الإندبندنت : واشنطن في وضع جيد الان يسمح لها بالتوسط لإجراء محادثات سلام بالشرق الأوسط

عربي ودولي



رأت صحيفة الاندبندنت البريطانية اليوم الأحد أن الولايات المتحدة أصبحت في وضع جيد الان يسمح لها بالتوسط لإجراء محادثات سلام في منطقة الشرق الأوسط فى الوقت الذى بدأت فيه آثار العقوبات الغربية على إيران والقصف المدفعي المتبادل بين تركيا وسوريا حاليا تؤتي ثمارها.

وأوضحت الصحيفة - فى تقرير على موقعها الإلكترونى - وجهة نظرها حيال هذه المسألة قائلة أن تركيا، أحد أبرز الدول الداعمة للمعارضة السورية، تقوم بقصف مدفعى على الحدود مع سوريا وأن الانفجارات دمرت المباني فى مدينة حلب، أكبر مدن سورية، مما جعل طوابق المباني تتهاوى وتسقط جميعها.

وتابعت الصحيفة : فى ايران، الحليف الأبرز للنظام السوري، أحدثت العقوبات الغربية المفروضة على صادراتها النفطية ومعاملات البنك المركزى حالة من الشلل أصابت الاقتصاد. فقد تم اغلاق العديد من الأسواق بطهران عقب احتجاجات عنيفة لانخفاض قيمة العملة الايرانية (الريال) بحوالى 40\% على مدار الاسبوع الماضى.

وقالت الصحيفة إن هذه الاحداث تقود إلى تغيير فى موازين القوة فى قلب منطقة الشرق الاوسط حيث كانت إيران وسوريا الزعيمتين على مدار العشر سنوات الماضية - وذلك قبل الانتفاضة السورية التى بدأت منذ ما يزيد عن عام ونصف.

وقالت صحيفة الاندبندنت البريطانية إن الربيع العربى كان يبدو للوهلة الأولى لصالح كتلة المقاومة - التى تضم الداعمين للقضية الفلسطينية والمعارضين للدعم الأمريكي الذى جاء بحكام عرب ديكتاتوريين إلى السلطة - حيث تم الاطاحة بعدد من الحكام المستبدين من بينهم الرئيس المصرى السابق محمد حسنى مبارك والرئيس التونسى السابق زين الدين بن على.

لكن الصحيفة قالت إن الرئيس السورى بشار الاسد شعر على مايبدو بالثقة فى الشهور الاولى من العام الماضي حيث اعتقد أن معارضته لواشنطن والحكام المستبدين وإسرائيل ستحميه من انتفاضة شعبية مماثلة.

وقالت الصحيفة إن تركيا أخذت تمارس التهديد والوعيد حيال سوريا، لطالما بدا صبر الأتراك ينفد حيال سياسة ضبط النفس التي يمارسها حلفاؤهم الأمريكيون حيال الملف السوري الذي شهد مؤخرا تطورات دراماتيكية بدأت تهدد الأمن القومي التركي، كما تقول أنقرة إلا أن الصحيفة حذرت في الوقت ذاته من أن التدخل العسكري المباشر في الصراع الدائر حاليا في سوريا قد يؤدي إلى جرِّ الأمريكيين إلى مستنقع قد يصعب عليهم الخلاص منه في المستقبل.

وأشارت الصحيفة إلى أن الحل للازمة الراهنة فى سوريا لا يكمن أيضا فى تدعيم المعارضة السورية بالعتاد والسلاح من حلفاء واشنطن العرب، وتحديدا السعودية وقطر، إذ ينطوي مثل ذلك الأمر على مخاطر جسيمة ربما تكرر معها سيناريو دعم المجاهدين في أفغانستان لطرد قوات الاتحاد السوفيتي السابق التي كانت تحتل تلك البلاد في ثمانينيات القرن الماضي.

واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إنه عوضا عن القتال، فإن مؤتمر سلام تشارك فيه كافة الاطراف المتناحرة قد يمثل السبيل الوحيد لوضع حد للحرب الدائرة في سوريا.