بعد إعلان تنحيه للمرة الـ5 .. خبراء يكشفون حقيقة تنحي "الملك سلمان"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

السيد: شائعات تنحي سلمان تهدف للوقيعة بين الأسرة الحاكمة
غباشي: الشائعات "جس نبض" لانتقال الحكم لاحد أبنائه



5 مرات...ذلك هو عدد المرات التي تم الترويج فيهما لتنحي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، منذ توليه الحكم وحتى الآن، حيث أن شائعة "التنحي" ظلت الخبر الذي لا ينقطع في السعودية والذي تفنن مروجوه باستخدام الأحداث التي تقع بالمملكة لخدمة تلك الشائعة.

"الفجر" قامت برصد عدد الشائعات حول تنحي "سلمان"، وحاولت كشف حقيقة تلك الشائعات.
- التنحي الأول لـ"أسباب مرضية"
ففي مارس 2015، كانت أول المرات التي رددت خلالها أخبار عن تنحي سلمان، حيث ترددت بعض الأقاويل التي أشارت لتنحي الملك سلمان لأسباب صحية.
- التنحي الثاني...لـ"تأمين مستقبل نجله"
وفي أبريل 2015، عندما أعلن الديوان الملكي إعفاء الأمير مقرن بن عبدالعزيز، شقيق الملك، من منصبه، وتعيين محمد بن نايف وزير الداخلية وليا للعهد، وتعيين محمد بن سلمان وليا لولي العد وزيرا للدفاع، ترددت أنباء أن الملك سلمان يمهد الأمور لنجله، وسيتنحى.
- التنحي الثالث...لـ"الانقسامات داخل المؤسسة العسكرية"
وفي أغسطس 2015 زعمت أحد الصحف الأمريكية، أن الملك سلمان بن عبد العزيز يعتزم التنحي لتنصيب الأمير محمد بن نايف ملكاً للبلاد، وقد استندت الصحف وقتها على العلاقة بين الرئيس سلمان ووزير داخليته محمد بن نايف، مشيرين إلى وجود إنقسام داخل المؤسسة العسكرية، حيث أن وزارة الداخلية التي يقودها بن نايف لا تعمل مع قوات الجيش التي يقودها سلمان.
- التنحي الرابع...لـ"سوء إدارة البلاد"
وفي ديسمبر 2015 نشرت صحيفة " الجارديان" البريطانية مقالاً بعنوان "أمير سعودي يطالب بتغير النظام في البلاد، وتنحي الملك سلمان عبدالعزيز".. وتناول المقال رأي أحد كبار الأمراء السعوديين والذي رفض ذكر اسمه لدواعي أمنية، حيث طالب بإقالة المللك سلمان أو تنحيه، مؤكداً أن النظام في المملكة يواجه الكثير من التحديات إن كان في الحروب التي تخوضها وبأسعار النفط وكذلك بالانتقادات على ادارة موسم الحج.
 وأكد الأمير لكاتب المقال أن ابن الملك سلمان هو من يدير شئون البلاد.
- التنحي الخامس...لـ"تغيير قواعد انتقال السلطة من الأخوة إلى الأبناء"
وكانت المرة الأخيرة التي تردد فيها أخبار عن تنحي "سلمان" هي زعم معهد شئون الخليج، ومقره "واشنطن"، مساء أمس أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، يتجه إلى التنحي عن حكم البلاد لصالح نجله ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، وأنه قام خلال الفترة الماضية بعدة زيارات لأعضاء مجلس العائلة الحاكمة، للحصول على تأييدهم في اتخاذ القرار.
وأضاف معهد شئون الخليج أن الملك سلمان أشار للنظام الملكي الأردني، الذي غيَّر قواعد انتقال الخلافة بين الإخوة، وجعلها تنتقل للأبناء، في محاولة لتأمين مستقبل نجله ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي أنجب ولدين وبنتين، في الوقت الذي لم ينجب فيه ولي العهد الأمير محمد بن نايف أي أبناء وله بنتان.

- شائعات مغرضة هدفها الوقيعة بين الأسرة المالكة 


وفي هذا الشأن وصف المستشار حسني السيد، المحلل السياسي، شائعات تنحي الملك سلمان بـ" الشائعات المغرضة" التي تهدف إلى الوقيعة بين الأسرة الحاكمة بالمملكة السعودية، موضحاً أن هذا الغرض يظهر بوضوح في كل مرة والتي كان آخرها متمثل في زعم معهد شئون الخليج بـ"واشنطن" أن سلمان سيتنحى بعد أن يغيّر نظام انتقال الحكم من أخوته لأبنائه.
وأشار إلى أن محاولات الوقيعة بين الأسرة الحاكمة استخدمت تلك المرة نشاط وزير الدفاع ابن سلمان ولي ولي "محمد بن سلمان" لحدوث وقيعة بينه وبين ولي العهد وزير الداخلية "محمد بن نايف" ، موضحاً أن ذلك النشاط يُظّهر ولي ولي العهد بسبب الحرب التي تخوضها السعودية ضد الإرهاب والشيعة.
وأكد السيد، أن مروّجي الشائعات حول تنحي سلمان يستخدمون كِبر سنه لمحاولة الوقيعة بين الأسرة المالكة، نافياً أن يفكر سلمان في التنحي حيث أنه يقوم بكافة مسئولياته داخلياً وخارجياً على أكمل وجه، كما نفى أيضاً أن الملك سلمان سيقوم بتغيير نظام الحكم.


- مساعي لتغيير نظام الحكم


ومن ناحية أخرى قال مختار غباشي، خبير في الشأن العربي، أن ما يثار حول تنحي الملك سلمان هي مجرد اجتهادات صحفية لا تمت للحقيقة بصلة، قائلاً: "الملك سلمان لن يتنحى لكنه يسعى لتغيير نظام الحكم بدلا من اخوته إلى أبنائه كدولة قطر".

وتابع: " الملك سلمان صاحب حركة التغيير والتجديد الثانية في البلاط الملكي بعد الملك فيصل، حيث أنه قام باستبدال الشباب بدلاً من الكبار.. وكل ذلك ليصل إلى غرضه وحلمه وهو تغيير نظام انتقال الحكم ليتمكن ابنه من تولي العرش بعده"، مشيراً إلى أن تلك الاجتهادات الصحفية كشفت الستار عن حلم سلمان في تسليم مقاليد الحكم لابنه.

وأوضح غباشي، أن المتهم الأول وراء ترويج تلك الاجتهادات الصحفية في صورة شائعات هم الدولة الإيرانية بسبب الصراع السعودي الإيراني، مشيراً إلى أنهم يحاولون إشغال الأسرة الحاكمة بمشاكل داخلية حتى تتاح لهم الفرصة في الانتصار عليهم خارجياً.