غدا.. "هولاند" يزور الهند لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين

عربي ودولي

بوابة الفجر


يقوم الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، غدا الأحد، بزياره رسمية للهند من اجل تعزيز العلاقات الثنائية والشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وهذه تعد المرة الثانية التي يزور فيها اولاند الهند.

وتكتسب هذه الزيارة، التي ستستمر ثلاثة ايام، اهمية كبرى، حيث يحل الرئيس اولاند ضيفا شرفيا على احتفالات العيد الوطني "يوم الجمهورية" للهند والمرتقبة يوم 26 يناير، وتعد فرنسا اول دولة اجنبية تشارك في العرض العسكري خلال الاحتفالات بفوج المشاة الخامس والثلاثين. 

وخلال هذه الزيارة، يجري الرئيس أولاند مباحثات مع رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي ورئيس الهند براناب مخرجي، ويشهد التوقيع على عدة اتفاقات في مجالات التنمية الحضرية المستدامة والطاقة والرقمية والدفاع والفضاء وكذلك في التعاون الثقافي والعلمي والجامعي.

ويحضر الرئيس الفرنسي منتدى اقتصادي بحضور رجال الاعمال من الجانبين ويلتقي ايضا على مأدبة غذاء مع عدد من الفنانين والمثقفين والسينمائيين الهنود.

ومن المقرر ان يقوم الرئيس اولاند ورئيس وزراء الهند بوضع حجر الأساس لمقر التحالف الشمسي الدولي بمدينة "جورجاون" الهندية والذي تم إطلاقه في ديسمبر الماضي على هامش قمة المناخ بباريس بحضور 45 رئيس دولة وحكومة. 

ويضم الوفد الرفيع المستوى المرافق للرئيس الفرنسي للهند، وزراء الخارجية لوران فابيوس والدفاع جون ايف لودريان والبيئة سيجولين رويال والمالية ميشيل سابان والثقافة فلور بيلران، وذلك بالاضافة الى عدد من البرلمانيين ورجال الاعمال والصناعة والجامعيين والعلماء والكتاب.

وتشهد العلاقات الفرنسية- الهندية دفعة جديدة حيث تدعم فرنسا حصول الهند على مقعد دائم بمجلس الامن الدولي وترى انها تضطلع بدور محوري كقوة إقليمية ودولية مساندة للاستقرار والسلام فى العالم.

كانت الشراكة الاستراتيجية بين البلدين قد انطلقت في عام 1998 و شهدت منذ ذلك الوقت تطورا كبيرا حيث حرص الرئيس أولاند، في بداية ولايته الرئاسية،على اختيار الهند لتكون أول وجهة له في اسيا وقام بزيارتها في 14 و15 فبراير 2013.

كما اختار رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي فرنسا للقيام بأول زيارة له لاوروبا في ابريل 2015. 
وعلى الصعيد السياسي، هناك تطابق في وجهات النظر بين البلدين ازاء الأزمات الاقليمية والدولية،
ومن الناحية العسكرية، شهد التعاون الدفاعي والاستخباراتي بين البلدين وكذلك في مكافحة الاٍرهاب تطورا ملحوظا، فالهند ضربها ايضا الارهاب وتعرضت مدينة بومباي لاعتداءات في 2008. 

ووقع ايضا هجوم على قاعدة جوية بإقليم البنجاب في يناير 2016. وفي اطار التقارب بين البلدين، أبدت الهند رغبتها في اقتناء 36 طائرة حربية من طراز رافال الفرنسية.

وعلى الصعيد الاقتصادي، يوفر برنامج "صنع في الهند" فرصا كبيرة لنحو 1000 شركة فرنسية مستقرة في الهند، حيث يبلغ عدد الجالية الفرنسية هناك نحو 10 آلاف شخص، وتستقبل الهند كل عام نحو 250 الف سائح فرنسي، وقد زار فرنسا في 2014 نحو 400 الف سائح هندي وهي زيادة بنسبة %18 مقارنة ب 2013 حيث تعد فرنسا اول وجهة سياحية للسائح الهندي في اوروبا.

وتوظف الشركات الفرنسية في الهند نحو 300 الف شخص ويبلغ حجم استثمارتها مليار دولار سنويا مع توقع ازدياد هذا الرقم الى 8 مليارات خلال السنوات الثلاث القادمة، وتغطي الشركات الفرنسية %10 من انتاج الطاقة الشمسية الحالي في الهند.

ويشار الى ان فرنسا تعد المستثمر الثالث في الهند و يتجاوز مجموع استثماراتها هناك 20 مليار دولار.

وقد وقعت الشركات الفرنسية في الهند 19 عقدا خلال 2015 في مجال التنمية العمرانية بقيمة 530 مليون يورو.

اما التعاون في مجال الطيران، فقد حصلت الهند منذ 2005 على 800 طائرة من طراز "ايرباص" التي تشكل اليوم %53 من أسطول الطائرات الهندية و %70 من الطلبيات الجديدة.

وفي التعليم، استقبلت فرنسا خلال 2013-2014 نحو 2500 طالب هندي، ووعد الرئيس فرانسوا اولاند خلال زيارته الرسمية الاولى للهند في فبراير 2013 بان يزيد هذا العدد بنسبة %50 خلال السنوات الخمس القادمة ليبلغ عدد الطلبة الهنود بفرنسا 4 الآف بحلول 2017.

ويعد الاقتصاد الهندي من بين الأسرع نموا في العالم، ومن المقرر ان تسجل الهند معدل نمو سنوي %8 خلال 2016-2017 وتحتل المرتبة الرابعة في الاقتصادات العالمية، وقد ازداد عدد الشركات الناشئة في الهند بواقع %40 خلال 2015 ويصل حجم استثمارتها 9 مليارات دولار.

وبحسب توقعات مصرف جولدمان ساكس"، فإن سوق الشركات الناشئة في الهند سيتضاعف قبل نهاية العام الجاري ليقفز الى 23 مليار دولار، ومن المتوقع أن يبلغ عدد سكان الهند فى المناطق الحضرية يتجاوز بحلول 2030 نحو 600 مليون نسمة، وتقدر الاحتياجات الاستثمارية في البنية التحتية العمرانية في الهند خلال الأعوام العشرين القادمة ب680 مليار يورو.

وتعد الهند رابع اكبر مستهلك للطاقة في العالم، وتعهدت خلال مؤتمر المناخ بباريس بزيادة نصيب الطاقة المتجددة بحلول 2030 الى %40 من احتياجتها الوطنية،وهى تخطط لمضاعفة إنتاجها من الطاقة الشمسية 30 مرة بحلول 2020، كما انها تعتزم ضخ استثمارات بقيمة 137 مليار يورو لتطوير شبكتها للسكة الحديد التي تعد ضمن الأكبر في العالم و تمتد ل65 الف كيلومتر لربط 8 الاف محطة قطار.