وثائق سرية: صدام حسين كان كابوسًا لأمريكا وبريطانيا

عربي ودولي

بوابة الفجر


تبيَّن من وثائق سرية، أفرجت عنها الحكومة البريطانية، أن الرئيس العراقي السابق صدام حسين كان يشكل "كابوسا" لكل من الولايات المتحدة وبريطانيا، وكانت كلا البلدين في حالة قلق شديد من العراق والأنشطة التي تقوم بها الحكومة العراقية آنذاك.

 

 

وبحسب نص مكالمة هاتفية جرت في العام 1999، بين كل من رئيس الوزراء البريطاني آنذاك توني بلير والرئيس الأمريكي بيل كلينتون، كشف الأخير أنه يعاني من ضغط بسبب طريقة التعامل مع صدام، مشيرا إلى أن الرئيس العراقي قد يمثل خطرا أكبر في المستقبل.

 

 

وكانت تلك المكالمة الهاتفية قبل نحو ثلاث سنوات فقط من الاجتياح الأمريكي البريطاني للعراق، الذي أطاح بالنظام العراقي الذي يقوده الرئيس صدام حسين، والذي تم إعدامه لاحقا بعد أن ألقت السلطات العراقية القبض عليه بعدها بسنوات قليلة.

 

 

وحذَّر "كلينتون" صديقه بلير عبر الهاتف، قائلا: "إن صدام قد يصبح كابوسا لك، قد لا يحدث هذا وأنا في مكتبي، لكنه محتمل بالنسبة لك"، وغادر كلينتون فعلا الحكم في الولايات المتحدة قبل أن تتورط أمريكا باحتلال العراق، لكن خلفه جورج دبليو بوش هو الذي قرر اجتياح العراق.

 

 

وأضاف كلينتون: "إذا عرف الناس كم من الأسلحة اكتشف مفتشو اللجنة الخاصة سوف يفهمون كم أن هذا الأمر مهم"، وتابع: "أعتقد أننا لو قلنا لهذا الرجل (صدام): إذا استجبت فسوف نرفع العقوبات، فإنه سوف يعيد بسرعة ترتيب برنامج أسلحة التدمير الشامل".

 

 

ولفت "بلير"، خلال المكالمة الهاتفية، إلى أن الرأي العام في بريطانيا ليس متفقا حيال العراق، إلا أنه قال إنه يقوم بتثقيف الرأي العام بشأن المخاطر التي تأتي من العراق وبرنامجه التسلحي.

 

 

وقال "بلير": "وضعنا ورقة بيضاء يوم أمس بشأن برامج العراق للأسلحة الكيماوية وأسلحة الدمار الشامل علينا أن نقوم بتثقيف الرأي العام الدولي؛ ليرى التهديد الحقيقي والخيارات التي أمامنا مع العراق".

 

 

يشار إلى أن الوثائق التي أفرجت عنها الحكومة البريطانية تتكون من 500 صفحة، ونشرت الصحافة البريطانية جزءا منها، حيث تم الكشف عنها بناء على طلب تلقته الحكومة بموجب قانون حق الحصول على المعلومات، وهو قانون يجبر الحكومة على الإفصاح عن أي معلومات يطلبها مواطنون بريطانيون، أو أن ترفض الإفصاح عنها، شريطة توضيح سبب الرفض، وأن يكون السبب مقنعا وموجبا لحجب المعلومة.