«يوتين» يُفشل مخطط أمير قطر.. «حمد» يعود منكسر الخاطر
قالت صحيفة العرب اللندنية، إن تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وضيفه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لم تكشف عن أي تقارب في الرؤية بشأن الحل في سوريا، أو عن مؤشرات لإذابة الجليد بين القيادة الروسية والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهما المهمتان الأساسيتان اللتان جاء أمير قطر من أجلهما إلى موسكو.
وتبادل بوتين والشيخ تميم عبارات المجاملة في تصريحاتهما بعد اللقاء الذي جمعهما أمس، دون أن يشيرا إلى أي موقف مشترك لدفع الحوار بين فرقاء الأزمة السورية خاصة في ظل مؤشرات على تأجيل لقاء 25 يناير الجاري في جنيف، والبحث عن لقاءات ترتيبية بين ممثلين عن النظام السوري والمعارضة قبل التوجه إلى جنيف.
وقال بوتين أثناء لقاء الشيخ تميم «تعد قطر عنصرا مهما في خضم الأوضاع بالشرق الأوسط وفي الخليج. ونحن نتمنى أن نبحث معكم عن حلول لأصعب القضايا»، ورد أمير قطر بأن «روسيا تلعب دورا أساسيا في ضمان الاستقرار العالمي».
وقبلها قال الشيخ تميم في لقائه بسيرجي ناريشكين، رئيس مجلس الدوما، إن بلاده تعول على روسيا في الوصول إلى “حل سياسي في سوريا يرضي كل الأطراف”.
وعزا مراقبون اكتفاء الرجلين بإطلاق التصريحات العامة إلى صعوبة جسر الهوة بين البلدين تجاه الملف السوري، فضلا عن تباين الأدوار والتأثير في الأزمة، خاصة أن موسكو صارت تمتلك أغلب مفاتيح الحل في سوريا، وتتجه إلى فرض الأمر الواقع بالدفع نحو انتقال سياسي تحت مظلة الرئيس السوري بشار الأسد، وليس في غيابه الكامل كما تطالب المعارضة وداعموها الإقليميون وبينهم قطر.
ولم يقدم بوتين أي تعهدات لضيفه بشأن مستقبل مفاوضات الحل السياسي في سوريا، فضلا عن دور الفصائل المعارضة المقربة من الدوحة فيها، واستمرار استهدافها بالقصف الذي تنفذه الطائرات الروسية.
وعزت المحللة الروسية إيلينا سوبونينا أهمية لقاء الرئيس الروسي وأمير قطر إلى تركيزه على مناقشة الأزمة السورية، على الرغم من أن الإعلان الرسمي وصف اللقاء بأنه تناول التعاون الاقتصادي بين البلدين.
ووصفت سوبونينا، الزيارة بأنها لم تحقق نتائج كثيرة، «فروسيا متمسكة برأيها تجاه القضية السورية وكذلك قطر، ولم تستطع إحداهما تغيير موقف الثانية أو تليينه».
وقالت “الزيارة بكل ما حققته مهمة ولكنها ليست تاريخية رغم أنها أول زيارة لأمير قطر”.
وأضافت “صحيح أنهما غير مستعدتين لتغيير موقفيهما من الشأن السوري، إلا أنهما مستعدتان للمحافظة على العلاقات بينهما واستمرارية التواصل، ويمكن للبلدين التعاون في شؤون محاربة الإرهاب وتبادل المعلومات ولكن ليس بمستوى كبير ومؤثر”.
وعن محاولة قطر للعب دور وسيط لتحسين العلاقات الروسية التركية، عبرت إيلينا سوبونينا عن ذلك بقولها «لا أعتقد أن حل هذه الأزمة ممكن في القريب العاجل»، وقال أوكتاي يلماز الإعلامي والمحلل السياسي التركي إن روسيا متشددة في رأيها وسبق أن رفضت وساطات من دول غربية كالولايات المتحدة أو حتى إقليمية ككازاخستان، مما يجعل نجاح الوساطة القطرية صعبا في الوقت الحالي.
وأوضح: أن طرح الوساطة بين تركيا وروسيا عبر المسؤولين القطريين سيكون من مصلحة الجميع. قطر صديقة للبلدين، فهي قادرة على تحسين العلاقات أو على الأقل تخفيف التوتر الروسي التركي الذي ظهر بعد إسقاط الطائرة الروسية.