نص كلمة وزير الداخلية في عيد الشرطة الـ64

أخبار مصر

أرشيفية
أرشيفية


تنشر بوابة الفجر كلمة اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية، الذي ألقاها في عيد الشرطة الـ64 وهي كالتالي:_
 
بـســم الله الرحمــنِ الرحــيمِ
رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِين
صدقَ اللهُ العظيمُ
السيد الرئيس / عبد الفتاح السيسى
رئيس الجمهورية
السيداتُ والسادةُ الحضور  

بكلَ معانىِ التَّرحيبِ ،  وعميقِ الإجلالِ والتقدير ، يسعدُنى ويسعدُ جميعَ رجالِ الشرطةِ .. تشريفُكمْ سيادةَ الرئيسِ .. والحضورِ الكريم فى احتفالِ هيئةِ الشرطةِ بعيدِها .. بذكرى الخامسِ والعشرينَ من يناير .

إنه يومٌ تتجسَّدُ فيه مشاعرُ الفخرِ والكرامةِ والتَضحية ، ليس لدى أعضاءِ هيئةِ الشرطةِ فحسبْ ،  بل لَدَى كلِّ مصرىٍّ ينتمى لترابِ هذا الوطنِ العظيمِ ،  والذى يتضاءلُ من أجلِهِ كلُّ الغالى والنفيسِ .

أنَّه يومٌ  نسترجعُ فيه من ذاكرةِ التَّاريخِ وحاضر الأمة – أياماً خالدةً لبطولاتٍ عظيمِةِ يُسَطَّرهَا رجالُ الشرطةِ المصريةِ كل يوم بأَحرفٍ من نورٍ  ، وهم يخوضوا أشرفَ المعاِرِكِ  ،  ويَجودُوا بأرواحهم الطاهره  ،  من أجلِ عزةِ وكرامةِ وطنِهِمْ وسلامةِ  شعبهِ وأمانِهِ.
أيامٌ علَّموا فيها  المعتـــــدى الغاصبَ ،  معنى وقيمةَ الدفاعِ  عنِ الأرضِ والعِرضِ والإيمانِ باللهِ ،  وأَعْطَوا دروساً فى الوطنيةِ والفداءِ فنالَ ما قدموه من تضحياتٍ جسامٍ احترامَ وتقديرَ  الشعبِ . 


إنهّا ليست ذكرى تتجدَّدُ فيها أَسْمَى معانى التضحيةِ فحسب بل تتواصلُ من خلالِها مسيرةُ أجيالٍ متتاليةٍ تضرب أروعَ  الأمثلةِ ، من أجلِ ترسيخِ دعائمِ الدولةِ ،  ومواجهةِ أىِّ محاولاتٍ للعبثِ بِمُقَدَّرَاتِهَا ،  أو النيلِ من سلامةِ بِنْيَتِهَا الاجتماعيةِ واستقرارِ وسلامةِ أراضِيهَا ... ولقَدْ أرادتْ مشيِئَةُ الله أنْ تأتىَ هذِه الذِكرَى وقدْ إرتفعتْ إلى عَنَانِ السمَاءِ أرواحُ المَزِيدِ منْ أبطاَلِ الشُرطةِ الذينَ نحتَسبهُمْ عِنْدَ ربِهِم شُهَداءَ ليُسَطِّروا بدِمائِهم الزَكيّةِ تاريخاً متواصِلاً مِن التضحِيةِ والفدَاءْ .  
السيّدُ الرئيسُ

السيداتُ والسادة

لقد مضتْ مصرُ فىِ عهدِكمْ سيادةَ الرئيسِ نحوَ غدٍ أفضل  ، ومستقبلٍ واعدٍ  ،  بعد أن تَمَّ إنجازُ خارطةٍ رسمْت الطريقَ نحوَ مسارِ التطورِ والتحديث ، وإعادةِ بناءِ الدولةِ الحديثةِ ،  والتى كادتْ أن تعصفَ بها المؤامراتُ والدسائسُ لولا حِكْمَتُكُمْ ،  ودعمُ ومساندةُ شعبِ مصرَ العظيمِ لكمْ 0 

وها نحنُ قـدْ وصلْنَا ، بحمدِ اللهِ وتوفيقهِ  ،  إلى ملامحِ آفاقِ  المستقبلِ المشرقِ بإذنِ الله تعالى  ، عَقِبَ أن تحقَّقَ الاستحقاقُ  الثالثُ لخارطةِ الطريقِ ، وأضحى لدينا مجلسٌ جديدٌ للنوابِ  جاء من خلالِ انتخاباتٍ حرةٍ نزيهةٍ شهِدَ لنزاهتِها وشفافيتِها الجميع ، وقد اضطلعت خلالها الشرطةُ
المصريـــــةُ إلى جانب قواتنا المسلحة الباسلة بدورٍ محوريٍ وفاعلٍ لتأمِينِها    وتمكينِ كلِّ الأطراف من ممارسةِ دورِهم الذى حدَّدَه الدستوُر  .


وقد أسهمَ  ذلك الاستحقاقُ الثالثُ ، والذى جاءَ بعد صدورِ الدستورِ الجديدِ، وعقبَ التفافِ  المصريينِ خلفَ خُطُواتِكم  الوطنية الموفقة واختيارِكم فى اجماعٍ أكَّدَ مدى وطنيةِ ووعىِ هذا الشعب  ،  وإدراكِهِ الفطرىِّ للمخاطرِ التى تدفعُه للتآزرِ عندَ الشدائدِ فى نسيجٍ واحد ،  وإرادة لا تتزعزع .


نؤكدُ أنَّ هذهِ الخُطُواتِ جَمِيْعَهَا  ،  ساهمتْ فى دعمِ البناءِ  الديمقراطىِّ لركائزِ المؤسساتِ الدستوريةِ للوطنِ  ،  وأكَّدْت بقوةٍ  مدنيةَ الدولةِ ،  ورسَّختْ دعائمَ ومقوماتِ قُدُرَاتِنا فى كافةِ المجالاتِ .
السيد الرئيسِ
الحضورُ الكريم


لقد تفاقمَ الإرهابُ فى الأعوامِ الأخيرةِ وأصبحَ يُمَثِّلُ ظاهرةً ليستْ محليةً أو اقليميةً فحسبْ، بل تعدَّى إلى آفاقِ العالميةِ ،  وذلك كمحصلةٍ للصراعاتِ والاضطراباتِ الدوليةِ  ،  التى تُهَيِئُ المناخَ له ليترعرعَ ويستفحل  ،   ويجنحَ من خلالِ سلوكٍ إجرامىٍّ وإرهابىٍّ  خسيس تَتَبنَّاهُ عناصر تهددُ أمنَ الشعبِ  ،   وتنعطفُ لاتجاهاتٍ تزعزعُ  استقرارَ وأمنَ دولِ العالمِ،   وترتكبُ  جرائمَ ضدَّ الإنسانيةِ تروعُ الآمنينَ وتُدْمِى ضمائرَ الأممِ .

ورغم كلِّ ما نواجههُ ونقدمه من تضحيات،   فإنَّنَا نؤكدُ لسيادتِكم أننا سنظلُّ إلى جانبِ أشقاءِنا  ورفقاءِ الدربِ بالقواتِ المسلحةِ الباسلةِ فى خندقٍ واحدٍ نتصدّى لهذا الخطر الداهمِ  ببسالةٍ  وقوةٍ،  ونَقِفُ  له  بالمرصادِ  لاجهاضِ مخططاتِهِ الهدّامَةِ  ،  ولنْ تنالَ هذه الجرائمُ  الارهابيةُ الدنيئةُ ،  من إرادةِ  دولةٍ بعراقةِ مصر  ،  تأصلتْ فى وجدانِ شعبِها قيمُ نبذِ العنفِ والإرهابِ  وسنتصدَّى له بكلِّ جسارةٍ  ،   مهما كانتِ التحدياتُ وبلغتِ التضحياتُ  ،  ولنْ يِهنَ عزمُ رجالِ الشرطةِ ولن يلينَ وسنمضى فى مسيرتِنا متسلحينَ باليقظةِ والحزمِ لإجهاضِ أىِّ محاولاتٍ آثمةٍ لنشرِ آفِة الإرهابِ  على أرضِ الكنانةِ.

ويؤكدُ رجالُ الشرطةِ لسيادتِكُمْ  أنَّهم أمناءُ على رسالِتهم التى شرَّفهمُ الوطنُ بحملِها ، وأنهم عَلى دربِ البذلِ والعطاءِ ماضون  ،  مدركِون جسامةَ التحدياتِ  ، مضحون بأغلى  ماَ يملكون من أجلِ غـدٍ أفضلْ 0
السيدُ الرئيس
السيداتُ والسادة
ورغمَ أنَّ الجرائمَ الارهابيةَ ستظلُّ الأشدَّ تعقيداً  ،  والأكثرَ خطورةً  على أمنِ المجتمعِ،  إلا أنَّ أعينَنَا  ، وبذاتِ القدرِ  ، تتجهُ لمواجهةِ  مخاطرِ  الجرائمِ الجنائيةِ والجرائمِ المنظمةِ عبر الحدودِ   ، التى  تـداخـلتْ  مــع الإرهـــــابِ ،  وأصبحتْ تشــــكِّلُ مخاطر لها  تداعـيـاتـُهـا  على  معطياتِ الأمنِ والاستقرارِ  فى ظـــلِّ عالـــــمٍ  يزدادُ  اضطراباً  ، وسادْتهُ  الصراعاتُ ،   

وغابتْ عن الكثيرِ من أرجائِه  القيمُ والمبادئُ الإنسانيةُ ، وهو  ما أدركتْهُ الشرطةُ  وواجهتْهُ بتحديثِ آلياتِها وأجهزتِها ،  وإندفعتْ  فى  خطواتٍ  سباقةٍ لتطويرِ منظومةِ وآلياتِ العملِ الأمنىّ  ،  لتستوعبَ المواجهةَ مع هذهِ الأنشطةِ الإجراميةِ  ،  وهو ما أسهمَ  فى محاصرتِها وتعقّبِ مرتكبِيهَا وتقديمِهم للعدالِة  ،  الأمرُ الذى كانَ له انعكاسٌُ إيجابىٌ   ،  على تقليصِ حالاتِ الإنفلاتِ التى ألمتْ بالوطنِ نتيجةً للمتغيراتِ السياسيةِ  ، وتزكيةِ إتجاه المجتمع للتعافى   ،  وإستعادَة قدراتِهِ حتى يتمكنَ من تعزيز ِإمكانياتِهِ الأقتصاديةِ  ،  ويوفّرَ مناخاً مستقراً يشجعُ على الاستثمارِ   ، ويجتذبُ   رؤوسَ الأموالِ  إلى حركةِ السوقِ  ،  مما يعززُ من جهود التنمية الشاملةِ . 
السيدُ الرئيَس
السيداتُ والسادةُ الحضور
وفى هذه المناسبة التاريخية أتقدم بأســـمى معانى التقديرِ والإحترام لرجالٍ صدقُوا  ما عاهدوا اللهَ عليه ،  رجالاً قدّموا  فى معاركِ الشرفِ والكرامةِ ضدَّ الأرهابِ الأسودِ  ،  والزودِ عن الوطِن  وأمنِهِ واســـــتقرارِه أغلى ما يمكلـــــون،  من أنفسِــــهِم ، وأرواحِهِــم فــــــــــداءً لهذا الوطنِ  ، رجالاً هم أحياء ٌ عنـــــد ربهم يرزقون إنهم شهداء الشرطة والقوات المسلحة الباسلة فتحية عطره لأرواحهم جميعاً 

وستظلُّ أبداً تضحياتُهم ضياءً هادياً لزملائِهم  ، يحذُون حَذْوَهم                    لا يهابون الموتَ  ،  فى تواصلٍ وعطاءٍ لايفتُر  ،  ولا يتراجعُ من أجلِ عزةِ الوطنِ وصونِ كرامتِهِ وحفظِ أمنِهِ  ،  وستستمرُ  ذكراهم  فخراً   لأبناءِهم   من 

خلفِهم ، ولن ننسى  أبداً أسرَهم  ،  وسيظلون دائما  فى بؤرةِ اهتماماتِنا     وفاءً  لهؤلاءِ الرجالِ الأطهارِ الأبرارِ  ،  وستظلُّ  الإرادة التاريخيةُ التى يتمتعُ بها المصريونَ قيادةً وشعباً وجيشاً وشرطةً  ،  عنواناً بارزاً  يؤكدُ  وحدةَ  نسيج الأمةِ المصريةِ ، والتى كانتْ  ، وستظلُّ  تلعبُ دوراً محورياً رائداً  بجغرافيتِها وتاريخِها عربياً واقليمياً ودوليا ً .
السيدُ الرئيس

الحفل الكريم

أودُّ أن أؤكدَ أنَّ مصرَ ستبقى  قادرةً بعونِ  من اللهِ سبحانه وتعالى  ،  فى ظلِّ قيادتِكم الحكيمةِ وشعبِها الأبىِّ عَلى مواجهةِ التحدياتِ الجسيمةِ  ،  والتصدّى للمخاطرِ والشرورِ التى تحيطُ بها .

حفظ الله مصر ،  أرض الكنانه  ،  وجنبها سوء الفتن ما ظهر منها وما بطنَ  ، إنه على مايشاءُ قدير  ،  وجعلَها وأهلَها فى رباطٍ إلى يومِ  الدينِ إنَّه نعمَ المولى ونعم النصير  . 
والسلام عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاته