تكريم فايق و«مصر تستطيع» بشروط
يوم الجمعة الماضى كرمت شبكة «سى بى سى» زميلى وصديقى مدير تحرير الفجر أحمد فائق، تكريم فايق كان ضمن سبع عشرة شخصية قدمت إسهامات مميزة لمصر فى مجالات مختلفة، وكان تكريم أحمد عن برنامج أو بالأحرى مشروع «مصر تستطيع»، وهو الإعلامى الوحيد الذى تم تكريمه عن برنامج.
وأنا لا أنظر لـ«مصر تستطيع» على أنه مجرد برنامج ناجح ومختلف ومتميز ونغمة جميلة وأصيلة وعلمية وسط ارتفاع النشاز فى الوسط الإعلامى فقط،
بالنسبة لى فإن البرنامج هو حلم أو مشروع أحمد بعد ثورة 25 يناير.
رفض «فايق» نظام مبارك وآمن بثورة 25 يناير، وكان مثل الملايين من المصريين يحلم بتغيير شامل فى مصر، لكن أحمد لم يكتف برفض النظام القديم سياساته واقتصاده وإعلامه وظلمه، أحمد كان لديه حلم لنظام بديل ومشروع إعلامى بديل، بل إن برنامج «مصر تستطيع» ينتصر بشكل غير مباشر لثورة 25 يناير، فاستضافة علماء مصر فى الخارج الذين حققوا نجاحا يثبت أن العيب فى النظام المصرى، وليس فى المصريين، وأن المصرى عندما يجد نظاما يجمع بين الكفاءة والعدالة والمساواة يتفوق، بينما نظام مبارك نجح فى إخراج أسوأ ما فى المصريين، ولكن أحمد فايق لم يكتف بالمشروع أو الحلم البديل فقط، ولكنه بذل مجهودا خرافيا وعلميا ليخرج بمشروعه إلى النور.
ظل أحمد لأكثر من عام كامل يجمع المادة العلمية لمشروع برنامجه بمنتهى الجدية والحماس، وخلال هذه المدة أو بالأحرى هذا المجهود كان أحمد ينفق على حلمه ليرى النور، لم يفكر أحمد فايق لحظة فى مكسب مادى ولم يسع إلى تقديم برنامج «مسلوق» ليحقق ظهورا سريعا على الشاشة.
أخلص أحمد لحلمه ومشروعه فنجح هذا الحلم نجاحا باهرا، وتحول إلى تيار فى الإعلام، تيار يقدم بديلا عن برامج الرغى والردح.
نجاح أحمد فى برنامج «مصر تستطيع» يثبت أن مصر تستطيع بشروط، أهم هذه الشروط الكفاءة والإخلاص والعمل الجاد، ولذلك أتمنى أن يكون فى مصر مليون أحمد فايق، مليون شاب لا يكتفى برفض الواقع، ولكنه يقدم حلما أو بالأحرى حلا بديلا، ويجتهد فى تحقيق هذا الحلم، مبروك لأحمد التكريم، ومبروك للإعلام أن لدينا برنامجاً أو بالأحرى مشروع «مصر تستطيع».