحو مزيد من التواصل والترابط بين القاهرة والرياض، وخصوصاً في ما يتعلق بحماية الأمن القومي العربي من جهة، أو حماية الأمن القومي السعودي والمصري من جهة أخرى».

 وأوضح أن «التعاون العسكري بين القاهرة والرياض يختلف عن أوجه التعاون الأخرى القائمة، إذ إن القوات المسلحة السعودية والقوات المصرية تخوضان بشكل دوري تدريب فيصل (قوات جوية)، ومرجان (قوات بحرية)، وتبوك (قوات برية)»، مضيفاً أن «هناك تدريبات خاصة بين القوات السعودية والمصرية والدول العربية والإسلامية تجري بشكل دوري على أراضي المملكة».

وأكد أن «المشاركة المصرية في تمرين رعد الشمال هي من الأكبر بين القوات المشاركة التي تمثل عدداً كبيراً من الدول بينها دول مجلس التعاون الخليجي، والأردن، إضافة إلى مشاركة عدد كبير من الدول بصفة مراقب بدعوة من المملكة، وهي من أكبر المناورات التي تتم في منطقة حفر الباطن».

 وعن الاختلاف بين مناورات «رعد الشمال» وباقي المناورات العسكرية الأخرى قال أبوبكر: «إن هذه المناورة بقيادة المملكة تختلف عن أية مناورة أخرى، وخصوصاً من حيث العدد والقوات المشاركة، فهي الأكبر حجماً، وذلك في إطار التعاون العسكري بين البلدين في الاتجاهات كافة». 

وأكد أنه «على رغم انشغال القوات المصرية على مدى أربعة أعوام مضت في مهمات داخلية، إلا أنها على أهبة الاستعداد للمشاركة بشكل مشرف في أية تمرينات خارجية ما يؤكد التزامها وجاهزيتها». 

وأشار إلى حرص مصر على تعزيز العلاقات مع المملكة في الصعد كافة، موضحاً أن «الاستعدادات العسكرية السعودية تصب ضمناً في مصلحة البعد الأمني القومي لمصر سواء في منطقة قناة السويس أم باب المندب».  

من جانبه قال المتحدث باسم الخارجية المستشار أحمد أبوزيد، إن الاجتماع الوزاري التشاوري لوزراء الخارجية العرب، في الإمارات، توصل إلى الاتفاق على اتخاذ خطوات محددة، تتابعها الدول العربية، تمهيدا لصياغة موقف عربي موحد ومشترك، للتعامل مع التدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية.
 
واستدعت، السعودية، السفير الإيراني لدى المملكة، وسلمته مذكرة احتجاج شديدة اللهجة حيال التصريحات الإيرانية العدوانية الصادرة تجاه الأحكام الشرعية التي نفذت بحق الإرهابيين في المملكة، وعبرت له الوزارة عن استهجان المملكة ورفضها القاطع لهذه التصريحات العدوانية التي تعتبرها تدخلا سافرا في شؤون المملكة.

كما حمَّلت وزارة الخارجية الحكومة الإيرانية المسؤولية كاملة حيال حماية سفارة خادم الحرمين الشريفين في طهران، وقنصلية المملكة في مدينة مشهد، وحماية أمن كافة منسوبيها من أي أعمال عدوانية، وذلك بموجب الاتفاقيات والقوانين الدولية.

ووجهت وزارة الخارجية الإيرانية تحذيرا للسعودية من إعدام القيادي الشيعي المعارض نمر النمر. 
وقال مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبداللهيان إن تأييد حكم إعدام النمر تبعث على القلق.

وحذر عبداللهيان من أن إعدام النمر سيكلف السعودية ثمنا باهظا، وأضاف: يجب أن يكف المسؤولون السعوديون عن المغامرات ضد أبناء شعبهم ودول المنطقة وأن يتحركوا في مسار الإنصاف والمنطق، وهو ما دفع عدد من الدول العربية إلى سحب السفراء اعتراضا على ما حدث.