مؤمن الجندي يكتب: رسالة إلى عدو أبوتريكة

مقالات الرأي

بوابة الفجر


يعلمون الأطفال في أوروبا والدول المتقدمة كيفية الاختلاف في الرأي واحترام الرأي الآخر، هكذا يدرسون عدد من المواد التي تزرع فيهم استقبال الآراء المختلفة معهم بصدر رحب وبعقل مستنير.

وفي مصر والوطن العربي بشكل عام، نتعلم كيفية عدم احترام الرأي الآخر فعندما ندخل في نقاش يتحول إلى معركة تبحث عن فائز.. لابد من فائز في هذه المعركة المحتقنة التي قد تصل أحيانًا إلى خسارة صديق أقرب أصدقائه بل وصلت إلى أخ يقاطع أخيه، بسبب عدم انتشار ثقافة الاختلاف في الرأي.

أما بعد،،

محمد أبوتريكة لاعب الأهلي ومنتخب مصر السابق، والذي التصق به انتمائه أو تعاطفه مع جماعة الإخوان التي وصل منها محمد مرسي لرئاسة الجمهورية عام 2012 ليعلن أبوتريكة تأييده له عبر فيديو، قلب بعد ذلك حياة لاعب الأهلي وبني ياس الإماراتي السابق رأسًا على عقب، قال جملة واحدة أثناء حفل الكرة الذهبية الجزائرية كانت سببًا في هجوم ناري عليه.

أبوتريكة الذي قال: "الرسول عليه الصلاة والسلام علمنا أن هناك وصايا نكتبها قبل الموت، ومن ضمن الوصايا اللي كاتبها إن التي شيرت اللي عملته (تعاطفا مع غزة) يكون معي في الكفن".

استقبل جميع الحاضرين بالقاعة كلمة اللاعب بتصفيق شديد ووقف الجميع تحية لأبوتريكة، ولكن في مصر.. ماذا حدث؟

أحمد موسى المذيع بقناة صدى البلد استقبل موقف أبوتريكة بهجوم لاذع كالعادة فهو تقريبًا أصبح عدو اللاعب الأول في مصر، قائلًا: "كنت بحبك وبعشقك بس بعد ما بقيت إخواني كرهتك.. تتحدث كأنك زعيم وشايل القضية الفلسطينية على دماغك والدول الإسلامية على رأسك وكأنك يحرك الكون.. شهداء الجيش والشرطة لا يستحقون منك تي شيرت برده زي تي شيرت غزة".

والأسئلة هنا لماذا لا نستقبل مواقف وكلمات الناس بنية حسنة كما أمرنا الرسول صل الله عليه وسلم؟ لماذا نخوض في أمور العامة؟ لماذا النية السيئة هي التي نفكر فيها قبل أي شيء؟ 

أبوتريكة وغيره حر فيما يفعل وفيما يقول طالما أنه لا يهدد الوطن بشيء ولا خطر عليه.

وإلى موسى.. اجعل نيتك صافية ولا ترمي الناس بالباطل وظن بالنية الحسنة أولًا، إلى أن يُثبت العكس.