رامى رشدى يكتب : وعمامة الأزهر

مقالات الرأي


«استقالتى فى جيبى وقدمتها أكثر من مرة ورفضت، ومستعد لتقديمها فى أى وقت» بتلك العبارات الرنانة خرجت كلمات الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر فى أحد اجتماعاته المغلقة مع عدد كبير من موظفى قطاعات الأزهر المختلفة أثناء المظاهرات الفئوية الأخيرة،.

خرج من بين الجموع الكبيرة التى حضرت الاجتماع فى القاعة الكبرى فى الدور الثانى بمشيخة الأزهر رجل فى الخمسينات أفنى عمره فى خدمة الجامع، ليقاطع الطيب قائلا: وتسيب الأزهر لمين، وتسبنا لمين ربنا هيحاسبك علينا يوم القيامة ويسألك أنت سلمت الأزهر لمين بعدك، تلك العبارات كانت أشد قوة بأن يتراجع الطيب عن التلويح بالاستقالة.

ووفقا لمعلوماتى وصل عدد من الرسائل المباشرة وعبر الوسائط لشيخ الأزهر تفيد أنه لابد أن يحافظ على كيان المؤسسة الدينية الوسطية العالمية بعيدا عن اختطافها واختراقها من قبل الإخوان، خاصة فى ظل التصعيد الملحوظ لعالم من علماء جماعة الإخوان، وهو الدكتور عبدالرحمن البر، مفتى جماعة الإخوان المسلمين وعميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالمنصورة، فالرجل اخوانى الانتماء أزهرى الجذور والتربية والوظيفة وتنطبق عليه شروط الانضمام لهيئة كبار العلماء بصفته أستاذًا وعميدًا بجامعة الأزهر وله العديد من المؤلفات والأبحاث فى مجال الشريعة والدعوة الإسلامية، ولم يبق امامه سوى التقدم ببحثين للانضمام لهيئة كبار العلماء ويتم عرضهما على اللجنة المشكلة لفحصها وعرضها على هيئة كبار العلماء ليتم الموافقة عليه من عدمه.

لكن البر وجماعته لا تريد له أن يدخل من هذا الباب الضيق والصغير، لابد أن يدخل هيئة كبار العلماء من الباب الكبير إما عبر ممر دار الإفتاء المصرية خاصة أن الدكتور على جمعة لم يبق له سوى أيام على رأس دار الإفتاء ويغادرها بعد انتهاء العام الذى حصل عليه بالتجديد فى مارس الماضى من المجلس العسكرى بعد إحالته للتقاعد، ووقتها ستكون الفرصة سهلة لأن يكون مفتى الجماعة ومرجعيتها الدينية هو مفتى المصريين وجموع الناس وبعمامته الأزهرية الجديدة ينضم لهيئة كبار العلماء، ويبقى كرسى مشيخة الأزهر هو الهدف الأسمى.

وذلك من خلال الاطاحة بالطيب من منصبه خلال فترة زمنية بسيطة قد تمتد لسنة، بواسطة الحملات الإخوانية والخلايا الإلكترونية الشرسة التى تحاول النيل من مكانة الرجل والتشهير به واتهامه بالعمالة لأمن الدولة ونشر تقارير لا نعلم صحتها ومدى دقتها بأن الطيب كان يقف ضد الثورة، وشكل لجنة من علماء الأزهر مكونة من عبدالفضيل القوصى وأسامة العبد لرفع تقارير أمنية على الطلاب وأعضاء هيئة التدريس اثناء الثورة لرئيس جهاز مباحث أمن الدولة، فى محاولة لضرب كل قيادات الأزهر الوسطية.

حرب أخرى ضد شيخ الأزهر يقودها الدكتور عبدالله بركات عميد كلية الدعوة الإسلامية نيابة عن الإخوان للتشهير به والضغط عليه لتقديم استقالته لكونه عضوا بلجنة السياسات الحزب الوطنى المنحل،

فى ظل تلك الغيوم التى تحيط بالأزهر وشيخه تلعب مؤسسة الرئاسة الدورى المعنوى والداعم للبر فى معركته على الأزهر، واتضح ذلك فى صلاة الجمعة التى أداها الدكتور محمد مرسى فى مسجد السيدة زينب بالقاهرة. خاصة ان الرئيس لم يحضر ومعه لفيف من علماء وقيادات الأزهر الشريف أو قيادات وزارة الأوقاف أو حتى مفتى الديار المصرية فكل هؤلاء لم يكونوا ضمن الحضور ولم يحضر سوى مفتى جماعة الإخوان المسلمين الذى صعد المنبر وقام بالقاء خطبة الجمعة بدلا منه، فهل يعد هذا اعترافًا صريحًا من الرئاسة بأن البر له الولاية الفقهية على مرسى باعتباره مفتى الجماعة ومن ثم يصبح مرجعية المسلمين فى العالم